تفاعل

اتفاق الرياض والمقترح السعودي

مشعل أباالودع
المملكة العربية السعودية لا تدخر جهدا في محاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية، ولعل اتفاق الرياض بمثابة خارطة طريق للأشقاء في اليمن، والتي ما زالت متعطلة حتى اليوم، ولا نعرف إلى متى سوف يظل الأشقاء في اليمن يتقاتلون؟ دون النظر إلى ضرر هذا الاقتتال على الشعب اليمني الذي يدفع ثمن استهتار الأطراف السياسية الذين يرفضون حلا حقيقيا للأزمة اليمنية.

بلا شك أن السعودية والأمارات عملتا معا من أجل وحدة اليمن، لكن يبقى الدور على اليمنيين الذين عطلوا تنفيذ اتفاق الرياض، وتركوا معركتهم الأساسية مع الحوثيين أذناب الملالي، وتفرغوا للاقتتال في الجنوب، وتركوا الشمال للحوثيين.

للأسف هناك عناصر داخل الشرعية من حزب الإصلاح الإخواني ولاؤهم لدول لا تريد إنهاء الصراع في اليمن، ورغم الجهود المضنية من السعودية لتنفيذ بنود اتفاق الرياض إلا أن هذه العناصر ما زالت تقف حجر عثرة في طريق تنفيذ الاتفاق الذي سيؤدي في النهاية إلى تحرير اليمن من الحوثيين.

المملكة العربية السعودية قدمت مقترحا بحسب رويترز، وهذا المقترح ينص على وقف القتال والتصعيد في أبين، وإلغاء المجلس الانتقالي والإدارة الذاتية في الجنوب، وتعيين الرئيس عبدربه منصور هادي لمحافظ ومدير أمن في عدن، وتشكيل حكومة يمنية جديدة بعد إعادة انتشار الطرفين.

من وجهة نظري أن هذا المقترح هو استكمال للجهود السعودية في تقريب وجهات النظر في اليمن، وكشف كل الأشخاص الذين يعملون ضد مصلحة الشعب اليمني، بالإضافة إلى أن هذا المقترح سوف يوقف الاقتتال في الجنوب، ويؤدي إلى تقاسم حقيقي للسلطة الشرعية بين الطرفين بين الطرفين لاستكمال المعركة، والزحف نحو صنعاء العاصمة لتحريرها من الحوثيين الذين استغلوا صراعات الشرعية والانتقالي من أجل فرض سياسة الأمر الواقع على اليمن ولا نستبعد تعاون الإصلاح مع الحوثيين من أجل الإساءة إلى الشرعية، وإحداث الفتن مع الانتقالي لكي يظل الصراع مشتعلا من خلال إشغالهما بالصراع على الحكومة، لكن أي مقترح سعودي هو لقطع الطريق على كل الخونة، والمتآمرين وأذناب الملالي، واستكمال ما تم من جهود سياسية لحل الأزمة اليمنية.

تحرير اليمن من الحوثيين والحفاظ على وحدته هو الأفضل للشعب اليمني، ومن يعمل من أجل تقسيم اليمن فهذا خائن لوطنه وأهله، ويجب أن لا يكون موجودا في أي منصب سياسي، سواء داخل الحكومة الشرعية أو في المجلس الانتقالي، بالإضافة إلى أن تنفيذ بنود اتفاق الرياض سوف يساهم في تقاسم السلطة، ومشاركة جميع اليمنيين في إعادة الأمن، والاستقرار إلى اليمن. والكرة في ملعب الأشقاء في اليمن ومعهم اتفاق الرياض مفتاح الحل النهائي.