هل أمريكا عنصرية؟
السبت / 6 / ذو القعدة / 1441 هـ - 20:30 - السبت 27 يونيو 2020 20:30
هل ما زالت العنصرية مشكلة رئيسية في أمريكا؟ يعتقد الرئيس باراك أوباما أنها كذلك. فقد قال إن العنصرية «في الحمض النووي الأمريكي». هل مقولة الرئيس السابق صحيحة؟ إذا كانت العنصرية موجودة في الحمض النووي الأمريكي، ألا يعني هذا أنها ثابتة في أمريكا وغير قابلة للتغيير؟
أمريكا التي عشت فيها لسنوات طويلة تغيرت وتتغير وهي ليست ثابتة. في عام 1960 قال 60% من الأمريكيين إنهم لن يصوتوا أبدا لرئيس أسود. بعد 50 عاما تقريبا تم انتخاب الرجل الأسود الذي قال إن العنصرية في الحمض النووي لأمريكا رئيسا، وبعد أربع سنوات أعيد انتخابه. هذا أوضح مثال على أن أمريكا متغيرة، الأغلبية البيضاء هي من انتخبته مرتين. وهناك عديد من الأمثلة على أن أمريكا تحاول إزالة إرث الخطيئة الكبرى وهي العبودية.
مثال على ذلك التغير في التزاوج بين الأعراق. وكما كتب ويليام إتش فراي من معهد بروكنجز «ينظر علماء الاجتماع تقليديا إلى الزواج متعدد الأعراق كمعيار للمرحلة النهائية من استيعاب مجموعة معينة في المجتمع». كانت الزيجات بين السود والبيض غير قانونية في 16 ولاية حتى عام 1967. ووجد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 1958 أن 4% فقط من الأمريكيين وافقوا على مثل هذه الزيجات.
اليوم هذا الرقم 87%. في عام 1960، من بين جميع زيجات السود، كان 1.7 % فقط أسود أبيض أما اليوم فقد ارتفعت إلى 12 %.
لنناقش «التنميط العنصري» وإساءة معاملة السود من قبل الشرطة! ألا يثبت ذلك أن العنصرية تظل مشكلة كبيرة؟ في صيف عام 2014 أصبحت فيرجسون بميسوري نقطة الصفر لهذا الاتهام عندما أطلق شرطي أبيض النار على مراهق أسود غير مسلح وقتله، وبينما برأ تحقيق أجرته وزارة العدل في الحادث الضابط من ارتكاب أي مخالفات، إلا أنه اتهم قسم شرطة المدينة بالتحيز العنصري.
أكثر ما يلفت الانتباه في تقرير وزارة العدل الفجوة بين النسبة المئوية للسود الذين يعيشون في فيرجسون (67%) ونسبة أولئك الذين أوقفتهم الشرطة بسبب المخالفات المرورية من السود 85%.
تناقض 18 نقطة. هي العنصرية أكيد؟ يشكل السود 25 % من مدينة نيويورك، لكنهم يمثلون 55 % من أولئك الذين أوقفوا بسبب المخالفات المرورية وهو تباين بـ 30 نقطة، أكبر بكثير من فيرجسون.
لماذا لا تعتبر دائرة شرطة نيويورك، وهي إدارة شرطة ذات تنوع عرقي كبير يشكل تقريبا 53% من السود إذا إخذنا الإسقاط نفسه في فيرجسون، لماذا لا تعتبر إدارة الشرطة في نيويورك عنصرية وتصل حتى لتكون عنصرية مؤسساتية؟ الإجابة هي أنه لا يمكن إجراء مناقشة صادقة حول سلوك الشرطة دون مناقشة صادقة للجريمة في مجتمع الأمريكيين من أصول أفريقية.
على الرغم من أن السود يمثلون 13% من سكان أمريكا إلا أنهم يرتكبون 50 % من جرائم القتل في البلاد، ودائما ما تكون الضحية شخصا أسود آخر، تماما مثل معظم جرائم القتل من البيض تكون ضد بيض آخرين. في عام 2012 وفقا لمركز السيطرة على الأمراض الـ (CDC) قتلت الشرطة 123 أسود، بينما قتلت بالمناسبة أكثر من ضعف هذا العدد من البيض.
لكن في العام نفسه قتل السود أكثر من 6000 شخص معظمهم من السود.
عنف رجل الشرطة في أمريكا حقيقة لا تنطبق على جميع رجال الشرطة لكنها موجودة.
ووجدت دراسة استخدام «القوة المميتة» من قبل الشرطة أجراها الباحث في جامعة ولاية واشنطن لويس جيمس أن ضباط الشرطة كانوا أقل عرضة لإطلاق النار على المشتبهين السود غير المسلحين من أولئك البيض غير المسلحين أو اللاتينيين في سيناريوهات التهديد المحاكاة.
حلل أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد رولان فراير أكثر من 1000 عملية إطلاق نار ضابط متورط في جميع أنحاء أمريكا. وخلص إلى أنه لا يوجد دليل على التحيز العنصري في إطلاق النار على أيدي الشرطة. في هيوستن، وجد أن السود كانوا أقل عرضة للقتل بالرصاص من قبل الضباط بنسبة 24 % على الرغم من أن المشتبه بهم كانوا مسلحين أو عنيفين.
المشكلة الحقيقية التي تواجه شريحة الأقلية السوداء ليست العنصرية، بل الطبقية، فهنالك شريحة معدمة اقتصاديا منسية في أمريكا تقدر بـ 10% من السكان، هذه الشريحة يشكل منها السود 64% ، تعيش في دائرة مغلقة فاقدة للتفاؤل بغد أفضل في أحياء مدعومة من الحكومة فقيرة جدا.
هل ما زالت هناك عنصرية في أمريكا؟ بالطبع نعم. لكن العنصرية ليست في الحمض النووي لأمريكا. التاريخ الحديث وكثير من البحوث والبيانات تثبت ذلك. وكما قال عالم الاجتماع الليبرالي في جامعة هارفارد الدكتور أورلاندو باترسون، فإن أمريكا «هي الآن أقل مجتمع عنصري ذي أغلبية بيضاء في العالم.
لديها سجل أفضل من الحماية القانونية للأقليات من أي مجتمع آخر أبيض أو أسود، تقدم فرصا لعدد أكبر من السود من أي مجتمع آخر بما في ذلك جميع أفريقيا. بالمناسبة، الدكتور باترسون أسود.
mr_alshammeri@
أمريكا التي عشت فيها لسنوات طويلة تغيرت وتتغير وهي ليست ثابتة. في عام 1960 قال 60% من الأمريكيين إنهم لن يصوتوا أبدا لرئيس أسود. بعد 50 عاما تقريبا تم انتخاب الرجل الأسود الذي قال إن العنصرية في الحمض النووي لأمريكا رئيسا، وبعد أربع سنوات أعيد انتخابه. هذا أوضح مثال على أن أمريكا متغيرة، الأغلبية البيضاء هي من انتخبته مرتين. وهناك عديد من الأمثلة على أن أمريكا تحاول إزالة إرث الخطيئة الكبرى وهي العبودية.
مثال على ذلك التغير في التزاوج بين الأعراق. وكما كتب ويليام إتش فراي من معهد بروكنجز «ينظر علماء الاجتماع تقليديا إلى الزواج متعدد الأعراق كمعيار للمرحلة النهائية من استيعاب مجموعة معينة في المجتمع». كانت الزيجات بين السود والبيض غير قانونية في 16 ولاية حتى عام 1967. ووجد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 1958 أن 4% فقط من الأمريكيين وافقوا على مثل هذه الزيجات.
اليوم هذا الرقم 87%. في عام 1960، من بين جميع زيجات السود، كان 1.7 % فقط أسود أبيض أما اليوم فقد ارتفعت إلى 12 %.
لنناقش «التنميط العنصري» وإساءة معاملة السود من قبل الشرطة! ألا يثبت ذلك أن العنصرية تظل مشكلة كبيرة؟ في صيف عام 2014 أصبحت فيرجسون بميسوري نقطة الصفر لهذا الاتهام عندما أطلق شرطي أبيض النار على مراهق أسود غير مسلح وقتله، وبينما برأ تحقيق أجرته وزارة العدل في الحادث الضابط من ارتكاب أي مخالفات، إلا أنه اتهم قسم شرطة المدينة بالتحيز العنصري.
أكثر ما يلفت الانتباه في تقرير وزارة العدل الفجوة بين النسبة المئوية للسود الذين يعيشون في فيرجسون (67%) ونسبة أولئك الذين أوقفتهم الشرطة بسبب المخالفات المرورية من السود 85%.
تناقض 18 نقطة. هي العنصرية أكيد؟ يشكل السود 25 % من مدينة نيويورك، لكنهم يمثلون 55 % من أولئك الذين أوقفوا بسبب المخالفات المرورية وهو تباين بـ 30 نقطة، أكبر بكثير من فيرجسون.
لماذا لا تعتبر دائرة شرطة نيويورك، وهي إدارة شرطة ذات تنوع عرقي كبير يشكل تقريبا 53% من السود إذا إخذنا الإسقاط نفسه في فيرجسون، لماذا لا تعتبر إدارة الشرطة في نيويورك عنصرية وتصل حتى لتكون عنصرية مؤسساتية؟ الإجابة هي أنه لا يمكن إجراء مناقشة صادقة حول سلوك الشرطة دون مناقشة صادقة للجريمة في مجتمع الأمريكيين من أصول أفريقية.
على الرغم من أن السود يمثلون 13% من سكان أمريكا إلا أنهم يرتكبون 50 % من جرائم القتل في البلاد، ودائما ما تكون الضحية شخصا أسود آخر، تماما مثل معظم جرائم القتل من البيض تكون ضد بيض آخرين. في عام 2012 وفقا لمركز السيطرة على الأمراض الـ (CDC) قتلت الشرطة 123 أسود، بينما قتلت بالمناسبة أكثر من ضعف هذا العدد من البيض.
لكن في العام نفسه قتل السود أكثر من 6000 شخص معظمهم من السود.
عنف رجل الشرطة في أمريكا حقيقة لا تنطبق على جميع رجال الشرطة لكنها موجودة.
ووجدت دراسة استخدام «القوة المميتة» من قبل الشرطة أجراها الباحث في جامعة ولاية واشنطن لويس جيمس أن ضباط الشرطة كانوا أقل عرضة لإطلاق النار على المشتبهين السود غير المسلحين من أولئك البيض غير المسلحين أو اللاتينيين في سيناريوهات التهديد المحاكاة.
حلل أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد رولان فراير أكثر من 1000 عملية إطلاق نار ضابط متورط في جميع أنحاء أمريكا. وخلص إلى أنه لا يوجد دليل على التحيز العنصري في إطلاق النار على أيدي الشرطة. في هيوستن، وجد أن السود كانوا أقل عرضة للقتل بالرصاص من قبل الضباط بنسبة 24 % على الرغم من أن المشتبه بهم كانوا مسلحين أو عنيفين.
المشكلة الحقيقية التي تواجه شريحة الأقلية السوداء ليست العنصرية، بل الطبقية، فهنالك شريحة معدمة اقتصاديا منسية في أمريكا تقدر بـ 10% من السكان، هذه الشريحة يشكل منها السود 64% ، تعيش في دائرة مغلقة فاقدة للتفاؤل بغد أفضل في أحياء مدعومة من الحكومة فقيرة جدا.
هل ما زالت هناك عنصرية في أمريكا؟ بالطبع نعم. لكن العنصرية ليست في الحمض النووي لأمريكا. التاريخ الحديث وكثير من البحوث والبيانات تثبت ذلك. وكما قال عالم الاجتماع الليبرالي في جامعة هارفارد الدكتور أورلاندو باترسون، فإن أمريكا «هي الآن أقل مجتمع عنصري ذي أغلبية بيضاء في العالم.
لديها سجل أفضل من الحماية القانونية للأقليات من أي مجتمع آخر أبيض أو أسود، تقدم فرصا لعدد أكبر من السود من أي مجتمع آخر بما في ذلك جميع أفريقيا. بالمناسبة، الدكتور باترسون أسود.
mr_alshammeri@