الصدفة تدفع قآني لقيادة ميليشيات الموت
تورط في قمع الاحتجاجات الشعبية.. وتقارير ربطته بعصابات المخدرات هدد بسفك الدماء.. فرد عليه الأمريكان: ستلقى مصير معلمك نفسه بيان غامض لخامنئي يكشف النوايا الشريرة للحرس الثوري في المنطقة والعالم
الأربعاء / 13 / رمضان / 1441 هـ - 21:45 - الأربعاء 6 مايو 2020 21:45
إذا كانت الصدفة قادت إسماعيل قآني لقيادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي يتزعم ميليشيات الموت في اليمن والعراق ولبنان وعدد من دول المنطقة، فإن كثيرا من الروايات تقول إنه ربما يلقى مصير قائده ومعلمه قاسم سليماني نفسه، والذي قتل في غارة أمريكية.
ورغم أن هناك معلومات متفرقة متاحة للجمهور عن حياة قآني، خاصة سنواته الأولى، فقد كشف تقرير «متحدون ضد إيران» أن البيان الغامض الذي قدمه به المرشد الأعلى علي خامنئي يكشف المزيد من النوايا الشريرة التي ستشهدها المنطقة في الفترة المقبلة، والكثير من دول العالم.
وصف خامنئي قآني الذي قمع الاحتجاجات الشعبية وارتبط بعصابات المخدرات بأنه «من أبرز القادة في الدفاع المقدس»، لكن شخصيته التي ظهر بها على مدار الشهور الماضية تؤكد أنه يفتقد الكثير من الكاريزما التي كان يتمتع بها سليماني.
الرئيس التنفيذي للشر
في 1997 عين رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لقيادة فيلق القدس، ليصبح صاحب الكلمة العليا في السيطرة على وكلاء الشر التابعين لإيران في المنطقة، وجعل قآني نائبا له، وبقي الاثنان في هذين الموقعين حتى قتلت الولايات المتحدة سليماني بداية عام 2020.
تمتع سليماني بشخصية قيادية لافتة، وشغل قآني منصب الرئيس التنفيذي للعمليات بحكم الواقع في الحرس الثوري، وقسم الاثنان أيضا مناطق عمليات الحرس الثوري، مع تركيز سليماني على دول تقع غرب إيران، بينما غطى قآني أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى.
وفي عام 1998، أقنع قآني النظام الإيراني بعدم ضرب طالبان عسكريا بعد أن هاجمت الأخيرة القنصلية الإيرانية في مزار شريف، مما أسفر عن مقتل تسعة دبلوماسيين، وأدخل المجتمعات الشيعية في أفغانستان إلى دائرة نفوذ إيران، وقام بتلقين وتدريب ونشر الشيعة الأفغان للمحاربة في معارك إيران في الخارج. وساعد في تشكيل ميليشيات شيعية أفغانية، (لواء الفاطميون)، والتي تم نشرها في سوريا للقتال إلى جانب قوات الدكتاتور بشار الأسد، وكان قآني أول مسؤول إيراني في عام 2012 يعترف بأن لإيران وجودا مسلحا في سوريا، مدعيا «منع وقوع مذابح كبيرة».
قائمة الإرهاب
أكدت الحكومة الأمريكية أن قآني يمارس سلطة أكبر. وفي عام 2012، وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات للعناصر الإرهابية، مشيرة إلى أنه أشرف على «المدفوعات المالية للحرس الثوري، لعناصر الحرس، بما في ذلك عناصر في أفريقيا، وكذلك لمختلف الجماعات الإرهابية، بما في ذلك حزب الله».
وشارك في «الرقابة المالية» على «شحنة أسلحة لمؤسسة قطر كانت مخصصة لغامبيا»، وتضمنت الشحنة 240 طنا من الذخيرة، بحسب لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة. وفي عام 2009، رافق قائد فيلق القدس الجديد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، في رئاسة وفد حكومي رسمي إلى البرازيل وبوليفيا وفنزويلا والسنغال.
اعتراف صارخ
عند تعيين قآني خلفا لسليماني كقائد لفيلق القدس، قال المرشد الأعلى خامنئي إن برنامج القوة «لن يتغير منذ عهد سلف قآني»، بيان المرشد الأعلى الغامض غير مفاجئ ويمكن تصديقه، حيث سيستمر النظام في استخدام الحرس الثوري لإظهار القوة في المنطقة والعالم.
وفي حين تميز سليماني بشخصية قوية، اتبع قآني نهجا بسيطا، وبات واضحا أنه سيستمر في العمل بهدوء، حيث يفتقر إلى المغناطيسية الطبيعية لسليماني. ومع ذلك، يمكن أن يحاول إظهار المزيد من الجاذبية من أجل بناء الثقة وإلهام الولاء بين صفوف أتباعه.
ومن المرجح أن يحافظ قآني على العلاقات الحميمة للحرس الثوري مع الميليشيات الأجنبية الحليفة، حيث تحدث في مؤتمره الصحفي الأول كقائد، وهو تحيط به أعلام الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله والفاطميون، علما بأن حتى سليماني لم يظهر أبدا بشكل صارخ مدى قرب إيران من تلك المنظمات.
وبالنظر إلى تركيز قآني منذ فترة طويلة على جنوب ووسط آسيا، يتساءل المراقبون عما إذا كان سيوجه المزيد من موارد الحرس الثوري إلى شرق إيران، مع تظاهر الآلاف من اللبنانيين والعراقيين ضد التدخل الإيراني في بلديهما، وسيتعين عليه الاختيار بين مضاعفة الانخفاض ومواصلة محاولة سحق الاحتجاجات أو قضاء المزيد من الوقت في زيادة الهيمنة الإيرانية في مكان آخر، خاصة مع سعي إدارة ترمب لإنهاء وجودها العسكري بسرعة في أفغانستان.
نشأة قآني
ولد في مدينة مشهد عام 1957 في منطقة خراسان شمال شرق إيران.
لم يلعب دورا مهما في الثورة الإسلامية عام 1979، على عكس عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.
انضم إلى الحرس الثوري الإيراني عام 1980.
رفاق حرب
تدرب في البداية بحامية الحرس الثوري الإيراني في طهران، وساعد في تشكيل فرقة «نصر 5»، ومقرها مشهد، واتبع زملاءه قادة الوحدة، وبينهم رئيس بلدية طهران المستقبلية محمد باقر قاليباف، ونور علي ششتاري، الذي أصبح قائدا بارزا في الحرس الثوري، وقتل في تفجير انتحاري عام 2009. وبحسب رويترز ذكر قآني أنه تم توزيعه في إقليم كردستان إيران لسحق الانفصاليين الأكراد، وبعد أشهر عدة من تجنيده اندلعت الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، وتم نقل وحدته إلى الأهواز في جنوب غرب إيران للقتال ضد العراقيين، والتقى هناك برئيسه قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس الذي قتل في غارة أمريكية. وأشار في حوار إعلامي عام 2015 إلى أن صداقته مع سليماني توطدت في الحرب، قائلا «نحن رفاق حرب، والحرب هي التي جعلتنا أصدقاء، أولئك الذين أصبحوا أصدقاء في أوقات الشدة لديهم علاقات أعمق وأكثر ديمومة من أولئك الذين أصبحوا أصدقاء فقط لأنهم أصدقاء في الجوار»، كما تعرّف قآني على آية الله علي خامنئي الرئيس آنذاك والقائد الأعلى لإيران، عند سفره مرارا إلى جبهات القتال وزيارته فرقة قآني.
صعود سريع
صعد قآني لقيادة «نصر 5»، ثم تولى رئاسة فرقة «الإمام الرضا 21». وبعد حرب إيران والعراق، تم تعيينه نائبا لقسم القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني في مشهد.
كتب الخبير في شؤون إيران علي الفونح أنه «يمكن للمرء أن يفترض بأمان أن قآني متورط في قمع الاحتجاجات الشعبية التي حدثت في مشهد عام 1992. ومن المحتمل أيضا أن يكون متورطا في عمليات الحرس الثوري الإيراني مع عصابات المخدرات التي تتسلل إلى مقاطعة خراسان من أفغانستان، وفي دعم الحرس الثوري لتحالف الشمالي ضد طالبان في أواخر التسعينات»، حيث دعمت إيران التحالف لمواجهة الهيمنة المتزايدة لطالبان، وزار قآني طاجيكستان مرارا وتكرارا، حيث تم التعامل مع مقاتلي التحالف الذين تلقوا شحنات أسلحة من داعمين خارجيين.
وأضاف الفونح «يبدو أن قآني سافر إلى أفغانستان لإقامة وجود هناك. هذا صحيح بشكل خاص بعد سيطرة طالبان على كابول»، في ذلك الوقت، تمت تسمية قآني نائبا لقاسم سليماني.
هل يلقى قآني مصير سليماني؟
ووفقا لتقرير «متحدون ضد إيران»، سيتعين على الحرس الثوري أن يقرر كيفية الانتقام من الولايات المتحدة في اغتيال سليماني، حيث وعد قآني بسفك الدماء الأمريكية، قائلا «نقول للجميع، اصبروا وشاهدوا جثث الأمريكيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط».
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم 23 يناير أنه «إذا اتبع قآني مسارا مشابها لقتل الأمريكيين، فإنه سوف يلقى مصير سليماني نفسه».
يمكن لقآني أن يبرر الامتناع عن المزيد من الهجمات الفتاكة كخطوة موقتة وتكتيكية، لكن ضبط النفس الطويل يمكن أن يثبت أن الولايات المتحدة نجحت في ردع إيران بقتل سليماني.
لن يتمكن المسؤول الجديد من اتخاذ قراراته بشكل مستقل، ولا شك أن فصائل النظام الأخرى ستسعى للاستفادة من خسارة سليماني، وملء أي فراغ في القوة على حساب الحرس الثوري، ويمكن لعلاقاته الطويلة مع خامنئي أن تمنحه حرية كبيرة في العمل، ولكن ربما ليس بقدر ما كان يتمتع به سلفه.
تم بناء قوة سليماني واستقلاله الذاتي من خلال النهوض بنجاح بمصالح طهران لأكثر من عقدين، ومع اشتداد حدة الحرب بين الولايات المتحدة وإيران كما كانت منذ عقود، من المرجح أن يحاول قآني تنمية سلطته ببطء وصبر، بينما يحاول في الوقت نفسه درء الموت على أيدي أمريكا.
ورغم أن هناك معلومات متفرقة متاحة للجمهور عن حياة قآني، خاصة سنواته الأولى، فقد كشف تقرير «متحدون ضد إيران» أن البيان الغامض الذي قدمه به المرشد الأعلى علي خامنئي يكشف المزيد من النوايا الشريرة التي ستشهدها المنطقة في الفترة المقبلة، والكثير من دول العالم.
وصف خامنئي قآني الذي قمع الاحتجاجات الشعبية وارتبط بعصابات المخدرات بأنه «من أبرز القادة في الدفاع المقدس»، لكن شخصيته التي ظهر بها على مدار الشهور الماضية تؤكد أنه يفتقد الكثير من الكاريزما التي كان يتمتع بها سليماني.
الرئيس التنفيذي للشر
في 1997 عين رحيم صفوي قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لقيادة فيلق القدس، ليصبح صاحب الكلمة العليا في السيطرة على وكلاء الشر التابعين لإيران في المنطقة، وجعل قآني نائبا له، وبقي الاثنان في هذين الموقعين حتى قتلت الولايات المتحدة سليماني بداية عام 2020.
تمتع سليماني بشخصية قيادية لافتة، وشغل قآني منصب الرئيس التنفيذي للعمليات بحكم الواقع في الحرس الثوري، وقسم الاثنان أيضا مناطق عمليات الحرس الثوري، مع تركيز سليماني على دول تقع غرب إيران، بينما غطى قآني أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى.
وفي عام 1998، أقنع قآني النظام الإيراني بعدم ضرب طالبان عسكريا بعد أن هاجمت الأخيرة القنصلية الإيرانية في مزار شريف، مما أسفر عن مقتل تسعة دبلوماسيين، وأدخل المجتمعات الشيعية في أفغانستان إلى دائرة نفوذ إيران، وقام بتلقين وتدريب ونشر الشيعة الأفغان للمحاربة في معارك إيران في الخارج. وساعد في تشكيل ميليشيات شيعية أفغانية، (لواء الفاطميون)، والتي تم نشرها في سوريا للقتال إلى جانب قوات الدكتاتور بشار الأسد، وكان قآني أول مسؤول إيراني في عام 2012 يعترف بأن لإيران وجودا مسلحا في سوريا، مدعيا «منع وقوع مذابح كبيرة».
قائمة الإرهاب
أكدت الحكومة الأمريكية أن قآني يمارس سلطة أكبر. وفي عام 2012، وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات للعناصر الإرهابية، مشيرة إلى أنه أشرف على «المدفوعات المالية للحرس الثوري، لعناصر الحرس، بما في ذلك عناصر في أفريقيا، وكذلك لمختلف الجماعات الإرهابية، بما في ذلك حزب الله».
وشارك في «الرقابة المالية» على «شحنة أسلحة لمؤسسة قطر كانت مخصصة لغامبيا»، وتضمنت الشحنة 240 طنا من الذخيرة، بحسب لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة. وفي عام 2009، رافق قائد فيلق القدس الجديد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، في رئاسة وفد حكومي رسمي إلى البرازيل وبوليفيا وفنزويلا والسنغال.
اعتراف صارخ
عند تعيين قآني خلفا لسليماني كقائد لفيلق القدس، قال المرشد الأعلى خامنئي إن برنامج القوة «لن يتغير منذ عهد سلف قآني»، بيان المرشد الأعلى الغامض غير مفاجئ ويمكن تصديقه، حيث سيستمر النظام في استخدام الحرس الثوري لإظهار القوة في المنطقة والعالم.
وفي حين تميز سليماني بشخصية قوية، اتبع قآني نهجا بسيطا، وبات واضحا أنه سيستمر في العمل بهدوء، حيث يفتقر إلى المغناطيسية الطبيعية لسليماني. ومع ذلك، يمكن أن يحاول إظهار المزيد من الجاذبية من أجل بناء الثقة وإلهام الولاء بين صفوف أتباعه.
ومن المرجح أن يحافظ قآني على العلاقات الحميمة للحرس الثوري مع الميليشيات الأجنبية الحليفة، حيث تحدث في مؤتمره الصحفي الأول كقائد، وهو تحيط به أعلام الجماعات الشيعية المسلحة المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله والفاطميون، علما بأن حتى سليماني لم يظهر أبدا بشكل صارخ مدى قرب إيران من تلك المنظمات.
وبالنظر إلى تركيز قآني منذ فترة طويلة على جنوب ووسط آسيا، يتساءل المراقبون عما إذا كان سيوجه المزيد من موارد الحرس الثوري إلى شرق إيران، مع تظاهر الآلاف من اللبنانيين والعراقيين ضد التدخل الإيراني في بلديهما، وسيتعين عليه الاختيار بين مضاعفة الانخفاض ومواصلة محاولة سحق الاحتجاجات أو قضاء المزيد من الوقت في زيادة الهيمنة الإيرانية في مكان آخر، خاصة مع سعي إدارة ترمب لإنهاء وجودها العسكري بسرعة في أفغانستان.
نشأة قآني
ولد في مدينة مشهد عام 1957 في منطقة خراسان شمال شرق إيران.
لم يلعب دورا مهما في الثورة الإسلامية عام 1979، على عكس عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.
انضم إلى الحرس الثوري الإيراني عام 1980.
رفاق حرب
تدرب في البداية بحامية الحرس الثوري الإيراني في طهران، وساعد في تشكيل فرقة «نصر 5»، ومقرها مشهد، واتبع زملاءه قادة الوحدة، وبينهم رئيس بلدية طهران المستقبلية محمد باقر قاليباف، ونور علي ششتاري، الذي أصبح قائدا بارزا في الحرس الثوري، وقتل في تفجير انتحاري عام 2009. وبحسب رويترز ذكر قآني أنه تم توزيعه في إقليم كردستان إيران لسحق الانفصاليين الأكراد، وبعد أشهر عدة من تجنيده اندلعت الحرب الإيرانية العراقية (1980-1988)، وتم نقل وحدته إلى الأهواز في جنوب غرب إيران للقتال ضد العراقيين، والتقى هناك برئيسه قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس الذي قتل في غارة أمريكية. وأشار في حوار إعلامي عام 2015 إلى أن صداقته مع سليماني توطدت في الحرب، قائلا «نحن رفاق حرب، والحرب هي التي جعلتنا أصدقاء، أولئك الذين أصبحوا أصدقاء في أوقات الشدة لديهم علاقات أعمق وأكثر ديمومة من أولئك الذين أصبحوا أصدقاء فقط لأنهم أصدقاء في الجوار»، كما تعرّف قآني على آية الله علي خامنئي الرئيس آنذاك والقائد الأعلى لإيران، عند سفره مرارا إلى جبهات القتال وزيارته فرقة قآني.
صعود سريع
صعد قآني لقيادة «نصر 5»، ثم تولى رئاسة فرقة «الإمام الرضا 21». وبعد حرب إيران والعراق، تم تعيينه نائبا لقسم القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني في مشهد.
كتب الخبير في شؤون إيران علي الفونح أنه «يمكن للمرء أن يفترض بأمان أن قآني متورط في قمع الاحتجاجات الشعبية التي حدثت في مشهد عام 1992. ومن المحتمل أيضا أن يكون متورطا في عمليات الحرس الثوري الإيراني مع عصابات المخدرات التي تتسلل إلى مقاطعة خراسان من أفغانستان، وفي دعم الحرس الثوري لتحالف الشمالي ضد طالبان في أواخر التسعينات»، حيث دعمت إيران التحالف لمواجهة الهيمنة المتزايدة لطالبان، وزار قآني طاجيكستان مرارا وتكرارا، حيث تم التعامل مع مقاتلي التحالف الذين تلقوا شحنات أسلحة من داعمين خارجيين.
وأضاف الفونح «يبدو أن قآني سافر إلى أفغانستان لإقامة وجود هناك. هذا صحيح بشكل خاص بعد سيطرة طالبان على كابول»، في ذلك الوقت، تمت تسمية قآني نائبا لقاسم سليماني.
هل يلقى قآني مصير سليماني؟
ووفقا لتقرير «متحدون ضد إيران»، سيتعين على الحرس الثوري أن يقرر كيفية الانتقام من الولايات المتحدة في اغتيال سليماني، حيث وعد قآني بسفك الدماء الأمريكية، قائلا «نقول للجميع، اصبروا وشاهدوا جثث الأمريكيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط».
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم 23 يناير أنه «إذا اتبع قآني مسارا مشابها لقتل الأمريكيين، فإنه سوف يلقى مصير سليماني نفسه».
يمكن لقآني أن يبرر الامتناع عن المزيد من الهجمات الفتاكة كخطوة موقتة وتكتيكية، لكن ضبط النفس الطويل يمكن أن يثبت أن الولايات المتحدة نجحت في ردع إيران بقتل سليماني.
لن يتمكن المسؤول الجديد من اتخاذ قراراته بشكل مستقل، ولا شك أن فصائل النظام الأخرى ستسعى للاستفادة من خسارة سليماني، وملء أي فراغ في القوة على حساب الحرس الثوري، ويمكن لعلاقاته الطويلة مع خامنئي أن تمنحه حرية كبيرة في العمل، ولكن ربما ليس بقدر ما كان يتمتع به سلفه.
تم بناء قوة سليماني واستقلاله الذاتي من خلال النهوض بنجاح بمصالح طهران لأكثر من عقدين، ومع اشتداد حدة الحرب بين الولايات المتحدة وإيران كما كانت منذ عقود، من المرجح أن يحاول قآني تنمية سلطته ببطء وصبر، بينما يحاول في الوقت نفسه درء الموت على أيدي أمريكا.