الرأي

إيران في مرمى الاتهام

عبدالله العلمي
تلقت إيران صفعة قوية هذا الأسبوع بعد صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والذي أدان فيه استخدام أسلحة إيرانية في الهجمات على السعودية.

تحركت إيران على صعيدين كاليائس لا يتورع عن الخداع. التحرك الأول دعوتها السريعة لروسيا والصين للتصدي لمساعي واشنطن تمديد فترة حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والتي تنتهي في أكتوبر القادم، أما الثاني فهو إطلاق الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران الثلاثاء الماضي عددا من الطائرات (المفخخة) باتجاه المدنيين بمنطقة عسير، والتي تمكنت قوات التحالف المشتركة من اعتراضها وإسقاطها.

بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية على إيران، غضب جنرالات إيران وقرروا الانتقام. في جنح الظلام، شنت طائرات معادية هجمات على مطار أبها وعلى المنشآت النفطية السعودية في عفيف وخريص وبقيق. إيران في مرمى الاتهام، فنتائج تحقيقات الأمم المتحدة أكدت أن عمليات الهجوم ومحركات الطائرات كلها أصلها إيراني. كعادتها في الكذب والنفاق، رفضت إيران ما جاء في التقرير حول تورطها في تلك الهجمات.

هذا ليس الاتهام الوحيد الذي يدين إرهاب طهران. مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعرب هذا الأسبوع عن قلقه الشديد لمنع إيران المفتشين لأكثر من أربعة أشهر من الوصول إلى موقعين هامين في إيران. إضافة لذلك، ما زالت التحقيقات الدولية تلاحق طهران بسبب إسقاط الحرس الثوري الإيراني الطائرة الأوكرانية المدنية في يناير 2020.

تستمر إيران بالتحرش بالسفن التجارية في الخليج العربي، واستهداف مدنيين أبرياء بطائرات دون طيار في خميس مشيط ونجران. للمعلومية، بلغ مجموع الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة وتم اعتراضها 313 صاروخا باليستيا، وبلغ مجموع الطائرات بدون طيار التي تم اعتراضها وتدميرها 357 طائرة.

تعاني إيران اليوم من اختناقات داخلية عدة بسبب موجة الغلاء التي ضربت سوق العملات الأجنبية، مما أجبرها على تقليص الميزانية وإقفال قناتي الفتنة «الكوثر» و«العالم». أما عمال المجمعات الصناعية في شمال إيران فهم مستمرون في الإضراب عن العمل، احتجاجا على التأخير في دفع الرواتب.

ومع ذلك، تنغمس طهران في حضن الوهم والخيال وتعمل لتحقيق ثلاثة أهداف لزعزعة الاستقرار: تنشرُ عملاءها الإرهابيين في المنطقة، تُصَنِع الأسلحة للاعتداء على جيرانها، وتُفجر مياه الخليج المُسالمة بالألغام.

توقيع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الاتفاق النووي مع إيران عام 2015 كان خطأ تاريخيا. كذلك فإن اعتراض موسكو وبكين هذا الأسبوع على مطالبة واشنطن تمديد حظر الأسلحة على إيران جاء مخيبا للآمال. ربما هذه لعنة الكورونا، لأن قرار رفع الحظر عن إيران يفتح الأبواب لجميع دول العالم للتعامل التجاري (عيني عينك) مع إيران.

من المستبعد أن يتراجع الرئيس ترمب عن مطالب الولايات المتحدة المحقة، بل هو مستمر بالضغط وسيتم إعادة توزيع مشروع قرار تمديد حظر الأسلحة على إيران وربما إجراءات أخرى بسبب سلوك طهران العدائي في المنطقة.

AbdullaAlami1@