موضوعات الخاصة

اقتراح عالمي يمنع اندلاع الحرب في الخليج

مجموعة الأزمات الدولية تنصح بـ«قناة اتصال عسكرية» بين واشنطن وطهران 3 مواجهات مباشرة كادت تتحول إلى حرب خلال 11 شهرا فقط الطرفان يرفضان الفكرة.. وعمان مرشحة لتكون طرفا ثالثا موثوقا به مسؤول أمريكي: نحن والإيرانيون في الخليج أشبه بشخصين في كشك الهاتف جائحة كورونا زادت الموقف تشددا وفشلت في تخفيف التوتر

1187864
اقتربت الولايات المتحدة الأمريكية من المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران وردع نظامها الإرهابي 3 مرات متتالية، خلال فترة لا تتجاوز 11 شهرا، وكادت منطقة الخليج أن تتحول إلى بركان متفجر بسبب حرب عارضة وعمليات استفزازية غير محسوبة.

الخوف من اندلاع الحرب في أي وقت، وتكبد دول المنطقة عمليات دمار شامل، دفع «مجموعة الأزمات الدولية» العالمية، إلى اقتراح إطلاق «قناة اتصال عسكرية مصغرة» تعالج الحوادث العارضة وتنزع فتيل الأزمة في الوقت المناسب، وتكون بمثابة «خط ساخن» يقف حائلا دون تأجيج الصراع وتحويله إلى حرب شاملة.

وأكدت المجموعة أن القناة المقترحة بمثابة بوليصة تأمين ضد اندلاع الحرب التي ستدفع فاتورتها كل دول المنطقة، وأنها لن تحتاج إلى تنازلات سياسية أو تغيير في المواقف، بل ستسمح فقط بتجنب الأخطاء الكوارثية العارضة.

خطر المواجهة

يرى التقرير الصادر عن المجموعة الدولية أن الطرفين لا يسعيان إلى الحرب، لكن خطر المواجهة العسكرية قائم بسبب الأعمال الاستفزازية للنظام الإيراني، ويدلل على ذلك بتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 22 أبريل الماضي بإسقاط أي قارب إيراني يضايق السفن الأمريكية.



ويقول «قد يكون الخطر أكبر في الخليج ومضيق هرمز، حيث تساعد ناقلات النفط والسفن البحرية في سد الممرات البحرية، علاوة على عدم قدرة الخصوم في التواصل الفوري عند وقوع الحوادث، مما يفتح الباب أمام التصعيد، ونتيجة لذلك يرى مراقبون أن إنشاء قناة تشغيلية، يسهلها طرف ثالث مثل عمان، يمكن أن يقلل من مخاطر مثل هذا السيناريو».

سيناريو الحرب

كان من الممكن «وفق التقرير» أن تفتح جائحة فيروس كورونا المستجد نافذة لوقف إطلاق النار، لكن يبدو أنها أصبحت مناسبة لعرض المواقف المتشددة، مع عدم رغبة أي من الطرفين في الاستسلام، وبات واضحا أنه لا توجد قناة اتصال فعالة، وأنه يمكن أن تخرج حادثة واحدة الأمور عن السيطرة.

ويرى التقرير أن منطقة الخليج العربي، هي ميدان خصب للمناوشات الصغيرة التي تنقلب بسهولة إلى صراع غير مقصود، وكاد سيناريو الحرب يحدث في 20 يونيو 2019، عندما أسقطت القوات الإيرانية طائرة أمريكية بدون طيار من طراز هوك، ادعت طهران أنها دخلت المجال الجوي الإيراني، واقترب الحادث من دفع أمريكا إلى شن غارات جوية انتقامية على البر الإيراني.

تورط طهران

بعد أقل من شهر، في 18 يوليو، أسقطت سفينة يو إس إس بوكسر، وهي سفينة برمائية هجومية، طائرة مسيرة إيرانية في مضيق هرمز، ووصف الرئيس ترمب الإجراء بأنه «دفاعي»، قائلا إن الطائرة المسيرة جاءت على بعد 1000 ياردة من السفينة الأمريكية، وفشلت في الاستجابة للتحذيرات المتكررة.

ودفعت هذه الحوادث التي وقعت على خلفية تورط إيران المشتبه به في هجمات عدة من مايو إلى سبتمبر 2019 على الشحن الدولي والبنية التحتية للطاقة في الخليج القيادة المركزية الأمريكية للإعلان في 19 يوليو أنها ستطلق عملية الحارس «لزيادة المراقبة والأمن في الممرات المائية الرئيسة، ذلك في ضوء الأحداث الأخيرة «.

احتمالات الخطر

منذ أواخر فبراير 2020، قامت الجهات المعنية الأخرى بأمن الخليج، بما في ذلك الدول الأوروبية، بنشر سفن لرصد التوترات وتخفيف حدتها، من مهام هذا الانتشار التوعية البحرية التي تقودها أوروبا في مضيق هرمز، ونتيجة لذلك، فإن واحدة من أضيق نقاط الاختناق في العالم، والتي يمر من خلالها ما يقرب من ثلث النفط المنقول بحرا في العالم يوميا، مكتظة بالسفن المدنية والعسكرية.

وتزيد حركة المرور الكثيفة من خطر الحوادث، حيث حذر وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، في فبراير قائلا «إن العدد الهائل من السفن الحربية من عدد من البلدان في مضيق هرمز الضيق يزيد من احتمالات الخطأ، رسالتنا لجميع أصدقائنا أن نكون حذرين».

كشك الهاتف

وقال مسؤول أمريكي سابق «عندما نعمل نحن والإيرانيون في الخليج، يكون الأمر مثل شخصين في كشك الهاتف»، وكجزء من عملية الحراسة، توجه الولايات المتحدة قوات المراقبة والرد السريع، بما في ذلك السفن والطائرات، للرد على الحوادث التي تنطوي على سفن أمريكية أو تجارية أو تابعة لطرف ثالث. من جانبها قامت إيران بتزييف الاتصالات من الجسر إلى الجسر وإشارات GPS المشوشة للسفن.

ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أيضا أن طائرات الهجوم السريع الإيرانية تثير باستمرار السفن التجارية والعسكرية في المنطقة، وأحدثها في 15 أبريل الماضي، عندما قام 11 زورقا سريعا من الحرس الثوري بمضايقة تشكيل ست سفن حربية أمريكية في الخليج، في نقطة واحدة تقع على بعد 10 ياردات من الاصطدام على الرغم من تحذيرات الراديو وانفجارات القرن، وكانت القوات الأمريكية تجري «عمليات تكامل مشتركة» بين السفن وطائرات الهليكوبتر الهجومية كجزء من سلسلة من التمارين، بما في ذلك إطلاق النار الحي، التي بدأت في مارس.

لا خطوط ساخنة

وأشار رئيس هيئة أركان القوات الجوية الأمريكية، الجنرال ديفيد جولدفين، إلى أنه «لا يوجد خط ساخن لحل النزاعات ولا أي اتصالات بين الجيش الأمريكي وإيران، باستثناء سلامة مكالمات الراديو العملية على الحراسة على المستوى التكتيكي». وبعبارة أخرى، باستثناء الرسائل الروتينية بين السفن القريبة، لا تتحدث الجيوش الأمريكية والإيرانية مع بعضها بعضا. وتجعل هذه الاتصالات التكتيكية والمخصصة بين السفن الإيرانية والأمريكية «الاتصالات من الجسر إلى الجسر» ضباطا ذوي سلطة محدودة مسؤولين عن منع المواجهات غير المقصودة واحتوائها في حالة حدوثها.

أوجه القصور

ويرى التقرير أن أوجه القصور تتفاقم بسبب عدم وجود خطوط مؤسسية غير مباشرة للاتصال بين الولايات المتحدة وإيران، باستثناء قناة دبلوماسية سويسرية تربط الجانبين على مستويات عليا.

وسمحت القناة الأخيرة للولايات المتحدة بنقل الخطوط الحمراء إلى طهران على الفور بعد أن قتلت قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وسمحت لإيران بتأكيد استلام الرسائل الأمريكية والرد عليها، وبالتالي المساعدة في وقف الموقف الخطير من التصعيد أكثر، ولأن القناة مصممة للاتصالات الدبلوماسية، وليس العسكرية، ومع ذلك، فقد لا تمنع وقوع حادث أثناء المواجهة بين السفن العسكرية من التحول إلى تبادل لإطلاق النار.

ازدراء وعقبات

وينصح التقرير بأن تستفيد الولايات المتحدة من تجاربها السابقة، في وجود اتصالات مع الخصوم، بما في ذلك الصين وروسيا والجماعات شبه العسكرية العراقية المدعومة من إيران، ويرى أنه من شبه المؤكد أن جهود إنشاء قناة اتصال مباشرة ستواجه عقبات كبيرة في طهران وواشنطن.

وأفادت التقارير بأن الجيش الإيراني، ولا سيما الحرس الثوري، كان له دور فعال في تقويض محاولة إدارة أوباما عام 2011 إنشاء خط ساخن عسكري رفيع المستوى بين الحكومتين، خوفا من أن ينظر إليه على أنه يشرع الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، إلى جانب ازدراء المرشد الأعلى علي خامنئي للرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي فضل الفكرة.

رفض أمريكي إيراني

ولا يحبذ الإيرانيون وجود أي قناة اتصال، ويفسر ذلك ما قاله مستشار المرشد الأعلى «لقد تراجعت إدارة ترمب بالفعل عن الاتفاق الوحيد الذي أبرمناه بين البلدين منذ 40 عاما، وشنت حربا اقتصادية شاملة ضد أمتنا، واغتالت الجنرال الأكثر شعبية لدينا (قاسم سليماني)، ولم تقم حتى على تخفيف العقوبات وسط أزمة كورونا. بدلا من التفكير في الخط الساخن، يجب أن يحاولوا بناء بعض الثقة، بعد ذلك، سيكون إنشاء خط ساخن مباشر من الناحية التقنية سهل التنفيذ».



في المقابل يتوقع أن يرفض الأمريكيون إطلاق هذه القناة، حيث يعتقد صانعو السياسة أن طهران سترفض أي اقتراح أمريكي، ولأنهم يحجمون عن إشراك إيران حتى في الأمور التشغيلية خوفا من تقويض حملة الضغط برسائل مختلطة.

عمان وسيط مثالي

ويقترح بعض المسؤولين السابقين والحاليين في طهران وواشنطن، أن تنظر كلتا الحكومتين إلى احتمال وجود خط ساخن بوساطة باهتمام، بالنظر إلى المستوى الحالي من التوتر.

ويرون أن الخطوة الأولى هي تحديد وسيط خارجي قابل للتطبيق، حيث سيجمع المرشح المثالي بين الخبرة العميقة في الملاحة الخليجية والخبرة في الوساطة والعلاقات الدبلوماسية البناءة مع كل من الولايات المتحدة وإيران. وبناء على هذه الاعتبارات، ستكون عمان مرشحة قوية بشكل خاص، حيث يعتبرها كلا الجانبين عادة وسيطا نزيها، فهي ترتبط باتفاقية تعاون عسكري مع الولايات المتحدة، وتشغل بشكل مشترك لجنة عسكرية مع إيران.

منع الكوارث

ويتعلق العنصر الثاني بترتيب وسلطة وتخصص الأشخاص على كل جانب، يجب أن يشغلوا رتبة عقيد أو أعلى، قد يكون من الحكمة بناء طبقات متعددة من الاتصالات بين الضباط من الرتبة والسلطة الصاعدة، بحيث يمكن للوسطاء خلال الأزمات المتصاعدة العمل بسرعة على التسلسل القيادي.

وعلى الرغم من الانتقادات التي تواجهها الفكرة، فقد أخبر مسؤولون إيرانيون وأمريكيون سابقون وحاليون رفيعو المستوى كرايسز جروب أنهم يعتقدون أن هذه الآلية ضرورية وقابلة للتطبيق، وأن قدرة الآلية على منع سوء التقدير الكارثي والتصعيد غير المقصود تفوق تكاليفها ومخاطرها، حتى لو كان اختصاصها محدودا.

وفي الوقت الذي لا يحتمل فيه أي من الطرفين أن تكون الروابط المباشرة مناسبة، يريد كلاهما وسيلة لخفض التصعيد في اللحظات الخطرة، فإن استخدام وسيط مثل عمان يمكن أن يساعد في تقليل التوترات وبناء الثقة في الآلية دون الحد من مساحة أي من الطرفين للمناورة.

لا تنازلات سياسية

وخلص تقرير مجموعة الأزمات الدولية في النهاية إلى أن إنشاء آلية للولايات المتحدة وإيران للحد من التصعيد، سيكون بمثابة بوليصة تأمين ضد اندلاع النزاع بشكل عرضي، مثل القناة السويسرية، التي أكدت في يناير 2020 على قيمة وجود خطوط اتصال واضحة تحسبا أو استجابة لحوادث ذات إمكانات تصعيدية، واتصالات مستمرة من الجسر إلى الجسر، فإن هذه الآلية الإضافية تخدم مصلحة منطقة الخليج بأكملها.

وستؤدي القناة دورا مفيدا في حماية القوة دون الحاجة إلى تنازلات سياسية أو تغيير في الموقف الاستراتيجي، حتى في خضم التبادلات العسكرية المتبادلة، وستسمح للجانبين باتخاذ إجراءات لتجنب الأخطاء التي من شأنها توسيع النزاع إلى حرب، ويمكن للوسطاء أن يلعبوا دورا مهما في إنشاء آلية اتصالات من هذا النوع، تركز في البداية على منطقة الخليج، وبمرور الوقت إذا أثبتت قيمتها، يمكن ترقيتها لتصبح قناة مباشرة وتكرارها في نقاط الخطر الأخرى.

ما الجديد؟

أدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران مرارا وتكرارا إلى حافة الصراع المفتوح بين الجانبين. وبينما لا يسعى أي من الحكومتين إلى حرب كاملة، فإن سلسلة من التبادلات الخطيرة مع التصريحات العدائية المتزايدة تؤكد احتمال حدوث صدام عسكري أكبر.

كيف نواجه الخطر؟

بسبب قنوات الاتصال العسكرية المحدودة بين طهران وواشنطن، يمكن أن يتصاعد التفاعل غير المقصود أو العرضي بين الجانبين بسرعة إلى مواجهة خطر واسع للحرب يبدو مرتفعا بشكل خاص في الخليج، وقد يتسبب في دمار كبير، حيث تعمل السفن الحربية الأمريكية والإيرانية بالقرب من بعضها.

ماذا تفعل الدولتان؟



يرى التقرير أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فتح قناة عسكرية للتصعيد تسد الفجوة بين الاتصالات البحرية المخصصة والدبلوماسية رفيعة المستوى في لحظات الأزمة الحادة، وقد تحتوي الآلية التي يسهلها طرف ثالث خطر التعارض بسبب سوء قراءة الإشارات وسوء التقدير.

3 محاولات


  • لقد دفعت ديناميكيات سياسة »الضغط الأقصى« و»المقاومة القصوى« الجانبين إلى حافة الحرب ثلاث مرات:


  • أولا: في يونيو 2019، بعد أن أسقطت إيران طائرة أمريكية بدون طيار


  • ثانيا: في سبتمبر، عندما اتهمت إيران بمهاجمة البنية التحتية لمصافي النفط السعودية.


  • ثالثا: في يناير 2020، عندما قتلت الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني، مما أدى إلى ضربات صاروخية إيرانية انتقامية في العراق