لزوم ما يلزم: حواجز من فراغ
الخميس / 21 / رمضان / 1441 هـ - 22:45 - الخميس 14 مايو 2020 22:45
إذا نظرنا إلى العبارة التحذيرية «ابتعد خطر» المكتوبة على شاحنات نقل الوقود عابرة الطرق كل حين وجدناها تنسحب على ما هو أبعد.
لهذه العبارة أن تحرك التأمل نحو مدى العلاقة التي تربط بين الشاحنة المحملة بالوقود القابل للاشتعال وبين بعض العلاقات البشرية التي يقودنا التفكير فيها إلى حقيقة اتصالها بوعي الإنسان، الوعي الذي ينتج وفق ارتفاع سقفه وانخفاضه التوقف عند الحدود أو تجاوزها، والعلة لا شك في التجاوز المرتبط بفوضوية الوعي أو ترهله. نعم في تجاوز حدود العلاقات فرصة لاقتحام الخصوصية وأكثر، وفي انخفاض حواجز الخط الأخير فرصة أكثر لما هو أسوأ.
صحيح أنه يصعب على الإنسان أن يعيش حالة حذر وعزلة عن الآخرين لأن في ذلك تغييبا للتفاعل الاجتماعي، غير أن الأصعب والأكثر تأثيرا على مولدات الراحة والسعادة والسكينة وحتى النجاح، يتمثل في منح الآخرين تذكرة مرور لاقتحام الحدود الفاصلة في العلاقات، وهنا تجدر الإشارة إلى الأعراف القبلية التي يقف جلها في وجه هذا السلوك ومثله من باب لكل شخص حدوده.
الواقع يقول وليس دائما إن المفصلين على كل المقاسات في تكاثر، تحركهم رائحة المصالح الخاصة، وفي ذلك السبيل كل شيء ممكن عند هذه الفئة، وتجاوز الحدود هو المحتمل الأكثر حدوثا وبروزا، إلى ذلك لن يجد المراقب صعوبة في رصد تصاعد نشاط وظيفة ساعي بريد الحارة الذي لا يستقيم له عمل دون التسلل عبر الحدود هنا وهناك، وما من شك أن هذه الوظيفة باب ذنب على شاغلها وتفتح منافذ الخصومات إلا عند العقلاء وأصحاب الحكمة.
على الطرف الآخر يكمن السوء كل السوء في أولئك الذين تدفعهم أحقادهم وضعفهم إلى اقتحام خصوصيات غيرهم، لتمرير مشاريعهم القذرة حتى لو طالت سمعتهم أنفسهم، على أي حال لا أرغب التوسع في هذه الجزئية حتى لا أتجاوز حدودي.
ومجمل القول إن البعض مثل شاحنات الوقود تفرض سلوكياتهم بل وتاريخهم وضع مسافة تبعدهم وتبعدهم، ولا شك في الختام أن الإنسان الذي يفرط في حدوده مثله مثل الذي يقتحم خصوصيات الآخرين. اجعلوا بينكم وبين هذا النوع من البشر حاجزا من فراع. حددوا أبعاد علاقاتكم واستمتعوا بالحياة وسمنوا مشاريع النجاح. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.
alyamimanae@gmail.com
لهذه العبارة أن تحرك التأمل نحو مدى العلاقة التي تربط بين الشاحنة المحملة بالوقود القابل للاشتعال وبين بعض العلاقات البشرية التي يقودنا التفكير فيها إلى حقيقة اتصالها بوعي الإنسان، الوعي الذي ينتج وفق ارتفاع سقفه وانخفاضه التوقف عند الحدود أو تجاوزها، والعلة لا شك في التجاوز المرتبط بفوضوية الوعي أو ترهله. نعم في تجاوز حدود العلاقات فرصة لاقتحام الخصوصية وأكثر، وفي انخفاض حواجز الخط الأخير فرصة أكثر لما هو أسوأ.
صحيح أنه يصعب على الإنسان أن يعيش حالة حذر وعزلة عن الآخرين لأن في ذلك تغييبا للتفاعل الاجتماعي، غير أن الأصعب والأكثر تأثيرا على مولدات الراحة والسعادة والسكينة وحتى النجاح، يتمثل في منح الآخرين تذكرة مرور لاقتحام الحدود الفاصلة في العلاقات، وهنا تجدر الإشارة إلى الأعراف القبلية التي يقف جلها في وجه هذا السلوك ومثله من باب لكل شخص حدوده.
الواقع يقول وليس دائما إن المفصلين على كل المقاسات في تكاثر، تحركهم رائحة المصالح الخاصة، وفي ذلك السبيل كل شيء ممكن عند هذه الفئة، وتجاوز الحدود هو المحتمل الأكثر حدوثا وبروزا، إلى ذلك لن يجد المراقب صعوبة في رصد تصاعد نشاط وظيفة ساعي بريد الحارة الذي لا يستقيم له عمل دون التسلل عبر الحدود هنا وهناك، وما من شك أن هذه الوظيفة باب ذنب على شاغلها وتفتح منافذ الخصومات إلا عند العقلاء وأصحاب الحكمة.
على الطرف الآخر يكمن السوء كل السوء في أولئك الذين تدفعهم أحقادهم وضعفهم إلى اقتحام خصوصيات غيرهم، لتمرير مشاريعهم القذرة حتى لو طالت سمعتهم أنفسهم، على أي حال لا أرغب التوسع في هذه الجزئية حتى لا أتجاوز حدودي.
ومجمل القول إن البعض مثل شاحنات الوقود تفرض سلوكياتهم بل وتاريخهم وضع مسافة تبعدهم وتبعدهم، ولا شك في الختام أن الإنسان الذي يفرط في حدوده مثله مثل الذي يقتحم خصوصيات الآخرين. اجعلوا بينكم وبين هذا النوع من البشر حاجزا من فراع. حددوا أبعاد علاقاتكم واستمتعوا بالحياة وسمنوا مشاريع النجاح. أنتهي هنا، وبكم يتجدد اللقاء.
alyamimanae@gmail.com