فكرة 1 / 10
السبت / 20 / ذو القعدة / 1441 هـ - 20:15 - السبت 11 يوليو 2020 20:15
قد كانت لي متابعة لمدة عام كامل لثلاثة شباب استأجروا لدينا ثلاثة محلات عن طريق برنامج ريادة الأعمال، والمؤسف أن جميع التجارب باءت بالفشل، وكثيرون جدا لقوا المصير نفسه، إلا قلة لا تذكر!
تمويل بسقف أعلى 300 ألف ريال (أتمنى أن يكون هناك دراسة لنتائجه ورسوم بيانية لمن استمر أو توقف من رياديي الأعمال).
كانت المعضلة الأساسية وسبب الفشل ما يلي:
- عدم القدرة على الالتزام بفتح وإغلاق المحل في وقت منتظم، إنما كانت المزاجية هي السائدة غالبا.
- عدم الجدية في العمل نتيجة الدخول المفاجئ بلا تهيئة لسوق العمل، بل والأسوأ دخول هذا الشاب من البداية كـ «رب عمل»، مما أفقده الاستفادة من أي خبرات قد يكتسبها لو كان موظفا قبل الدخول إلى العمل كقائد له.
- استهلاك نسبة كبيرة من مبلغ الدعم في التأسيس والإيجارات والديكورات، مما أثر على توفر البضاعة المعدة للبيع، والتي هي أساس الربح الحقيقي.
في النهاية تجربة خرج منها الشاب بلا خبرة محملا نفسه ديونا للجهة الممولة التي ما زالت مديونيتها قائمة على شاب لا يجد مصدر دخل.
التهيئة:
ضخ شاب صغير سن يفتقد الخبرات والسلوكيات اللازمة ليكون رب عمل يعد مشاركة بدفعه إلى المجهول من حيث لا نعلم! فنسبة كبيرة من شباب اليوم في كل دول الخليج - بما ننعم به من خيرات - أصبحوا اتكاليين حتى الانتهاء من المرحلة الثانوية، وبشكل صادم يجري دفع هذا «الاتكالي» فجأة ليكون رب عمل، ونطلب منه الحضور والانصراف في وقت محدد، وترك كثير من ممارساته أثناء فترة الدراسة، بل ونطلب حساب كل ريال يدفع وكل ريال يجري تسلمه أو نطالبه بالصبر على الزبون وسعة الأفق والتحمل، فجأة وبلا تدريب أو تمرين! أعتقد أنه أمر في غاية الصعوبة وربما الاستحالة.
الاقتراح:
هذه الفئة لا بد أن تكتسب المهارات اللازمة مدة من الزمن، لذلك حتى نوجد أرباب عمل ناجحين ونوفر فرصا وظيفية حقيقية، ونخلق منافسا سعوديا حقيقيا للعمالة المتستره، علينا أن نتجه إلى فئة أخرى هي أقدر على تحقيق كل أهداف المبادرات التي تقوم بها الدولة.
قد أجريت استطلاعا بسيطا عبارة عن قياس رغبة الموظف الحكومي الذي أمضى 10 سنوات في العمل بسؤال: لو منحك صندوق ريادة أو أي صندوق من الصناديق الداعمة للمبادرات مبلغ 3 ملايين ريال، على أن تنشئ منشأة حقيقية، وإضافة اقتصادية حقيقية إما صناعية أو تجارية أو خدمية، وستكون هناك رقابة حقيقية على إنشاء وممارسة هذا النشاط من الجهة الممولة ومتابعة مالية دقيقة؛ السؤال: هل تقبل بهذا العرض على أن تمنح تقاعدا مبكرا بعد 10 سنوات من الخدمة، بحيث تتقاضى نصف راتبك الحالي؟
كانت إجابة الأغلب بالموافقة، لأنهم متيقنون من أنهم سيحصلون على أرباح أضعاف ما فقدوه من رواتبهم، إضافة إلى نمو الدخل المستمر.
هذه العينة المعنية بالاستهداف أسباب نجاحها حسب ظني:
01 تجاوزوا مرحلة المراهقة ودخلوا مرحلة الاتزان والغالبية العظمى وصل إلى سن 30 سنة، وهي مرحلة العطاء الحقيقي وأقصى درجات الجهد والبذل.
02 كوّنوا أُسرا وأبناء وأصبحت مسؤولياتهم متجهة إلى تابعيهم، وليس أنفسهم ورغباتهم.
03 تعلموا الالتزام بالحضور والانصراف في وقت محدد، وتعلموا الجدية واستمروا على ذلك 10 سنوات من العمل الحكومي غالبا أو الخاص واكتسبوا الخبرات اللازمة.
04 على مقدرة كافية في دقة الحسابات والتفكير بطريقة تجارية حقيقية، والحرص على النجاح، والتأني وعدم اتخاذ القرار بطريقة المراهق.
05 سيكونون تجارا وأرباب عمل ومنافسين حقيقيين للعمالة المتسترة. مع توفر الأمان الوظيفي بسبب التقاعد المبكر بعد خدمة 10سنوات فقط.
06 عندما تركوا وظائفهم في القطاع الحكومي بالتقاعد المبكر تركوا فرصة لتوظيف الشباب الذين كانوا سيكونون أرباب أعمال بلا خبرة تحميهم من خطر المغامرة لو لم يتوظفوا، وكانوا سيشكلون عبئا اقتصاديا أيضا.
أخيرا، صُنع رب عمل سعودي محترف يوظف 10 مواطنين، وصنع رب عمل هاوٍ يخلق عاطلا عن العمل. دعم بـ 3 ملايين لرب عمل واحد يصنع نجاحا أفضل من دفع 300 ألف لـ 10 من الهواة الذين يخرجون من السوق بمديونيات يصعب تحصيلها.
_shaas_@
تمويل بسقف أعلى 300 ألف ريال (أتمنى أن يكون هناك دراسة لنتائجه ورسوم بيانية لمن استمر أو توقف من رياديي الأعمال).
كانت المعضلة الأساسية وسبب الفشل ما يلي:
- عدم القدرة على الالتزام بفتح وإغلاق المحل في وقت منتظم، إنما كانت المزاجية هي السائدة غالبا.
- عدم الجدية في العمل نتيجة الدخول المفاجئ بلا تهيئة لسوق العمل، بل والأسوأ دخول هذا الشاب من البداية كـ «رب عمل»، مما أفقده الاستفادة من أي خبرات قد يكتسبها لو كان موظفا قبل الدخول إلى العمل كقائد له.
- استهلاك نسبة كبيرة من مبلغ الدعم في التأسيس والإيجارات والديكورات، مما أثر على توفر البضاعة المعدة للبيع، والتي هي أساس الربح الحقيقي.
في النهاية تجربة خرج منها الشاب بلا خبرة محملا نفسه ديونا للجهة الممولة التي ما زالت مديونيتها قائمة على شاب لا يجد مصدر دخل.
التهيئة:
ضخ شاب صغير سن يفتقد الخبرات والسلوكيات اللازمة ليكون رب عمل يعد مشاركة بدفعه إلى المجهول من حيث لا نعلم! فنسبة كبيرة من شباب اليوم في كل دول الخليج - بما ننعم به من خيرات - أصبحوا اتكاليين حتى الانتهاء من المرحلة الثانوية، وبشكل صادم يجري دفع هذا «الاتكالي» فجأة ليكون رب عمل، ونطلب منه الحضور والانصراف في وقت محدد، وترك كثير من ممارساته أثناء فترة الدراسة، بل ونطلب حساب كل ريال يدفع وكل ريال يجري تسلمه أو نطالبه بالصبر على الزبون وسعة الأفق والتحمل، فجأة وبلا تدريب أو تمرين! أعتقد أنه أمر في غاية الصعوبة وربما الاستحالة.
الاقتراح:
هذه الفئة لا بد أن تكتسب المهارات اللازمة مدة من الزمن، لذلك حتى نوجد أرباب عمل ناجحين ونوفر فرصا وظيفية حقيقية، ونخلق منافسا سعوديا حقيقيا للعمالة المتستره، علينا أن نتجه إلى فئة أخرى هي أقدر على تحقيق كل أهداف المبادرات التي تقوم بها الدولة.
قد أجريت استطلاعا بسيطا عبارة عن قياس رغبة الموظف الحكومي الذي أمضى 10 سنوات في العمل بسؤال: لو منحك صندوق ريادة أو أي صندوق من الصناديق الداعمة للمبادرات مبلغ 3 ملايين ريال، على أن تنشئ منشأة حقيقية، وإضافة اقتصادية حقيقية إما صناعية أو تجارية أو خدمية، وستكون هناك رقابة حقيقية على إنشاء وممارسة هذا النشاط من الجهة الممولة ومتابعة مالية دقيقة؛ السؤال: هل تقبل بهذا العرض على أن تمنح تقاعدا مبكرا بعد 10 سنوات من الخدمة، بحيث تتقاضى نصف راتبك الحالي؟
كانت إجابة الأغلب بالموافقة، لأنهم متيقنون من أنهم سيحصلون على أرباح أضعاف ما فقدوه من رواتبهم، إضافة إلى نمو الدخل المستمر.
هذه العينة المعنية بالاستهداف أسباب نجاحها حسب ظني:
01 تجاوزوا مرحلة المراهقة ودخلوا مرحلة الاتزان والغالبية العظمى وصل إلى سن 30 سنة، وهي مرحلة العطاء الحقيقي وأقصى درجات الجهد والبذل.
02 كوّنوا أُسرا وأبناء وأصبحت مسؤولياتهم متجهة إلى تابعيهم، وليس أنفسهم ورغباتهم.
03 تعلموا الالتزام بالحضور والانصراف في وقت محدد، وتعلموا الجدية واستمروا على ذلك 10 سنوات من العمل الحكومي غالبا أو الخاص واكتسبوا الخبرات اللازمة.
04 على مقدرة كافية في دقة الحسابات والتفكير بطريقة تجارية حقيقية، والحرص على النجاح، والتأني وعدم اتخاذ القرار بطريقة المراهق.
05 سيكونون تجارا وأرباب عمل ومنافسين حقيقيين للعمالة المتسترة. مع توفر الأمان الوظيفي بسبب التقاعد المبكر بعد خدمة 10سنوات فقط.
06 عندما تركوا وظائفهم في القطاع الحكومي بالتقاعد المبكر تركوا فرصة لتوظيف الشباب الذين كانوا سيكونون أرباب أعمال بلا خبرة تحميهم من خطر المغامرة لو لم يتوظفوا، وكانوا سيشكلون عبئا اقتصاديا أيضا.
أخيرا، صُنع رب عمل سعودي محترف يوظف 10 مواطنين، وصنع رب عمل هاوٍ يخلق عاطلا عن العمل. دعم بـ 3 ملايين لرب عمل واحد يصنع نجاحا أفضل من دفع 300 ألف لـ 10 من الهواة الذين يخرجون من السوق بمديونيات يصعب تحصيلها.
_shaas_@