الرأي

مختصر الأسبوع (5.6.20)

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
الكلمات والعبارات المفتاحية لهذا الأسبوع على الأرجح لن تخرج عن: العنصرية، أمريكا، لا يعني، الالتزام، التباعد، الحالات الحرجة، عودة الكيرم. وشهد هذا الأسبوع تراجعا غير مفهوم لكلمة «اقتصاديون» في أسواق الهبد العالمية.

ويمكن لك أن تؤلف ما تشاء باستخدام الكلمات الرائجة وستكون قد أدليت بدلوك فيما يحدث، وتجميع الكلمات هذا هو في الغالب اللعبة التي يجيدها الخبراء والمستشارون الذين ينتشرون في مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة وبائية.

ثم إن هذا ملخص ما كتبته في أسبوع مضى:

• لعلنا تعلمنا من أيام الحظر أن ما نعتاد عليه لا يعني أنه لا قيمة له، وأن حياتنا هي مجموع الأشياء الصغيرة التي لا نلقي لها بالا.

• الزحام أمر متوقع، لكن «تطنيش» الاحتياطات الوقائية مثل الكمامات والقفازات والتباعد يبدو أمرا غير مفهوم في اليوم الأول بعد الحظر الطويل والممل. إنه يشبه أن تسرق سيارة الشرطة في أول يوم بعد انتهاء فترة سجنك بسبب قضية سرقة.

• في كل قضية وكل قصة وكل حدث كبيرا كان أم صغيرا، «الأنانية» هي مفتاح كل الشرور. وإذا كانت أنانية ممزوجة بغباء فهي أشد وأخطر أعداء الحياة.

• بدا وكأن الناس آمنوا بفكرة أن توجيه النصائح أمر يغني عن الالتزام بها. فالكل مستاء من تراخي الآخرين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية، لكن الكل أيضا يجد أن تساهله هو أمر مبرر، وأن أعذاره لا تخلو من الوجاهة على عكس الآخرين الذين لا يعون خطورة تصرفاتهم.

• لا أعلم هل سينتهي الأمر أم إننا سنعتاد عليه وتصبح عادات اليوم عبادات الغد، هل سيتخلى البشر يوما عن الكمامات أم إنه سيأتي على الناس وقت يعتبر فيه من لا يلبس الكمامة عاريا، ويصبح لكل أمة كمامها وطريقتها الخاصة في لبسه. أشياء كثيرة لا أعلمها، وأسئلة كثيرة زرعها في رأسي هذا الفيروس وطريقة التعامل معه سواء من الناس وحتى الحكومات المنظمات الدولية.

لست مهتما بمعرفة الإجابات، لكني حريص على النجاة وحسب، لأسباب لا أعلمها هي الأخرى.

• أخطر المخلوقات على الإطلاق هو الإنسان الذي ليس لديه ما يخسره، لأنه غير قابل للتهديد، وأن جل ما يفعله الساسة هو المساعدة في تكاثر هذا النوع البائس من البشر الذي لديه الاستطاعة والرغبة في تخريب كل شيء.

حين تسلب الإنسان أشياءه التي يخاف عليها فكن مستعدا لأسوأ كوابيسك، لأن مهمة هذا الكائن ستكون سلب الآخرين كل ما يخافون عليه.

• أنا وأنتم متلقون للأخبار، لا نعرف خفاياها ولا ما وراءها، وخاصة أن وسائل الأعلام أصبحت جزء من الحدث وليست مجرد ناقلة له، ولكن كل ما أتمناه ـ وأظنكم تفعلون ـ أن يعيش الإنسان في كل مكان كإنسان ويموت كإنسان، بقية التفاصيل لا تعنيني كثيرا.

agrni@