مراجعة لمبدأ ثوب الشهرة
الاثنين / 6 / ذو الحجة / 1441 هـ - 20:00 - الاثنين 27 يوليو 2020 20:00
راجعت نفسي في معنى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه أنه نهى عن ثوب الشهرة، وعن الشهرتين، ووعيد من لبسه ونحو ذلك من الأحاديث بطرق مختلفة وروايات متعددة، وتذكرت أن دراسة هذا الحديث بالذات جاءت في باب اللباس عند تعليمنا من مدرسينا الفقه الأولي.
ولا أستطيع أن أنسى أن من مثل لنا في تلك الفترة بمثال لنفهم المقصود قال لنا (كمن يلبس ثوبا أحمر) فتعجبنا وقلتُ في نفسي حينها ومن يلبسه!
رغم أن ذلك الزمن ليس ببعيد من وقتنا هذا وكان هناك من ملبوسات للرجال والنساء غير ما تعودنا عليه لكننا حُرمنا التمثيل فقبعَ المعنى في ذهني وفي ذهن غيري من الذين هم مثلي عاريا عن حقيقة الاستيعاب وصريح الحكمة المقنعة.
وتوسمت في نفسي خيرا حين انبريت لنصح الناس وإرشادهم في ذلك الوقت لأن يقتصر لبسهم على الثياب دون ملابس كانت تعد لمن تفرنج وتشبه بالكفار وأنا لا أملك غير مختصر من هذا الشرح الذي ذكرت، رغم أننا في ذلك الزمن كنا نلبس غير الأبيض في الشتاء مما له ألوان تتغاير حسب المكان والعرف السائد، وعدتُ لنفسي اليوم قائلا: كيف مثل لنا معلمنا باللون الأحمر وقد جاء في بعض أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ظهر لأصحابه وهو يلبس حلة حمراء، فعذرتُ نفسي حين تخبط المعنى في عقلي طيلة فترات مضت ولم أستطع أن أبلغ الحكمة وأنا أعمل في إدارة المدارس لأستطيع تأثيرا في نفوس طلاب المرحلة الثانوية غير أسلوبي الخاطئ (من الاستهزاء بملابسهم التي أستهجنها ويستهجنها المعلمون دون أن يكون لنا دليل على منع ما يفعلون أو وجاهة حق في الاعتداء على خصوصيات اختياراتهم)، ثم عدت لنفسي وسكت زمنا عن هذا الأمر، متغاضيا عن فعلهم خجلا من سوء صنيعي ولا آلة لي غير شيء من بقية تعليم قليل.
واليوم أقول إن الأحاديث الواردة في النهي عن ثوب الشهرة التي تصلح للاحتجاج وفق بيان علماء الفن فائقة المرامي في التوجيه النبوي الكريم نحو فحوى كل تصرف حادث أو قديم حيال هذا الموضوع منذ أن تكلم صلى الله عليه وسلم بذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وكان الأوجه في مناط التعليم والتلقي أن يُنحى بالأمر منحى التأطير والتنظيم لنظرية توجيه لا لخصوصية لباس، فالقصد من الشهرة والاشتهار ليس التميز كما ظن البعض في اعتقادي الشخصي،حيث بنى بعض من تكلم في ذلك على حرص الإسلام جعل المسلمين سواسية خوفا من كسر قلوب الفقراء، وهذا في ظني دنوٌ مستغرب بالنص الشريف القيم عن بلاغة وحكمة من صدر عنه - صلى الله عليه وسلم، وقصر لغاية الإسلام بأنها تسوية من غير عدل على عكس ما نطقت به الآية حين قالت (لينفق ذو سعة من سعته)، رغم ورودها في سياق نفقة العيال، وديننا دين العدل وظهور نعمة الخالق على العبد حين رزقه وآتاه من غير خيلاء ولا تكبر ولا إسراف وتبذير ليس من المعاصي والآثام.
والقصد وفق اعتقادي الشخصي أن لا يلبس المسلم رجلا كان أو امرأة من اللباس وما ينطوي تحت مفهوم المظهر مما يجعله عرضة لانتقاد في مشكلة، واستغراب في حدث، وبهرجة في إشغال، وانصراف نظر في غير بيان، وليس المقصد ثوبا يشتهر به عن الآخرين، فكثير من الصحابة والتابعين - لمن يقرأ التاريخ - تميزوا بملابس عن غيرهم في عصرهم نفسه وهم الأولى بفهم النص، والعادل في النص أن لا يكون حديث ثوب الشهرة مدعاة لإقصاء كاللباس مستجلب خلا من لوازم التحريم الخارجة عن كونه لباسا.
ولقد اقتنعت بحق المظهر والحرية فيه، واليوم ناسب أن أعتذر لمن ملكتُ يوما ما أمرهم وأخطأت أيما خطأ في توجيههم، بل والنيل منهم كلاما أو نصحا غير ذي بال، زاعما أنني أمارس تربية وتعليما، رغم أنه للعرف دور وللعادة مكان، لكن دين الله أحق أن يتبع في قوله (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
albabamohamad@
ولا أستطيع أن أنسى أن من مثل لنا في تلك الفترة بمثال لنفهم المقصود قال لنا (كمن يلبس ثوبا أحمر) فتعجبنا وقلتُ في نفسي حينها ومن يلبسه!
رغم أن ذلك الزمن ليس ببعيد من وقتنا هذا وكان هناك من ملبوسات للرجال والنساء غير ما تعودنا عليه لكننا حُرمنا التمثيل فقبعَ المعنى في ذهني وفي ذهن غيري من الذين هم مثلي عاريا عن حقيقة الاستيعاب وصريح الحكمة المقنعة.
وتوسمت في نفسي خيرا حين انبريت لنصح الناس وإرشادهم في ذلك الوقت لأن يقتصر لبسهم على الثياب دون ملابس كانت تعد لمن تفرنج وتشبه بالكفار وأنا لا أملك غير مختصر من هذا الشرح الذي ذكرت، رغم أننا في ذلك الزمن كنا نلبس غير الأبيض في الشتاء مما له ألوان تتغاير حسب المكان والعرف السائد، وعدتُ لنفسي اليوم قائلا: كيف مثل لنا معلمنا باللون الأحمر وقد جاء في بعض أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ظهر لأصحابه وهو يلبس حلة حمراء، فعذرتُ نفسي حين تخبط المعنى في عقلي طيلة فترات مضت ولم أستطع أن أبلغ الحكمة وأنا أعمل في إدارة المدارس لأستطيع تأثيرا في نفوس طلاب المرحلة الثانوية غير أسلوبي الخاطئ (من الاستهزاء بملابسهم التي أستهجنها ويستهجنها المعلمون دون أن يكون لنا دليل على منع ما يفعلون أو وجاهة حق في الاعتداء على خصوصيات اختياراتهم)، ثم عدت لنفسي وسكت زمنا عن هذا الأمر، متغاضيا عن فعلهم خجلا من سوء صنيعي ولا آلة لي غير شيء من بقية تعليم قليل.
واليوم أقول إن الأحاديث الواردة في النهي عن ثوب الشهرة التي تصلح للاحتجاج وفق بيان علماء الفن فائقة المرامي في التوجيه النبوي الكريم نحو فحوى كل تصرف حادث أو قديم حيال هذا الموضوع منذ أن تكلم صلى الله عليه وسلم بذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وكان الأوجه في مناط التعليم والتلقي أن يُنحى بالأمر منحى التأطير والتنظيم لنظرية توجيه لا لخصوصية لباس، فالقصد من الشهرة والاشتهار ليس التميز كما ظن البعض في اعتقادي الشخصي،حيث بنى بعض من تكلم في ذلك على حرص الإسلام جعل المسلمين سواسية خوفا من كسر قلوب الفقراء، وهذا في ظني دنوٌ مستغرب بالنص الشريف القيم عن بلاغة وحكمة من صدر عنه - صلى الله عليه وسلم، وقصر لغاية الإسلام بأنها تسوية من غير عدل على عكس ما نطقت به الآية حين قالت (لينفق ذو سعة من سعته)، رغم ورودها في سياق نفقة العيال، وديننا دين العدل وظهور نعمة الخالق على العبد حين رزقه وآتاه من غير خيلاء ولا تكبر ولا إسراف وتبذير ليس من المعاصي والآثام.
والقصد وفق اعتقادي الشخصي أن لا يلبس المسلم رجلا كان أو امرأة من اللباس وما ينطوي تحت مفهوم المظهر مما يجعله عرضة لانتقاد في مشكلة، واستغراب في حدث، وبهرجة في إشغال، وانصراف نظر في غير بيان، وليس المقصد ثوبا يشتهر به عن الآخرين، فكثير من الصحابة والتابعين - لمن يقرأ التاريخ - تميزوا بملابس عن غيرهم في عصرهم نفسه وهم الأولى بفهم النص، والعادل في النص أن لا يكون حديث ثوب الشهرة مدعاة لإقصاء كاللباس مستجلب خلا من لوازم التحريم الخارجة عن كونه لباسا.
ولقد اقتنعت بحق المظهر والحرية فيه، واليوم ناسب أن أعتذر لمن ملكتُ يوما ما أمرهم وأخطأت أيما خطأ في توجيههم، بل والنيل منهم كلاما أو نصحا غير ذي بال، زاعما أنني أمارس تربية وتعليما، رغم أنه للعرف دور وللعادة مكان، لكن دين الله أحق أن يتبع في قوله (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
albabamohamad@