مستشفى الأمراض الداعشية
تفاعل
الخميس / 25 / رمضان / 1437 هـ - 23:30 - الخميس 30 يونيو 2016 23:30
يرتجف القلم وينحسر صوتي وتدير الأحرف وجهها جاهشة في بكائها وكأنها هي الأخرى بحاجة لمن يواسيها لتجاوز صدمة أقسى مشاهد العصر وحشية ودموية، وفاجعة للإنسانية عامة في قصة تلك الأم الرؤوم وغدر توأميها بها، مجرد تخيل سيناريو المأساة كفيل بإيقاف إيقاع الحياة ورؤيتها كسكين غادرة تغرز في قلوبنا.
في تلك المساحة الفاصلة بين يد الابن الحاملة لسكين الجنون والشيطان وملامح تلك الأم المشدوهة، حكاية ودليل على ما تعنيه كلمة أن تكون بلا عقل مع كامل اعتذاري للمخلوقات الحية المتشاركة معنا في ردهة الحياة، فهي لا تقترف جرما مماثلا كهذا.
ما جرى نائبة وطن، وجرح في آدميتنا سيبقى في الذاكرة ذكرى صامدة في وجه النسيان وتسولاته المعتادة.
ردود الأفعال الشاجبة الشاحبة اللحظية على تلك الجريمة لن تهبنا سلاما منشودا، حربنا حرب مقدسة بين الحياة والموت، والفناء والبقاء، والجنون والعقل، لنكن متصالحين مع أنفسنا، حربنا باتت ضد المجانين ومحاورة المجانين مجازفة غير محسوبة العواقب.
لن أعرج على الأيديولوجيات والتحريض العابر للحدود، سنتعامل مع المشكلة كما هي بلا بحث «عن سبب» ومحاولـة يائسة للهروب للأمـام، من يرفـع سكيـنـه على «جنتـه» الساكنـة في الأرض هو كائن بلا عقـل، ومكانه الصحيح استحداث مستشفى للأمراض الداعشية، ليكون منصة للتعرف على أعراض الداء الأولى للتطرف للمسارعة في علاجه، فحال أولئك المرضى المتعطشين للدم الهائمين الناقمين على الحياة كحال من سلبت المخدرات عقولهم وباتوا في الطرقات أجسادا تقوض الأمن والاطمئنان.
تعمدت وتعلمت أن لا أرتدي ثياب الآخرين وأسل سيفي مدافعا عن الإسلام وسماحته لتبرئة ساحته ممن يقتلون باسمه، فالإسلام ممارسة وحقيقته وحدها القادرة على أن تدافع عن كل جوانبه وشؤونه العظيمة.
ومعرفة الطريق لا تقودك إلى الهدف ما لم تبدأ السير عبر الطريق، الفكر يناقش بفكر أجمل عباراتنا المستهلكة! لأن من يهوي بالسكين في قلب أمه لا يمتلك فكرا لتحاوره هو فقط، يحتاج لمنفى لا تسكنه حياة. رحم الله أم الوطن وشفا زوجها وابنها.