الرأي

المملكة تؤكد استمرارية الحج

أحمد صالح حلبي
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وزيرا الصحة الدكتور توفيق الربيعة، والحج والعمرة الدكتور محمد صالح بنتن الثلاثاء الماضي، أكد الوزيران حرص المملكة على تسهيل وتيسير كل السبل والإجراءات للمسلمين من مختلف الجنسيات لتمكينهم من أداء مناسك الحج والعمرة وتقديم أفضل الخدمات لهم.

ومع استمرارية جائحة كورونا أوضح وزير الصحة أنه «لارتفاع معدلات الإصابات عالميا وسهولة تفشي العدوى وصعوبة التنقل بين دول العالم للوصول إلى المملكة العربية السعودية وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي، فقد تقرر إقامة حج هذا العام 1441هـ لأعداد محدودة جدا لأداء مناسك الحج من مختلف الجنسيات المتواجدين والمقيمين في المملكة العربية السعودية».

فيما أوضح وزير الحج والعمرة أن «قرار إقامة حج هذا العام بأعداد محدودة يأتي من حرص المملكة الدائم على قاصدي الحرمين الشريفين، سائلا الله أن يحمي دول العالم من هذه الجائحة، وأن يحفظ الإنسانية من كل مكروه.

وفي توضيح الوزيرين تأكيد على استمرارية أداء الفريضة، وفق «خطط تنفيذية استثنائية لتنظيم موسم الحج، مراعية المتطلبات الطبية بدءا من العزل الصحي للحجاج قبل أدائهم مناسك الحج وبعده، وتوفير البيئة الصحية، والحيز المطلوب للتباعد الآمن لأماكن سكن الحجاج وأماكن تواجدهم في المشاعر المقدسة، وإعداد خطط التفويج للمسجد الحرام، وجميع مراحل المناسك بما يضمن الالتزام بالمعايير التي حددتها وزارة الصحة، إضافة إلى تطبيق أعلى المعايير العالمية الخاصة بالتغذية».

وإن كانت وزارة الصحة قد أوضحت الاشتراطات الواجب توفرها في الراغب بأداء فريضة الحج، فإن وزارة الحج والعمرة لم تكن ببعيدة، إذ جزمت على لسان وزيرها بعدم «احتمال مشاركة حجاج من الخارج حتى لو أجروا فحوص كورونا»، مؤكدا رفض أي استثناءات وأن «أعداد الحجاج ستكون محدودة جدا، وقدر أنها قد لا تتجاوز عشرة آلاف»، وهذا يعني أن هناك فرق عمل خاصة ستتولى تقديم الخدمات للحجاج، وهو ما يستلزم التعاون معها لأداء دورها، والنظر صوب المصلحة العامة والبعد عن المصلحة الخاصة، والمجاملات التي قد تؤدي إلى إهدار الجهود وضياعها.

وأولى هذه الخطوات العمل على إلغاء مخيمات الضيوف بالوزارات والقطاعات الحكومية، التي أثبتت السنوات الماضية عدم جدواها، لكون المستضيفين جلهم من أقارب وأصدقاء مسؤولي تلك الوزارة والقطاعات، وأن تكون البداية من وزارة الحج والعمرة فتلغي برنامج استضافة الحجاج الذي تنفذه كل عام في مخيماتها بالمشاعر المقدسة لتكون قدوة للآخرين، وتطبق مقولة الوزير بنتن «بالنسبة للسعوديين هناك فئات حددت ولهم أولوية: رجال الميدان من وزارة الصحة، ورجال الأمن العام أيضا عملوا على التأكد من تطبيق جميع الاحترازات»، و«الحج لن يكون مفتوحا لأي شخص».

وكذلك أن تلتزم وزارة الحج والعمرة قبل غيرها بشروط وزارة الصحة، بعدم السماح لمن تجاوز الخامسة والستين من الوصول إلى المشاعر المقدسة، سواء كان ضيفا أو مشاركا في خدمات الحج، فالحاجة تستدعي العمل يدا واحدة والبعد عن المجاملة حتى القضاء على الجائحة.

وفي الختام أقول: إن نجاح وزارة الصحة وأجهزتها في مواجهة الجائحة يعتمد بعد فضل الله على إثبات قدرة المسؤول والمواطن على التعاون معها، فهي - أي وزارة الصحة - بحاجة إلى إثبات فعلي لا لفظي، والمجال متاح اليوم أمام كل مسؤول ومواطن ليثبت أن يده يد عون ومساعدة لوزارة الصحة في مواجهة الجائحة والقضاء عليها بإذن الله.

ahmad.s.a@hotmail.com