تأسرنا الحياة.. لكن يحررنا رمضان
الاحد / 3 / رمضان / 1441 هـ - 04:30 - الاحد 26 أبريل 2020 04:30
أظلنا رمضان من جديد، فالحمد لله الذي بلغنا إياه، شهر لطالما أحببناه، وبالترحاب استقبلناه أعواما بعد أعوام. ليس شهرا نعود فيه فقط إلى سكينة قد نفتقدها في بقية الشهور، ولكنه شهر نراه مخزن لأجمل ذكريات الطفولة والصبا، فرمضان، هذا الشهر الكريم الفضيل، الذي أنعم الله به علينا، وأهدانا إياه كأجمل ما تكون الهدايا، وكأعطر ما تكون الهبات، يحمل في نفوسنا عبق لحظات نفتقدها أكثر وأكثر كلما كبرنا.
وكلما مر بنا قطار العمر السريع، فإننا نشعر أننا في رمضان بالذات، نتوقف مطولا أمام مسيرة الحياة، ورحلة الدهر، وكأن رمضان جاء أيضا ليحيي في نفوسنا الحنين إلى كل جميل، وليحيلنا إلى معان لا غنى عنها في سياق تنقلنا من مرحلة إلى أخرى، ومن حياة إلى حياة، معان تستجلب في ضمائرنا ما نرى افتقار مجتمعاتنا إليه اليوم، حيث قل التلاحم بين كثير من الناس، وغابت عن ساحات بيوتنا المتواضعة طَرَقاتُ التراحم على الأبواب، وزياراتُ الفجأة الجميلة، وأمسيات البساطة البريئة، والمقام هنا مقام استدعاء لتلك الحالات، لا مقام تقريع على ما افتقدناه وفات، فهل نفتح قلوبنا من جديد لبعضنا البعض؟ وهل نفتح نوافذنا من جديد لنستمع لبعضنا البعض بحب أكبر؟ وهل نشرع عقولنا مجددا كما كانت لتتفهم العثرات وتتجاوز عن الثغرات، ولندرك من خلالها أن ما مضى قد مضى، وأن المهم فيما هو أمامنا؟
رمضان، صوم عن الطعام والشراب والذنوب والمعاصي، ولكنه أيضا إفطار لكل ما حرمنا منه أنفسنا قبله، فلنفطر محبة فيه، ولنفطر سكينة، ومودة، ورحمة، وعونا، ورأفة، فنصوم عن متع جسدية امتثالا لأمر ربنا، ولنكثر من تناول كل المتع الفاضلة ونتوقف عن الصوم عنها، امتثالا أيضا لأمر ربنا.
في رمضان، لا تتوقفوا عن حب بعضكم البعض، لا تتوقفوا عن تذكر أيامكم الجميلة مع بعضكم البعض. دعونا نستخدم في رمضان كل جرعات إنسانيتنا دون أن نبخل على أنفسنا ومن هم حولنا بشيء منها، فلنستهلك كل معاني الرحمة والتواد والتناغم فهي جميعها هبات من الله لم يعطنا إياها لنلقي بها مهملة في ركن مهجور داخل أرواحنا، ولنستهلك في رمضان كل فرص التآخي التي لطالما لم نحسن إدارتها، ولنستدع كل تلك الصعقات الحسية التي نحتاجها لتوقظنا من نوم وغيبوبة المشاعر تجاه أقرب الناس إلينا، وليكن رمضان خارطة طريق لبقية العام كما كان دوما، وليكن رمضان خلاصنا السنوي الذي لطالما كان مخرجا لنا من سكة القطار السريع التي نمشي عليها دون قدرة منا على الخروج منها، فالحياة تأسرنا ورمضان يحررنا.
وكلما مر بنا قطار العمر السريع، فإننا نشعر أننا في رمضان بالذات، نتوقف مطولا أمام مسيرة الحياة، ورحلة الدهر، وكأن رمضان جاء أيضا ليحيي في نفوسنا الحنين إلى كل جميل، وليحيلنا إلى معان لا غنى عنها في سياق تنقلنا من مرحلة إلى أخرى، ومن حياة إلى حياة، معان تستجلب في ضمائرنا ما نرى افتقار مجتمعاتنا إليه اليوم، حيث قل التلاحم بين كثير من الناس، وغابت عن ساحات بيوتنا المتواضعة طَرَقاتُ التراحم على الأبواب، وزياراتُ الفجأة الجميلة، وأمسيات البساطة البريئة، والمقام هنا مقام استدعاء لتلك الحالات، لا مقام تقريع على ما افتقدناه وفات، فهل نفتح قلوبنا من جديد لبعضنا البعض؟ وهل نفتح نوافذنا من جديد لنستمع لبعضنا البعض بحب أكبر؟ وهل نشرع عقولنا مجددا كما كانت لتتفهم العثرات وتتجاوز عن الثغرات، ولندرك من خلالها أن ما مضى قد مضى، وأن المهم فيما هو أمامنا؟
رمضان، صوم عن الطعام والشراب والذنوب والمعاصي، ولكنه أيضا إفطار لكل ما حرمنا منه أنفسنا قبله، فلنفطر محبة فيه، ولنفطر سكينة، ومودة، ورحمة، وعونا، ورأفة، فنصوم عن متع جسدية امتثالا لأمر ربنا، ولنكثر من تناول كل المتع الفاضلة ونتوقف عن الصوم عنها، امتثالا أيضا لأمر ربنا.
في رمضان، لا تتوقفوا عن حب بعضكم البعض، لا تتوقفوا عن تذكر أيامكم الجميلة مع بعضكم البعض. دعونا نستخدم في رمضان كل جرعات إنسانيتنا دون أن نبخل على أنفسنا ومن هم حولنا بشيء منها، فلنستهلك كل معاني الرحمة والتواد والتناغم فهي جميعها هبات من الله لم يعطنا إياها لنلقي بها مهملة في ركن مهجور داخل أرواحنا، ولنستهلك في رمضان كل فرص التآخي التي لطالما لم نحسن إدارتها، ولنستدع كل تلك الصعقات الحسية التي نحتاجها لتوقظنا من نوم وغيبوبة المشاعر تجاه أقرب الناس إلينا، وليكن رمضان خارطة طريق لبقية العام كما كان دوما، وليكن رمضان خلاصنا السنوي الذي لطالما كان مخرجا لنا من سكة القطار السريع التي نمشي عليها دون قدرة منا على الخروج منها، فالحياة تأسرنا ورمضان يحررنا.