الرأي

مختصر الأسبوع (20/6/26)

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
الحدث الأبرز في الأسبوع المنصرم هو القرار الذي اتخذته الحكومة بإقامة الحج بشكل رمزي، وبأعداد محدودة يمكن أن تطبق عليها الإجراءات الاحترازية، وهو قرار موفق كثيرا، لأن استمرار شعائر الحج وعدم توقفها له بعد عاطفي وإيماني كبير، وما جعل القرار حكيما جدا من وجهة نظري هو أني اقترحت هذا الأمر قبل شهر رمضان، ولا شك أن من أسباب السعادة في هذه الدنيا الفانية أن تتوافق أفكار الإنسان مع أفكار الحكومة، فهذا يجعل الحياة أسهل، وأكثر طمأنينة، ومع هذا فإني سأحاول كبت حماسي قليلا وعدم الاندفاع في طرح الاقتراحات حتى لا تشعر الحكومة أني أمارس «الميانة» غير المبررة.

وعلى أي حال..

فهذا ملخص ما قلته في مقالات الأسبوع الماضي:

• حين تذهب إلى الأماكن العامة في قادم الأيام فتعامل مع كل الذين تراهم على أنهم مصابون بالفيروس أو حمقى يعتقدون أنه لم يعد موجودا.

رفع الحظر أيها الأخ الذهين يعني أن الدولة تقول لك إن الحظر أصبح اختياريا ولا يعني أنك إن لم تخرج فستكون مخالفا لتوجهات الدولة التي أنهت الحظر.

• أحب المسافرين ولست منهم، وكذلك فإني لا أستسخف الأشياء التي لا أحبها، وكل ما في الأمر أني أقول لعشاق السفر إنه ليس ضرورة قصوى هذه الأيام، أكمل هذا العام فقط في منزلك، ثم انطلق وتعرف على ثقافات الشعوب قبل أن تتبدل، وصدقني أن البقاء لا يقتل أحدا.

• لدي ما يشبه الفوبيا من الخروج من السعودية، أشعر أن أحدا سيغلق الباب خلفي حين أغادر ثم يبلع المفتاح. ولذلك لم أسافر حتى في «شهر العسل» ولذلك لا أستغرب من نفسي عدم الرغبة في السفر في أشهر الخفافيش.

• لدى بعض المخلوقات قدرة هائلة على تحويل الغايات إلى وسائل، ولذلك فالدين والأمة والحرية وهذه الكلمات الكبيرة ليست كما يراها الأتباع، لأنها عند «المنظرين» ليست أكثر من تذاكر عبور، يستخدمها العاقل والمجنون، وحتى من أوهمه اسمه بأن يحكي انتفاخا صولة الأسد.

• لو اتخذت السعودية أي إجراء لوجد أولئك القوم مدخلا يكفرون من خلاله من اتخذ هذا الإجراء، لأن التكفير وخاصة «التكفير بالجملة» هو البضاعة التي يبيعها حزب الأمة وحاكمه.

• دعونا نتفق أن «الوعي» في غيبوبة منذ فترة ليست بالقصيرة، وأن الفشل الذريع المريع كان حليف التركيز على المواعظ وحث الناس على أن يتعاموا مع بيئتهم بطريقة مسؤولة. الناس ـ لأسباب لا أعرفها ـ أصبحوا يكرهون النصائح والمواعظ ويعدونها تدخلا في حرياتهم الشخصية، لا أحد يحب الاستماع لأحد.

• دعونا نتفق مجددا أن العقوبات الرادعة أثبتت أنها الوحيدة القادرة على ضبط سلوك الناس وتحييد خطرهم على أنفسهم ومجتمعهم وبيئتهم.

agrni@