الرأي

مرتزقة الإعلام يهاجمون مستقبلنا!

شاكر أبوطالب
تستمر عصابة من المرتزقة في منطقة الخليج والدول العربية والإسلامية في هجومها الإعلامي على المملكة العربية السعودية، مستفيدة من الإقامة والعمل لصالح دول تناصبنا العداء ومنذ وقت طويل، أو تعمل في دول صغيرة لا تملك الاستقلال والسيادة.

تاريخ ممتد من العداوة الواضحة كالشمس، والمثبتة في سجلات الوثائق، التي لم تتبدل رغم تطور الحياة ومرور الزمن، عداء متصل رغم الكوارث والحروب التي مرت بها المنطقة، وتغير النظام العالمي لأكثر من مرة، وسقوط دول وظهور أخرى، وتطور العلاقات بين الشعوب، وغيرها من التغيرات الكبرى التي صمد أمامها هذا العداء تجاه السعودية.

العداوة الفارسية ضد المملكة قديمة وراسخة ومستمرة، والعداوة التركية ضد المملكة أزلية وثابتة ودائمة، وكلتاهما تقوم على كراهية تاريخية مبنية على العرق والسياسة. وتشترك القيادة السياسية في إيران وتركيا في وهم واحد، هو (الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية)، والغاية هي الهيمنة على المنطقة وشعوبها وثرواتها، والأساس أن تكون هذه الهيمنة بصورة مباشرة، من خلال التمدد السياسي والتوسع الجغرافي.

وفي المشهد نفسه تظهر بعض دول المنطقة الصغيرة مكانة ومساحة وزمنا، وبعض الحكومات رخيصة الثمن، بمظاهر التخلي عن سيادة أرضها واستقلال شعبها، وإعلان التبعية التامة لإحدى هاتين الدولتين.

وعلى مستوى الجماعات، تبرز تيارات الإسلام السياسي في المنطقة، وفي مقدمتها «الإخوان المسلمون» و«حزب الله» و«الحوثي» و«داعش»، هذه التنظيمات الإرهابية لديها الجاهزية الكاملة للقيام بأي عمل، حتى ارتكاب الجرائم والمتاجرة في البشر والمخدرات، من أجل الوصول إلى سدة الحكم، لتحقيق الحلم الذي يجمعها، وهو إقامة «دولة الخلافة الإسلامية».

هناك كائن سياسي متناهي الصغر حقق ما عجزت عنه بعض دول وحكومات وتيارات المنطقة، حيث تخلى عن هويته واستقلاله، وأعلن اعتناق التبعية المزدوجة، المتمثلة في الخضوع السياسي والعسكري والاقتصادي لإيران وتركيا معا.

وفي الوقت نفسه، يتباهى بعلاقاته المتينة مع جميع التيارات الإرهابية والجماعات المسلحة، بل والدخول في عمليات وساطة دولية، وإيوائه لقيادات تنظيمات سياسية تخريبية.

مع استيعاب هذا المشهد السياسي الذي يخيم على المنطقة، يمكن فهم حالة الاستقطاب العالية بشكل مباشر من قبل إيران وتركيا، أو عبر الدول والحكومات والجماعات التابعة للمشروع الفارسي أو المشروع التركي، وبالطبع فإن الساحة الكبرى لتكريس هذا العداء العرقي والسياسي هي وسائل الإعلام التقليدية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، التي تشهد هجوما منظما ومتواصلا على السعودية.

ونعرف جيدا أسماء المرتزقة الذين يشترون بثمن بخس في السوق الإعلامية، ويبيعون الدين واللغة و«القضية» مقابل المال، وندرك جيدا أولويات العصابة الإعلامية بزعامة قنوات الجزيرة، ومحاولاتهم البائسة الاستمرار في تركيز الهجوم على الأمير محمد بن سلمان، لأنهم يعلمون أنه قائد رؤيتنا لامتلاك مستقبل قوي ومزدهر، هذه الرؤية التي قطعت الطريق على المشاريع السياسية التي تضمر الدمار والخراب للدول، والتخلف والجوع للشعوب.

هذه العصابة الإعلامية والأسماء المرتزقة تجهل تاريخ المملكة، ولا تعلم مدى رسوخ العلاقة بين القيادة والشعب في السعودية عبر الأجيال، والتي واجهت يدا بيد تحديات توحيد الكيان العظيم، وتجاوزت تعاقب الشدة والرخاء. وتواصل القيادة بكل حكمة إرساء الاستقرار على الحب والاحترام، ويستمر الشعب في العمل لصناعة المستقبل الذي نريده ويليق بنا.

shakerabutaleb@