قمة العشرين

كيف يعزز التعليم أهدافه لتحقيق تنمية مستدامة؟

يسهم التعليم في تعزيز أهدافه في الحقول المعرفية والاجتماعية - العاطفية والسلوكية، وفي تنمية الكفاءات الرئيسة المستعرضة الضرورية لتحقيق الاستدامة، ولبلوغ جميع أهداف التنمية المستدامة.

واقترح تقرير صادر من اليونسكو نهجا يستند إلى تعميم التعليم من أجل التنمية المستدامة في النظم التعليمية، على جميع الصعد في:


  • (أ) السياسات التعليمية الوطنية


  • (ب) المناهج الدراسية


  • (ج) برامج إعداد المعلمين


  • (د) عمليات تقييم الطلاب.




1- دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة في السياسات والاستراتيجيات والبرامج

لا بد من توفر السياسات المناسبة لدمج التعليم من أجل الاستدامة في جميع بيئات التعليم النظامية وغير النظامية، ويجب أن تكون متسقة من أجل إحداث التغيير، ويجب أن تتم مراعاة الآتي ليكون ممكنا تنفيذ السياسات التي تروج التعليم من أجل التنمية المستدامة:


  • ضمان التواؤم بين السياسات الخاصة بقطاع التعليم والقطاعات الخاصة بقطاع التنمية المستدامة


  • مواءمة أهداف التنمية المستدامة واستراتيجياتها على المستويين المحلي والوطني مع السياسات التعليمية


  • دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة على نحو متسق في السياسات القطاعية أو دون القطاعية المناسب


  • المنظمات الحكومية الرسمية ليست وحدها من تقوم بترويج التعليم من أجل التنمية المستدامة


  • على السياسات الدولية والوطنية والمحلية أن تساعد المنظمات غير الحكومية على ترويج هذا التعليم من خلال توفير التمويل الضروري.




ممارسات بعض الدول

كوستاريكا

اعتمدت الالتزام الوطني بشأن التعليم ووافقت من خلاله على اعتبار التعليم عاملا لا غنى عنه لإحداث التغير الثقافي الضروري لتحقيق تنمية مستدامة وعلى ترويج دمج البيئة التربوية البيئية في المواد الدراسية المشتركة بين التخصصات.

وتشكل الاستراتيجية الوطنية المعنية بتغير المناخ السياسة العامة والشاملة الأحدث التي اعتمدتها البلاد في مجال تغير المناخ، وتركز هذه الاستراتيجية على بناء القدرات والتوعية العامة وعلى التعليم وتغيير الثقافة السائدة بهدف تعزيز الوعي بقضايا البيئة.

كينيا

تقر الاستراتيجية الكينية لتنفيذ برامج التعليم من أجل التنمية المستدامة التي اعتمدت 2008، بأن توفير تعليم وتدريب جيدين يسهمان في تحقيق التنمية يتطلب أن تدعم البرامج التعليمية تنمية الأفراد حتى يصبحوا مواطنين منتجين يتمتعون بالمسؤولية الاجتماعية.

2- دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة في المناهج والكتب الدراسية

يتعين دمج التعليم في جميع المناهج الدراسية الخاصة ببرامج التعليم النظامي بما فيها برامج الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة، والتعليم الابتدائي والثانوي، والتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني، والتعليم العالي، وينبغي أن تكفل المناهج الدراسية اكتساب الأطفال والشباب المهارات الأساسية إلى جانب المهارات العامة التي يمكن استخدامها في شتى المجالات كمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات ، ويمكن عمل ذلك من خلال:


  • مواصلة الجهود لتعميق فهمنا للتعليم الجيد الذي ينبغي أن يكون مجديا وذا مغزى


  • إجراء المزيد من البحوث وعمليات التقييم وتشاطر التجارب بشأن النهج التي اتبعت لتغيير المناهج الدراسية


  • العمل على مأسسة التعليم من أجل التنمية المستدامة، بما في ذلك من خلال الاستثمار في الموظفين وتوفير الموارد المالية


  • جعل التعليم من أجل التنمية المستدامة جزءا لا يتجزأ من الكفاءات والمعايير المهنية والشهادات وإجراءات اعتماد المعلمين


  • تقديم المزيد من الدعم للمعلمين في قاعات الدرس


  • تعزيز قدرات صانعي السياسات وقادة التعليم والمربين


  • توخي المرونة لدى تطبيق السياسات المتصلة بالمناهج الدراسية لتمكين المدارس الابتدائية والثانوية من إعداد المضامين والمشروعات التي تناسب سياقها المحلي.




ممارسات بعض الدول

موريشيوس – الإطار الوطني للمناهج الدراسية


  • بدأ تطبيق سياسة «موريشيوس جزيرة مستدامة» في 2008 بهدف جعل موريشيوس نموذجا عالميا للتنمية المستدامة بحلول 2020 ويشكل التعليم إحدى الركائز الخمس لهذه السياسة التي أنشئ في إطارها فريق عمل متعدد الأطراف يرمي إلى دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة في جميع المراحل التعليمية، وتهدف هذه السياسة إلى إعادة توجيه النظام التعليمي ليركز على الاستدامة، وبناء القدرات على جميع المستويات، وزيادة الوعي بالقضايا الرئيسة المتصلة بالاستدامة.




توغو – التعليم الجيد من أجل مستقبل مستدام


  • يرتكز الإطار الخاص بالسياسات التعليمية في توغو على الثقافة الوطنية ويتضمن منهجا دراسيا جديدا يركز على التعليم من أجل التنمية المستدامة وعنوانه «التعليم الجيد من أجل مستقبل مستدام».




فنلندا – إصلاح المناهج الدراسية الوطنية الرئيسة الخاصة بالتعليم ما قبل المدرسي وبالتعليم الأساسي


  • تعكف فنلندا على إصلاح مناهجها الدراسية الوطنية الرئيسة الخاصة بالتعليم ما قبل المدرسي وبالتعليم الأساسي بهدف دعم التنمية المستدامة والرفاه وترويجهما والنهوض بقيمة التعليم، وستركز المناهج الدراسية الجديدة على الحاجة إلى أنماط حياة مستدامة وإلى تحقيق الوئام بين المجتمع والبيئة. وترمي هذه الجهود إلى مساعدة جميع التلاميذ على تنمية المعارف والمهارات والقيم والمواقف التي تزيد قدرتهم على إدراك أهمية تحقيق الاستدامة.




مانيتوبا، كندا – لمحة عن القيادة الناجحة


  • يشكل التعليم من أجل التنمية المستدامة في مانيتوبا واحدا من مجالات العمل ذات الأولوية بالنسبة للحكومات وبات جزءا لا يتجزأ من مقاصد التعليم في المرحلتين الابتدائية والثانوية العمومية، وترمي السياسات الحكومية إلى «كفالة انتفاع جميع أطفال وشباب مانيتوبا بطائفة من الفرص التعليمية حتى يتسنى لكل دارس تحقيق النجاح بفضل انتفاعه بتعليم مجد وعالي الجودة يعده للتعلم مدى الحياة ولممارسة المواطنة في مجتمع ديمقراطي ينعم بالعدالة الاجتماعية والاستدامة.




3- دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة في برامج إعداد المعلمين

يملك المربون قدرة هائلة على إحداث التغيير تتيح لهم تطبيق الحلول التعليمية الضرورية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، كما يملكون معارف وكفاءات لا بد منها لإعادة هيكلة العمليات والمؤسسات التعليمية وتوجيهها صوب تحقيق الاستدامة، ويمكن أن يحدث هذا من خلال:


  • الإلمام بالتنمية المستدامة وبأهدافها المختلفة وبالموضوعات والتحديات المتصلة بها فهم الخطاب المتعلق بالتعليم من أجل التنمية المستدامة والممارسات المتصلة به على المستوى المحلي والوطني والعالمي


  • تكوين فكرة شاملة عن القضايا والتحديات المتصلة بالتنمية المستدامة عبر مراعاة الأبعاد الاجتماعية والإيكولوجية والاقتصادية والثقافية والتأمل فيها، بما فيها مبدأ العدالة بين الأجيال والعدالة في العالم


  • تأمل المعلمين في مفهوم التنمية المستدامة والتحديات التي تعوق تحقيق أهدافها، وفي أهمية مجال تخصصهم بالنسبة لتحقيق هذه الأهداف والدور الذي يؤدونه في هذه العملية


  • تأمل المعلمين في العلاقة بين التعلم النظامي وغير النظامي وغير الرسمي وتحقيق التنمية المستدامة، وتطبيق نتائج عملية التأمل هذه على أنشطتهم المهنية


  • فهم دور التنوع الثقافي، والمساواة بين الجنسين، والعدالة الاجتماعية، وحماية لا يتجزأ من التعليم من أجل التنمية البيئة، والتنمية الشخصية بوصفها جزءا من عملية التعليم المستدامة


  • التعرف على كيفية جعلها جزءا من عملية التعليم


  • التمرن على الأساليب التربوية ذات المنحى العملي التي تسهم في إحداث التحول وتشرك الدارسين في عمليات التفكير وفي أنشطة تشاركية وشاملة وخلاقة وتجديدية داخل المجتمعات المحلية ويمكن استخدامها في الحياة اليومية للدراسين


  • تأدية دور فاعل من أجل إحداث التغيير في إطار عملية تعلم تشمل المؤسسة بها من تحقيق التنمية المستدامةّ التعليمية برمتها وتقر والمتصلة بالتنمية المستدامة


  • التعرف على فرص التعلم المتاحة محليا والمتصلة بالتنمية وإقامة شركات تعاونية في هذا الصدد


  • تقييم مدى تنمية الدارسين للكفاءات المستعرضة الضرورية لتحقيق الاستدامة وتحقيقهم لنتائج التعلم المتصلة بالاستدامة.




ممارسات بعض الدول

جامايكا - إعداد المعلمين قبل الخدمة عبر تنفيذ مشروعات مجتمعية تعنى بالتعليم من أجل التنمية المستدامة

يشكل مساق الآداب والتعليم من أجل التنمية المستدامة أحد المساقات الرئيسة الإلزامية بالنسبة للطلبة في برنامج الدراسات العليا - تخصص تعليم اللغات، بالنسبة لطلبة برنامج الدراسات العليا – تخصص إعداد المعلمين اختياريا ومساقا في جامعة ويست إنديز في مونا في جامايكا. ويرمي هذا المساق إلى تعريف الطلبة هم بالفرص لاستكشاف دور التعليم ّبمفهوم التنمية المستدامة وبمبادئها وإلى مد من أجل التنمية المستدامة في بلوغ عالم مستدام. ويتكون هذه المساق من عناصر ثلاثة هي:


  • إطار عام يتيح للطلبة النظر في التحديات المحلية والعالمية في مجال الاستدامة.


  • دراسة الآداب من أجل تنمية الحس بالتعاطف لدى الطلبة، وتنمية شعورهم بالانتماء إلى مجموعة معينة، وتوضيح القيم، وفهم الاستدامة من زوايا عدة، وتحفيزهم على العمل


  • إشراك الطلبة في مشروعات عمل مجتمعية: إذ يتمثل أحد الواجبات الجامعية الرئيسة المطلوبة منهم في معالجة التحديات التي يواجهها مجتمعهم في مجال الاستدامة.




واختار الطلبة معالجة قضايا تتصل بالعنف والفقر والتدهور البيئي من خلال مشروعات تروج السلم وعبر العمل مع المشردين وإنشاء حدائق مدرسية وتنفيذ مشروعات لتربية النحل في المدارس على سبيل المثال. وأشاد الطلبة بمدى فائدة هذا المساق الذي أتاح لهم معالجة مشاكل حقيقية والعمل عن كثب مع مجتمعاتهم، كما أتاح لهم أن يدركوا أن بإمكانهم التعلم من مجتمعاتهم والمساعدة، على تحسين نوعية الحياة فيها في آن معا.

اليونان – إعداد المعلمين أثناء الخدمة

أنشأت وزارة التربية والتعليم 46 مركزا تعنى بالتربية البيئية والاستدامة وتعمل تحت إشراف مديريات التربية والتعليم وترمى المراكز إلى إعداد المعلمين لتنفيذ مشروعات تتصل بالتعليم من أجل الاستدامة


  • أمثلة على وحدات دراسية قد تتضمنها المناهج الخاصة بإعداد المعلمين ويشكل التعليم من أجل التنمية المستدامة أحد ركائزها


  • المفاهيم الأساسية المرتبطة بالتنمية المستدامة من منظور محلي ووطني ودولي


  • المفاهيم المتصلة بالتعليم من أجل التنمية المستدامة من منظور محلي ووطني ودولي


  • الآراء المتخصصة والمشتركة بين التخصصات والجامعة للخبرات إزاء عدد من الأمثلة التي تبرز التحديات في مجال الاستدامة


  • ُالعمل من أجل تنفيذ مشروعات تعنى بمشاكل محددة محلية أو وطنية أو عالمية بالتعاون مع مؤسسات تعليمية ومع غيرها من الشركاء (المحليين)


  • تحليل أنشطة التعليم من أجل التنمية المستدامة استنادا إلى البحوث وفي شتى بيئات التعلم كالمدارس والكليات ومؤسسات التعليم غير النظامي مثلا، التجارب العملية المتصلة بتطبيق نهج التعليم من أجل التنمية المستدامة والتأمل النقدي فيها.




4- توفير التعليم من أجل التنمية المستدامة في قاعات الدرس وفي غيرها من بيئات التعلم

لا يتوقف التعليم من أجل التنمية المستدامة على تعليم التنمية المستدامة، وإضافة مضامين جديدة للمساقات والبرامج التدريبية المختلفة، لا بل يتعين على المدارس والجامعات أن تعتبر نفسها أماكن للتعلم ولاكتساب الخبرات في مجال التنمية المستدامة مما يعني أن عليها توجيه كل ما تقوم به من أنشطة وعمليات صوب تحقيق مبادئ الاستدامة.

التعليم من أجل التنمية المستدامة تطبيق ما نتعلمه في حياتنا


  • سياسات الحوكمة وبناء القدرات


  • الشراكات والعلاقات مع المجتمع المحلي


  • المرافق وطريقة عمل المدرسة


  • تعليم المناهج الدراسية وتعلمها.




العناصر التي تتكون منها المناهج الشاملة للمؤسسة


  • تطبيق إجراءات على مستوى المؤسسة ككل تمكن جميع الجهات الفاعلة من قيادات ومعلمين ودارسين من وضع رؤية وخطط مشتركة لتنفيذ برامج التعليم من أجل التنمية المستدامة


  • توفير الدعم التقني والمالي للمؤسسة المعنية لمساعدتها على إعادة توجيه مسارها


  • إقامة شبكات بين المؤسسات تتيح تنفيذ أنشطة الدعم المتبادل على غرار التعلم من النظراء.




ممارسات بعض الدول

أستراليا- – مبادرة المدارس الأسترالية المستدامة

تشمل مبادرتها على الجهود على الجهود المبذولة لتشجيع المدارس على اعتماد نهج يشمل المدرسة برمتها والنظام التعليمي بأسره لتوفير التعليم، طبقت المبادرة لأول مرة عام 2005 وأسهمت إلى حد كبير في زيادة الاقتناع بجدوى توفير التعليم من أجل الاستدامة عبر تشمل المؤسسة برمتها.

بوتان – المدارس الصديقة للبيئة في إطار برنامج بوتان الخضراء

أدرجت المدارس الصديقة للبيئة ضمن برنامج بوتان الخضراء في عام 2009 كما تشكل جزءا من مبادرة الإصلاح التي تنفذها وزارة التربية والتعليم على مستوى الوطن بعنوان «إجمالي السعادة الوطنية في حقل التعليم».

وأضحى مفهوم المدارس الصديقة للبيئة جزءا لا يتجزأ من نظام لإدارة الأداء يرمي إلى النهوض بأداء المدارس وتوفير التعليم الجيد.

ويستند نظام إدارة الأداء في المدارس إلى أدوات التقييم الذاتي للمدارس، وأعد على نحو يراعي إجمالي السعادة الوطنية والقيم والعمليات المتصلة بالتعليم من أجل التنمية المستدامة.