تفاعل

رمضان هذا العام!

منصور الشلاقي
هل علينا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، هل علينا شهر رمضان المبارك الذي يتميز عن سائر شهور السنة بقراءة القراءة الكريم، وصلاتي التراويح في ليالي رمضان، والقيام في الأيام العشرة الأخيرة منه، مما يكسب هذا الشهر الفضيل روحانية خاصة، وشعور إيماني بالارتياح والسكينة والطمأنينة طيلة أيامه المباركة.

وفي كل عام يستقبل المسلمون في شتى بقاع الأرض، وهنا في بلاد الحرمين الشريفين تحديدا هذا الشهر استقبال المتلهف المشتاق، ويستعدون له مبكرا وهم يدعون الله أن يبلغهم صيامه وقيامه مرددين "اللهم بلغنا شهر رمضان"، ففيه أنزل القرآن الكريم، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، ومنه يتعلم المسلم الصبر والجلادة في صيام نهاره وقيام لياليه مع كل الظروف والأجواء المناخية المتغيرة في كل بلدان العالم الإسلامي، ولكن سرعان ما تنقضي أيامه ولياليه، ويودعونه بالحسرة والألم حزنا على انقضائه وفراقه بكل ما فيه من عبادات وطاعات وزيارات للأقارب.

وفي هذا العام يهل علينا شهر رمضان المبارك مختلفا تماما عن كل السنين الماضية، ليس في توقيته، وإنما بسبب جائحة كوفيد 19 (كورونا) التي لم تترك بلدا عربيا أو أجنبيا إلا وغزته بفيروسها الخطير – حمانا الله وإياكم جميعا منه – وتسببت في إغلاق المساجد والجوامع، وعطلت المصالح الحكومية والأهلية، ولذلك سنفتقد كمسلمين في هذه الليالي المباركة صلاة التراويح جماعة في المساجد والتي هي روحانية الشهر الفضيل وأبرز ما يميزه، سنفتقدها مجبرين لا مخيرين بسبب الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل الأجهزة المعنية لمكافحة ومجابهة فايروس كورونا، منعا للاختلاط والاحتكاك بين الناس حفاظا على سلامتهم وسلامة أسرهم والمجتمع بشكل عام.

وفي حال استمر هذا الفيروس الخطير سنفتقد أيضا فضل ولذة صلاة القيام جماعة في العشر الأخيرة من الشهر الفضيل، وسنكون أكثر حزنا وألما لأننا لم نعتد على ذلك، ولم نكن نتوقع يوما ما، أن نفقد روحانية شهر رمضان ونعتزل المساجد فيه، ولكن هذه إجراءات احترازية اتخذت للمصلحة العامة، وهي توجيهات القيادة الرشيدة وفقها الله من واجبنا، وطاعة لولي أمرنا حفظه الله، الالتزام فيها دون مخالفة أو تذمر حتى تعود الحياة لطبيعتها عما قريب، فلكل أزمة انفراج بإذن الله. ولا نملك إلا أن نتضرع إلى الله في هذه الأيام المباركة أن يزيل الغمة عن بلاد المسلمين، وأن ينتهي خطر هذا الوباء عاجلا، حفظ الله بلدنا قيادة وشعبا من كل سوء.