المندسون في التفاصيل!
سنابل موقوتة
الاثنين / 9 / شوال / 1441 هـ - 22:45 - الاثنين 1 يونيو 2020 22:45
يقول وزير العدل في حكومة الزميل الرئيس دونالد ترمب معلقا على الاحتجاجات التي تجتاح أمريكا «إن مجموعات من المتعصبين والمحرضين المندسين قد اختطفوا الاحتجاجات في المدن الأمريكية على وفاة جورج فلويد، ويستغلون الوضع لمواصلة تنفيذ أجندتهم المنفصلة التي تتسم بالعنف».
وبهذا التصريح فإني ربما أفارق الحياة قبل أن أشاهد في هذا الكوكب احتجاجات قام بها مواطنون حقيقيون، للتعبير عن ظلم حقيقي لحق بهم، وبوجود أمريكا في قائمة من يصف المحتجين بأنهم مندسون وعملاء ستكون هذه حجة معتمدة في بقية أرجاء الكوكب، وأظن أن زعماء مثل بشار - زعيم حارة في دمشق - سيكون سعيدا بمثل هذا التحول «العالمثالثي» في تصريحات المسؤولين في معقل تمثال الحرية. ولكن ومن باب الإنصاف فإني لم أسمعه يقول: هل يريد هؤلاء أن نصبح مثل سوريا والعراق؟! وهذا أمر جيد لا شك.
ولست هنا أنتقد أمريكا - لا سمح الله - فأنا مثل بقية سكان المعمورة مدين لها بأشياء كثيرة ليس أقلها البرنامج الذي أكتب من خلاله هذا المقال، والجهاز الذي أرسل منه والتطبيق الذي عرفت منه ما يحدث في أمريكا، ومكيف الهواء الذي لو وجد في عصور متقدمة لاعتبره الرومان آلهة الراحة والإنعاش، وكثير مما لا يمكن إحصاؤه في مقال عن أفضال الأمريكان على الإنسان.
في الجانب الآخر فإن المحتجين هم أيضا يقولون بأن من يمارس أعمال التخريب والنهب مندسون بهدف تشويه مطالبهم السلمية، وهذا يعني أني أيضا قد أفارق الحياة قبل أن أجد ثوارا أو محتجين يعترفون بأن بينهم لصوصا يرون في غياب الأمن فرصة لا تعوض ليعود الإنسان إلى سيرته الأولى في الهمجية.
وهذا الاتهام أيضا سيكون مبررا لكل محتج في أي مكان، فإذا كان النظام الأمريكي وهو الوكيل المعتمد لتوزيع الحريات في هذا الكوكب قد يمارس مثل هذه الألاعيب، فإننا يجب أن نصدق أن الأنظمة التي تظن الحرية رجسا من عمل الشيطان ستمارس ما هو أسوأ من ذلك بكثير.
الأمر محير فعلا، لذلك فقد ناقشت صديقا لي عن هذه الأحداث التي تجري في أمريكا، فقال إن أسباب ذلك هي العنصرية المقيتة اللعينة التي هي بمثابة الجمر الذي لم يطفأ تحت الرماد، ثم أردف قائلا - في حكمة لا تخطئها الأذن - بأن غالبية من يقوم الآن بأعمال التخريب هم من المهاجرين والطروش والعبيد الذين يشكلون نسبة لا بأس بها من سكان أمريكا. ثم إني اكتفيت من حكمته قبل أن يعرج على موضوع القبائل، وغيرت مجرى الحديث إلى توقعات عن بداية الدوري، ومن سيتوج باللقب.
وعلى أي حال..
أنا وأنتم متلقون للأخبار، لا نعرف خفاياها ولا ما وراءها، خاصة أن وسائل الإعلام أصبحت جزءا من الحدث وليست مجرد ناقلة له، ولكن كل ما أتمناه - وأظنكم تفعلون - أن يعيش الإنسان في كل مكان كإنسان ويموت كإنسان، بقية التفاصيل لا تعنيني كثيرا.
agrni@
وبهذا التصريح فإني ربما أفارق الحياة قبل أن أشاهد في هذا الكوكب احتجاجات قام بها مواطنون حقيقيون، للتعبير عن ظلم حقيقي لحق بهم، وبوجود أمريكا في قائمة من يصف المحتجين بأنهم مندسون وعملاء ستكون هذه حجة معتمدة في بقية أرجاء الكوكب، وأظن أن زعماء مثل بشار - زعيم حارة في دمشق - سيكون سعيدا بمثل هذا التحول «العالمثالثي» في تصريحات المسؤولين في معقل تمثال الحرية. ولكن ومن باب الإنصاف فإني لم أسمعه يقول: هل يريد هؤلاء أن نصبح مثل سوريا والعراق؟! وهذا أمر جيد لا شك.
ولست هنا أنتقد أمريكا - لا سمح الله - فأنا مثل بقية سكان المعمورة مدين لها بأشياء كثيرة ليس أقلها البرنامج الذي أكتب من خلاله هذا المقال، والجهاز الذي أرسل منه والتطبيق الذي عرفت منه ما يحدث في أمريكا، ومكيف الهواء الذي لو وجد في عصور متقدمة لاعتبره الرومان آلهة الراحة والإنعاش، وكثير مما لا يمكن إحصاؤه في مقال عن أفضال الأمريكان على الإنسان.
في الجانب الآخر فإن المحتجين هم أيضا يقولون بأن من يمارس أعمال التخريب والنهب مندسون بهدف تشويه مطالبهم السلمية، وهذا يعني أني أيضا قد أفارق الحياة قبل أن أجد ثوارا أو محتجين يعترفون بأن بينهم لصوصا يرون في غياب الأمن فرصة لا تعوض ليعود الإنسان إلى سيرته الأولى في الهمجية.
وهذا الاتهام أيضا سيكون مبررا لكل محتج في أي مكان، فإذا كان النظام الأمريكي وهو الوكيل المعتمد لتوزيع الحريات في هذا الكوكب قد يمارس مثل هذه الألاعيب، فإننا يجب أن نصدق أن الأنظمة التي تظن الحرية رجسا من عمل الشيطان ستمارس ما هو أسوأ من ذلك بكثير.
الأمر محير فعلا، لذلك فقد ناقشت صديقا لي عن هذه الأحداث التي تجري في أمريكا، فقال إن أسباب ذلك هي العنصرية المقيتة اللعينة التي هي بمثابة الجمر الذي لم يطفأ تحت الرماد، ثم أردف قائلا - في حكمة لا تخطئها الأذن - بأن غالبية من يقوم الآن بأعمال التخريب هم من المهاجرين والطروش والعبيد الذين يشكلون نسبة لا بأس بها من سكان أمريكا. ثم إني اكتفيت من حكمته قبل أن يعرج على موضوع القبائل، وغيرت مجرى الحديث إلى توقعات عن بداية الدوري، ومن سيتوج باللقب.
وعلى أي حال..
أنا وأنتم متلقون للأخبار، لا نعرف خفاياها ولا ما وراءها، خاصة أن وسائل الإعلام أصبحت جزءا من الحدث وليست مجرد ناقلة له، ولكن كل ما أتمناه - وأظنكم تفعلون - أن يعيش الإنسان في كل مكان كإنسان ويموت كإنسان، بقية التفاصيل لا تعنيني كثيرا.
agrni@