موضوعات الخاصة

تراجع المواقف حول «كوفيد 19 » يهز صورة منظمة الصحة العالمية

33
ثار جدل حول تعامل منظمة الصحة العالمية مع جائحة كورونا (كوفيد 19) بشكل غير مرض، إذ ألمح مسؤولون على مستوى رفيع إلى أن المنظمة أخفقت في إخطار المجتمع الدولي بالمعلومات الحيوية للمساهمة في التصدي للجائحة بشكل أفضل بكثير مما اتخذ من إجراءات في عدد من الدول المتقدمة.

ووجهت انتقادات للمنظمة حيال العدول عن بعض تصريحاتها بالإقرار بدلا عن الرفض بعدد من المفاهيم ووجهات النظر والمعلومات وتراجعت عن مواقف سابقة.

وأقدم الرئيس الأمريكي ترمب على قطع العلاقات مع المنظمة، فيما اعتبر وزير الصحة الأمريكي، أليكس أزار، أنه يجب محاسبة منظمة الصحة العالمية لـ«فشلها» في تزويد المجتمع الدولي بالمعلومات الحيوية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

واتهم ترمب الوكالة التابعة للأمم المتحدة بأنها فشلت في سن إصلاحات في مواجهة مخاوف الولايات المتحدة بشأن تعاملها مع جائحة الفيروس التاجي، وبأنها تثق كثيرا في المعلومات الواردة من الصين.

وهدد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بسحب بلاده من المنظمة، مشيرا إلى قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من المنظمة.

وقال بولسونارو لشبكة (سي إن إن البرازيل) «لقد انسحبت الولايات المتحدة بالفعل. فإما أن تعمل المنظمة دون أي تحيزات أيديولوجية أو أننا سنخرج».

وأضاف «لسنا بحاجة إلى أي شخص من الخارج ليقدم لنا نصائح حول الصحة هنا».

وأشار إلى قرار المنظمة استئناف اختبار هيدروكسي كلوروكين على مرضى كورونا بعدما جرى وقف التجارب في الأسبوع الماضي.

وتساءل «لماذا نحتاج إلى منظمة الصحة العالمية هذه؟ أوصت المنظمة قبل بضعة أيام بعدم الاستمرار في الدراسة الخاصة بـ(هيدروكسي كلوروكين)، والآن يستأنفونها».

كيف واجهت منظمة الصحة العالمية (كوفيد 19)

1 يناير 2020

المنظمة تنشئ فريق دعم إدارة الحوادث على نطاق مستوياتها الثلاثة: المقر الرئيس، والمقار الإقليمية، والمستوى القطري، لوضع المنظمة على مسار طارئ للتصدي للفاشية.

4 يناير

المنظمة تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي خبر ظهور مجموعة حالات إصابة بالالتهاب الرئوي، دون تسجيل وفيات، في مدينة ووهان بمقاطعة هوباي.

5 يناير

المنظمة تنشر أول خبر عن الفيروس الجديد عبر صفحتها «أخبار عن فاشيات الأمراض»، وهو منشور تقني رئيسي موجه للأوساط الصحية العلمية والعامة، فضلا عن وسائل الإعلام العالمية، تضمن تقييما للمخاطر ومشورة المنظمة، وأفاد عما أبلغت به الصين المنظمة عن حالة المرضى والاستجابة في مجال الصحة العمومية لمجموعة حالات الالتهاب الرئوي في ووهان.

10 يناير

المنظمة تصدر حزمة متكاملة من الإرشادات التقنية الالكترونية تتضمن نصائح للبلدان بشأن كيفية اكتشاف الحالات المحتملة وفحصها وتدبيرها العلاجي. كما أرسلت الإرشادات لمديري الطوارئ بمكاتبها ‏الإقليمية لتعميمها على ممثلي المنظمة في ‏البلدان.‏

وكانت البيانات تشير إلى «انتقال معدوم أو محدود بين البشر». وبناء على الخبرات المكتسبة في فاشيتي «سارس» و«ميرس» وأنماط الانتقال المعروفة للفيروسات التنفسية، أصدرت المنظمة إرشادات بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها لحماية العاملين الصحيين.

14 يناير 2020

رئيسة الفريق التقني للاستجابة لدى المنظمة تشير في ‏إحاطة إعلامية ‏إلى احتمال حدوث انتقال محدود بين ‏البشر لفيروس كورونا الجديد (في 41 حالة مؤكدة)، ‏‏بين أفراد الأسرة الواحدة بشكل أساسي، وإلى احتمال ‏‏حدوث فاشية أوسع نطاقا. وأشارت إلى أن الانتقال ‏البشري لن يكون مستغربا في ضوء تجربتي »«سارس ‏و»«ميرس وغيرهما من العوامل المسببة للأمراض التنفسية. ‏

20 -21 يناير

خبراء المنظمة من مكاتبها الإقليمية في الصين وغرب المحيط الهادئ يقومون بزيارة ميدانية قصيرة إلى ووهان.

22 يناير

بعثة المنظمة إلى الصين تصدر بيانا تؤكد فيه وجود بينات على انتقال العدوى بين البشر في ووهان، مع الحاجة إلى إجراء المزيد من التحريات لفهم النطاق الكامل لنمط الانتقال.

23 يناير

مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس يعقد اجتماعا للجنة الطوارئ المشكلة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) لتقييم ما إذا كانت الفاشية تشكل طارئة من طوارئ الصحة العمومية التي تثير قلقا دوليا. ولم يتوصل الأعضاء المستقلون من شتى أنحاء العالم إلى توافق آراء بهذا الشأن استنادا إلى البيانات التي كانت متاحة في تلك المرحلة، وطلبوا إعادة انعقاد اللجنة في غضون 10 أيام بعد تلقي المزيد من المعلومات.

28 يناير 2020

وفد رفيع المستوى من المنظمة يزور بيجين للقاء القيادات الصينية والإحاطة بالمزيد من المعلومات عن الاستجابة الصينية وعرض المساعدة التقنية.

أثناء الزيارة اتفق مدير عام المنظمة مع قيادات الحكومة الصينية على إيفاد فريق دولي من نخبة العلماء لزيارة الصين في بعثة تهدف إلى تحقيق فهم أفضل للسياق والاستجابة الإجمالية وتبادل المعلومات والخبرات.

‏30 يناير

مدير عام المنظمة يعقد من جديد لجنة الطوارئ، قبل ‏انقضاء فترة الأيام العشرة المقررة وبعد يومين فقط من ‏صدور التقارير الأولى عن وجود انتقال محدود للعدوى ‏من شخص إلى آخر خارج الصين.

توصلت اللجنة ‏في الاجتماع إلى توافق في الآراء، وأشارت للمدير ‏العام بأن الفاشية تشكل طارئة صحية عمومية تثير قلقا ‏دوليا.

تمت الوافقة على التوصية وأعلن أن فاشية ‏فيروس (كورونا 19) تشكل بالفعل طارئة من ‏الطوارئ الصحية العمومية التي تثير قلقا دوليا.

3 فبراير

المنظمة تصدر الخطة الاستراتيجية للتأهب والاستجابة لمساعدة المجتمع الدولي على حماية الدول ذات النظم الصحية الضعيفة.

11 -12 فبراير

المنظمة تعقد منتدى البحث والتطوير بشأن (كوفيد 19)، الذي شارك فيه 400 خبير وممول من شتى أنحاء العالم. تضمن عروضا قدمها المدير العام لمركز مكافحة الأمراض في الصين جورج غاو، كبير علماء الأوبئة في المركز وتزونيو وو.

16 -24 فبراير

البعثة المشتركة بين المنظمة والصين، التي ضمت خبراء من كندا وألمانيا واليابان ونيجيريا وجمهورية كوريا وروسيا وسنغافورة والولايات المتحدة (مراكز مكافحة الأمراض ومعاهد الصحة الوطنية)، تمضي وقتا في الصين وتزور ووهان ومدينتين أخريين، والتحدث إلى مسؤولي الصحة والعلماء والعاملين الصحيين في المرافق الصحية (مع الحفاظ على مسافة الأمان الموصى بها).

11 مارس

المنظمة تصدر تقييما بإمكانية وصف فاشية (كوفيد 19) بالجائحة، انطلاقا من قلقها البالغ إزاء المستوى المفزع لتفشي المرض ووخامته والمستوى المفزع أيضا من التقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة.

18 مارس

المنظمة والشركاء يطلقون «تجربة التضامن»، وهي تجربة سريرية دولية تهدف إلى توليد بيانات متينة من مختلف أنحاء العالم للتوصل إلى الأدوية الأنجع في علاج (كوفيد 19).

18 مايو – 19 مايو

طالبت الولايات المتحدة وأستراليا منذ أسابيع بتحقيق حول طريقة إدارة الأزمة الصحية من قبل المنظمة والصين، لكن بكين رفضت الفكرة، مطالبة بتقييم الاستجابة الصحية العالمية.

في المنظمة، كرر مديرها العام القول إنه يجب قبل كل شيء وقف انتشار فيروس «كورونا»، مؤكدا أن وقت التقييم سيأتي.

26 مايو

قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن المنظمة أوقفت موقتا دراسة هيدروكسي كلوروكوين كعلاج محتمل للفيروس، في تجربتها للتضامن بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

8 يونيو

دعم مدير عام منظمة الصحة الاحتجاجات التي تشهدها أمريكا على خلفية مقتل جورج فلويد، وطالب المتظاهرين بارتداء الكمامات، في تعارض صريح لتأكيدت المنظمة السابقة بتجنب الأماكن المزدحمة.

12– 13 يونيو

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن توفير لقاح آمن وفعال هو أفضل طريقة للتغلب على كورونا المستجد.

وفي بيان صحفي أوضحت سمية سواميناثان كبيرة علماء منظمة الصحة أن «تطوير اللقاح يستغرق عادة من 10 إلى 20 عاما، لذلك نتحدث هنا عن تطوير لقاح في غضون 12 إلى 18 شهرا»، مشيرة إلى أنه يجب التأكد من فعالية اللقاح في الحماية من العدوى، إضافة إلى السلامة، حيث لا يفترض أن يتسبب اللقاح في مشكلات أكبر من الحماية من المرض.

المواقف التي تغير فيها موقف المنظمة

الكمامات

البداية: ذكرت المنظمة أنه لا توجد أدلة على أن الكمامات لها جدوى

التراجع: تراجعت وأصدرت توصياتها بوجوب ارتداء الكمامات للمساعدة في الحد من انتشار الفيروس

قال المدير العام للمنظمة في تصريحات صحفية «الكمامات وحدها لن تحميكم من (كوفيد 19)، ننصح الحكومات بتشجيع الناس على ارتداء الكمامات، ونقصد بالتحديد كمامات القماش، أي الكمامات غير الطبية».

نقل العدوى من شخص لا تظهر عليه أعراض

البداية: مع بداية انتشار الفيروس، قالت المنظمة عبر موقعها الرسمي، تنتشر عدوى الفيروس عن طريق النقاط التنفسية التي يفرزها شخص يسعل أو لديه أعراض أخرى مثل الحمى أو التعب، ولكن عددا من الأشخاص المصابين بعدوى (كوفيد 19) لا تظهر عليهم سوى أعراض خفيفة جدا.

التراجع: تراجعت المنظمة وأفادت بإمكانية انتقال فيروس كورونا من أشخاص حاملين للفيروس دون ظهور أعراض عليهم نادر جدا.

الهيدروكسي كلوركين

البداية: تعليق التجارب السريرية حول العقار بسبب دراسة في المجلة العلمية «ذي لانسيت»، تفيد بأن العقار غير مفيد للصحة ومضرعند استخدامه لمعالجة (كوفيد 19).

التراجع: بعد 9 أيام على تعليق التجارب السريرية حول العقار، وإقرار منظمة الصحة العالمية باستئناف التجارب.

أكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أنه بعد تحليل البيانات المتوافرة حول الوفيات، رأى أعضاء لجنة السلامة والمتابعة في المنظمة عدم وجود أي سبب لتعديل بروتوكول التجارب السريرية.