ماذا عما بعد كورونا؟
الأربعاء / 27 / رمضان / 1441 هـ - 21:00 - الأربعاء 20 مايو 2020 21:00
في بداية هذا المقال أوضح لك عزيزي القارئ أنني لن أتحدث عن فيروس كورونا من النواحي الطبية، لأنني أولا لست طبيبا، وثانيا لأنني أعرف أنك تتلقى يوميا مواد إعلامية هائلة عبر القنوات التلفزيونية وعبر التواصل الاجتماعي 'تويتر' وإشاعات الواتس اب أو غيرها من الوسائل الإعلامية، وتتوالى يوميا مقاطع فيديو لأناس يزعمون بأن لهم خبرة في الأمراض المعدية فيأتي بالطامة ويبدأ يحلل الواقع بالخرافات التي يزعم أنها دراسات جديدة، أو مقالات طبية مجهولة المصدر وضعيفة علميا، فكثر المنظرون والمهرجون.
كما أعرف أيضا أنك مللت من المتابعة اليومية لأخبار هذه الأزمة الأولى من نوعها، لدرجة أنك تقرأ كلمة 'كورونا' وتتجاوزها بسرعة بغضا منك لهذه الجائحة التي عطلت الحياة الاجتماعية.
ولكن سأتحدث هنا عن المشاهد الإعلامية التي نراها كل ساعة في وسائلنا الإعلامية، من مؤتمرات صحفية وأخبار يومية وقرارات متعددة ومتسارعة، وأنشطة وسائل التواصل الاجتماعي في ظل أيام التباعد الاجتماعي، وهل استفدنا منها شخصيا، وهل فكرت جهاتنا الحكومية في تطوير منظومة عملها أثناء هذه الأزمة.
الأزمات لها جانبها الإيجابي، إذ إنها تدلنا على الطريق الصحيح وتكشف لنا سلبياتنا التي كنا نعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح دون معرفة بالمخاطر، سواء إعلاميا أو اقتصاديا أو غيرها، يجب دراسة الإمكانات والكوادر وتحديد أهدافك المستقبلية عندما تنجلى هذه الجائحة التي عصفت بالدول وتضرر منها الجميع.
لا تتابع أخبار الفيروس ولكن تابع كيف تُدار الأزمة وكيف تتعامل معها الجهات الحكومية والشركات التجارية، ابدأ وفكر كيف تخطط للاستفادة منها، تعلم كيف تنتشر مثل انتشار كورونا، ولكن كن إيجابيا ولا تكن قاسيا مثل ذلك الفيروس.
في إدارة الأزمات مراحل منها مرحلة تسمى 'أثناء الأزمة'، التي تمهلنا وتعطينا الوقت الكافي لتجاوزها وللتفكير فيما بعد انتهائها، والمرحلة الأخرى تسمى بما بعد الأزمة، هل أنت خرجت بخطط جوهرية تعلو بك للقمة وتكون جاهزا لأي صدمات أخرى؟
نشاهد جهات حكومية عدة في منصاتها الإعلامية لها جهود جبارة في استغلال هذه الأزمة في تحقيق أهدافها الاتصالية مع جمهورها، بل لم يستطيعوا أن يحققوها إلا في هذه المرحلة وهي أثناء الأزمة، بخلاف جهات أخرى استسلمت ورأت بأن الأزمة عطلت حتى تفكيرها، ويرى مسؤولوها أن هذه الجائحة كلها سلبية ولا يمكن أن يخرجوا منها ولو بفكرة أو بدراسة خطة استراتيجية لإدارة الأزمات المستقبلية والاستعداد لما قد يحدث أو التعامل مع ما حدث الآن. ستجد حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي كانت تتركز قبل الأزمة على أخبار الوزير أو الرئيس أو مناسبات المنشأة، فلما تعطلت الأعمال والمناسبات تعطلت أفكارهم، وقد لا تجد لهم أي محتوى إبداعي.
أفضل وقت للعمل وللتخطيط من جديد وإعادة هيكلة أفكارنا هو الآن، لا تعتقد أن كل شيء قد توقف، فعقولنا وأفكارنا لم تتوقف، فالقوة الحقيقية تظهر وقت الأزمات والشدائد.
عموما عزيزي القارئ، إن كنت قد وصلت في قراءتك لهذه الأسطر ففكر جيدا بماذا ستخرج بعد كورونا من الأفكار والخطط، وأثناء تفكيرك لا تنسَ أن تجعلها متجددة وفذة ونافعة لك ولبلادك العظيمة، وعندما تنجلي هذه الأزمة سنذكرها بكل تفاصيلها ونرويها مستقبلا لمن لم يعاصرها، وسنتحدث عن أبطالها وكذلك عن من استسلم لها.
@khalidalessi
كما أعرف أيضا أنك مللت من المتابعة اليومية لأخبار هذه الأزمة الأولى من نوعها، لدرجة أنك تقرأ كلمة 'كورونا' وتتجاوزها بسرعة بغضا منك لهذه الجائحة التي عطلت الحياة الاجتماعية.
ولكن سأتحدث هنا عن المشاهد الإعلامية التي نراها كل ساعة في وسائلنا الإعلامية، من مؤتمرات صحفية وأخبار يومية وقرارات متعددة ومتسارعة، وأنشطة وسائل التواصل الاجتماعي في ظل أيام التباعد الاجتماعي، وهل استفدنا منها شخصيا، وهل فكرت جهاتنا الحكومية في تطوير منظومة عملها أثناء هذه الأزمة.
الأزمات لها جانبها الإيجابي، إذ إنها تدلنا على الطريق الصحيح وتكشف لنا سلبياتنا التي كنا نعتقد أننا نسير في الطريق الصحيح دون معرفة بالمخاطر، سواء إعلاميا أو اقتصاديا أو غيرها، يجب دراسة الإمكانات والكوادر وتحديد أهدافك المستقبلية عندما تنجلى هذه الجائحة التي عصفت بالدول وتضرر منها الجميع.
لا تتابع أخبار الفيروس ولكن تابع كيف تُدار الأزمة وكيف تتعامل معها الجهات الحكومية والشركات التجارية، ابدأ وفكر كيف تخطط للاستفادة منها، تعلم كيف تنتشر مثل انتشار كورونا، ولكن كن إيجابيا ولا تكن قاسيا مثل ذلك الفيروس.
في إدارة الأزمات مراحل منها مرحلة تسمى 'أثناء الأزمة'، التي تمهلنا وتعطينا الوقت الكافي لتجاوزها وللتفكير فيما بعد انتهائها، والمرحلة الأخرى تسمى بما بعد الأزمة، هل أنت خرجت بخطط جوهرية تعلو بك للقمة وتكون جاهزا لأي صدمات أخرى؟
نشاهد جهات حكومية عدة في منصاتها الإعلامية لها جهود جبارة في استغلال هذه الأزمة في تحقيق أهدافها الاتصالية مع جمهورها، بل لم يستطيعوا أن يحققوها إلا في هذه المرحلة وهي أثناء الأزمة، بخلاف جهات أخرى استسلمت ورأت بأن الأزمة عطلت حتى تفكيرها، ويرى مسؤولوها أن هذه الجائحة كلها سلبية ولا يمكن أن يخرجوا منها ولو بفكرة أو بدراسة خطة استراتيجية لإدارة الأزمات المستقبلية والاستعداد لما قد يحدث أو التعامل مع ما حدث الآن. ستجد حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي كانت تتركز قبل الأزمة على أخبار الوزير أو الرئيس أو مناسبات المنشأة، فلما تعطلت الأعمال والمناسبات تعطلت أفكارهم، وقد لا تجد لهم أي محتوى إبداعي.
أفضل وقت للعمل وللتخطيط من جديد وإعادة هيكلة أفكارنا هو الآن، لا تعتقد أن كل شيء قد توقف، فعقولنا وأفكارنا لم تتوقف، فالقوة الحقيقية تظهر وقت الأزمات والشدائد.
عموما عزيزي القارئ، إن كنت قد وصلت في قراءتك لهذه الأسطر ففكر جيدا بماذا ستخرج بعد كورونا من الأفكار والخطط، وأثناء تفكيرك لا تنسَ أن تجعلها متجددة وفذة ونافعة لك ولبلادك العظيمة، وعندما تنجلي هذه الأزمة سنذكرها بكل تفاصيلها ونرويها مستقبلا لمن لم يعاصرها، وسنتحدث عن أبطالها وكذلك عن من استسلم لها.
@khalidalessi