الرأي

التحول إلى بعوض

مانع اليامي
قد تبدو حشرة البعوض صغيرة بمعنى ضئيلة الحجم، غير أن لدغة منها تترك أثرها المرضي المميت في بعض الأحيان، والأهم أن البعوض نفسه ينقل أخطر الأمراض المهددة لحياة الإنسان وينشرها سريعا عبر طفيليات، والملاريا خير مثال ومعها حمى الضنك وهي عدوى فيروسية ينقلها البعوض حسبما تؤكده المراجع الموثوقة، البعوض أيضا مسؤول عن توليد الحمى الصفراء وفيروس زيكا الذي يتنقل عبر البعوض ضئيل الحجم بحسب منظمة الصحة العالمية.

عموما يموت آلاف البشر سنويا بأسباب هذا البعوض الصغير حجما الكبير خبثا، وتبذل الحكومات كثيرا من الجهود لمكافحته والوقاية من شره. في المقابل يصادف الراصد في الواقع المعيش ما يشير إلى وجود تقاطع كبير مع البعوض في كينونته وسلوكياته الغادرة وسوء مآلات أفعاله، ثمة قلة قليلة من ضعفاء النفوس يمثلون البعوض على الأرض، ينقلون الأخبار السيئة ويجملونها بمساحات الاستفهام المفتوحة على تحريك الفتن.

بعضهم يحركون الكراهية بين الناس بأساليب ملتوية، وأحيانا يتلبسون المظلومية وكأنهم الأنقى والأتقى، ويبقى الفرق فقط في الحجم، البعوض ضئيل الحجم والآخر أي الصنف البشري المعني بالحديث منفوخ أو منتفخ، لا تهم الفروقات الشكلية طالما أن النتائج في مجملها تجتمع على علة وعورة.

لمهم كيف يمكن مكافحة عمليات تحول البعض إلى بعوض؟ وما هي أقصر الطرق للوقاية من هذا التحول المزعج والحد من تمدده وقد اختل المجتمع.

الشاهد على أي حال هو أن الحكومات استطاعت وما زالت تكافح البعوض، وتبذل الجهود للسيطرة على سوء مخرجات هذه الحشرة التي تنقل الأمراض بالعدوى المؤثرة على صحة الإنسان حد الوفاة.

اجتماعيا، الناس يعرفون في المجمل سوء عمل البعوض - الأصل - والغالبية لا شك يملكون القدرة على تلمس أعراض الأمراض المنقولة بواسطته، وبقي أن ينتبه المجتمع ويحمي نفسه عبر تعزيز خاصية الفطنة للوقاية من سوء أعمال البعوض البشري، الفئة المحصورة في ضعاف النفوس الذين نزلوا بأساليبهم وسلوكياتهم إلى مستوى هذه الحشرة التي تتجول بين البشر بالعدوى المرضية الحادة.

باختصار المجتمع الذي تنشأ فيه عمليات التحول من هذا النوع في غير مأمن من الخصومات والفرقة والتآكل في النهاية، وهنا تكمن أشد أنواع الخطورة.

ختاما، كل السوء في المجاملات والعلة كل العلة في الآذان المفتوحة، والعاقل خصيم نفسه. أنتهي هنا وبكم يتجدد اللقاء.

alyamimanae@gmail.com