الصيام في مواجهة الاستهلاك
الاحد / 3 / رمضان / 1441 هـ - 02:45 - الاحد 26 أبريل 2020 02:45
كثيرة هي إشكالات الإنسان المعاصر، المتعلقة بشكل مباشر بأنماط السلوك وأشكال التعاطي مع الحياة، والتي تتشكل وفق صياغات متعددة، يجمعها الأساس النفعي والرؤية المادية.
وأحد تلك الإشكالات الظاهرة وبصبغة بالغة في التطرف والشذوذ، ذلك النزوع الحاد نحو الاستهلاك الذي يسميه البعض (بالسعار الاستهلاكي)، والذي هو في نظري أحد أهم المآزق الجوهرية والسلوكية الناجمة عن التبلور المفاهيمي للإنسان المعاصر.
لم يعد الكفاف في المعايش الضرورية والحاجية، بل حتى الكمالية سقفا صلبا، وحدا فاصلا للدعوة الاستهلاكية، بل لم يعد التعامل مع قانون العرض والطلب متكئا على أي مسوغ معتبر في كثير من الأحيان سوى الرغبة الملحة في الشراء، حتى لو كانت السلعة المشتراة لا تشكل أي إضافة إيجابية، بل لربما تكون سلبية في بعض الأحيان، ولا يخفى حضور العامل الرأسمالي في تكوين العقيدة الاستهلاكي من خلال عديد من المنافذ والقنوات التي يتسرب منها أثره الفاعل إلى اللا واعي، فيعيد صياغته طبقا للأسباب اقتصادية في المقام الأول.
في هذا الجو المحموم يأتي الصيام الذي هو شعيرة ركنية في التشريع الإسلامي التعبدي، إلا أنه في نفس الوقت خط مقاومة صالح لمواجهة الامتداد الاستهلاكي المتغول، ولا يقتصر أثر الصيام على معالجة واقع المسلم من خلال التخفيف من الأعباء الاقتصادية، أو الصحية، أو غيرها، مما هو ظاهر في مقدمة المقاصد الصيامية، بل إن أثر معالجته يمتد إلى تحرير إرادة المرء من المحددات القسرية التي فرضتها العوامل الخارجة عنها، وإعادتها إلى الارتكاز على اعتبارات إنسانية صرفة فيما يتعلق بالاستهلاك على وجه الخصوص، بحيث يحقق المرء حريته الكاملة، ويعبر عنها في إطار من التفرد الإنساني الذي اختصه الله به، وفي ذلك يقول الدكتور علي عزت بيغوفيتش 'الصيام هو أعلى تعبير عن الإرادة، أي فعل الحرية، فالإنسان والحيوان يأكلان ويتغذيان لكن الإنسان وحده يستطيع الصيام'.
وأحد تلك الإشكالات الظاهرة وبصبغة بالغة في التطرف والشذوذ، ذلك النزوع الحاد نحو الاستهلاك الذي يسميه البعض (بالسعار الاستهلاكي)، والذي هو في نظري أحد أهم المآزق الجوهرية والسلوكية الناجمة عن التبلور المفاهيمي للإنسان المعاصر.
لم يعد الكفاف في المعايش الضرورية والحاجية، بل حتى الكمالية سقفا صلبا، وحدا فاصلا للدعوة الاستهلاكية، بل لم يعد التعامل مع قانون العرض والطلب متكئا على أي مسوغ معتبر في كثير من الأحيان سوى الرغبة الملحة في الشراء، حتى لو كانت السلعة المشتراة لا تشكل أي إضافة إيجابية، بل لربما تكون سلبية في بعض الأحيان، ولا يخفى حضور العامل الرأسمالي في تكوين العقيدة الاستهلاكي من خلال عديد من المنافذ والقنوات التي يتسرب منها أثره الفاعل إلى اللا واعي، فيعيد صياغته طبقا للأسباب اقتصادية في المقام الأول.
في هذا الجو المحموم يأتي الصيام الذي هو شعيرة ركنية في التشريع الإسلامي التعبدي، إلا أنه في نفس الوقت خط مقاومة صالح لمواجهة الامتداد الاستهلاكي المتغول، ولا يقتصر أثر الصيام على معالجة واقع المسلم من خلال التخفيف من الأعباء الاقتصادية، أو الصحية، أو غيرها، مما هو ظاهر في مقدمة المقاصد الصيامية، بل إن أثر معالجته يمتد إلى تحرير إرادة المرء من المحددات القسرية التي فرضتها العوامل الخارجة عنها، وإعادتها إلى الارتكاز على اعتبارات إنسانية صرفة فيما يتعلق بالاستهلاك على وجه الخصوص، بحيث يحقق المرء حريته الكاملة، ويعبر عنها في إطار من التفرد الإنساني الذي اختصه الله به، وفي ذلك يقول الدكتور علي عزت بيغوفيتش 'الصيام هو أعلى تعبير عن الإرادة، أي فعل الحرية، فالإنسان والحيوان يأكلان ويتغذيان لكن الإنسان وحده يستطيع الصيام'.