الرأي

إذا رزقت قلما.. فاحذر!

امتنان محمد برناوي
القلم قد يكون بخس الثمن، فقد لا يتجاوز الريال الواحد ولكن أثره قد يكون سببا في دمار أمة بأكملها، نعم هو كذلك. الفكر سلاح ذو حدين، والفكر يظهر ويترجم على أرض الواقع بواسطة عوامل كثيرة أبسطها القلم. بالقلم عرفنا ديننا وتاريخنا، عرفنا نبينا، عليه الصلاة والسلام، والصحابة، رضوان الله عليهم، بالقلم عرفنا ما لنا وما علينا، بالقلم نهضنا، بالقلم تعلمنا واكتسبنا شهاداتنا، بالقلم عرفنا شعوب العالم، بالقلم اغتنينا وتطورنا، فهذا هو القلم. وبالقلم سنستمر في كتابة تاريخنا لأجيالنا القادمة. إذا أنا وأنت نتفق على أن القلم أداة ترجمة للفكر، والقلم أيضا سلاح ذو حدين وبالقلم قد تنهض أمم وتسقط أخرى. كل لديه قلم ولكن! هناك من قلمه يحمل صدى كبيرا جدا، وهناك من قلمه محدود المدى. أنت يا صاحب القلم واسع الصدى! لديك مهمة شاقة وضعت على كتفيك غالبا هي باختيارك ولكن أنت سخرت لها، دع قلمك وسيلة حتى ننهض وليس أداة لنشر الفتن. قد تكون معلما، مربيا، كاتبا أو صحفيا، قد ترتدي أي حلة ولكن في المحصلة قلمك هو سلاحك استخدمه بحكمة وبضمير. نعم أنت لديك الحق أن تستخدمه كيفما شئت ولكن لا تنس ذلك! نحن نريد النهوض لا الانحدار، التقدم وليس الرجوع إلى الخلف، أن تطرح قضايانا لتحل لا مجرد أن تنشر فقط. إذا وجدت مشكلة علينا دائما أن نفكر في الحل لا أن نحصر أنفسنا في واقع المشكلة. لنحمل أقلامنا بحذر ولا نستهين بها، حذاري من سوء حمله واستخدامه، فستلحق الأذى بنفسك أولا قبل غيرك. كن خير رسول بقلمك، فجميعنا يملك ذلك القلم ولكن البعض فقط من يحترم ذلك ويحسن استخدامه. إذا رزقت بالقلم وحتما ستفعل .. فاحذر! لديك أمانة أحسن استخدامها.