تفاعل

رسول الله في بيتي!

إياد الكندي
لم أرك بعد أيها النبي الكريم. لم أرك يا حبيب الله. لم أسمع صوتك يوما، ولم أتحدث إليك قط يا سيدي ومرشدي ومعلمي، ولكنني أحبك حبا جما. أحببت سيرتك العطرة وهديك أيها المصطفى.

يفصلني عنك يا نبي الله 14 قرنا وأربعة عقود وعام. تفصلني عنك أزمان ودول ورجال، تقلبت فيها الدنيا كثيرا بين صعود وهبوط.

أحتاج إليك يا معلمي لأرى طريقي بوضوح. لدي كثير من الأسئلة، وأريد أن توجهني إلى الطريق الصحيح.

أريدك يا رسول الله أن تتفقد صفوفنا كما كنت تفعل في عهدك، وأن تكزني في بطني كما وكزت سواد يوم بدر لأعانقك وأقبل يدك الشريفة الطاهرة.

أريدك أن تبشرني وتحفزني وترفع من معنوياتي كما كنت تفعل مع أصحابك رضي الله عنهم.

أريد أن أراك تشرب بيمناك، وأراك وأنت تميط الأذى عن الطريق، وتعفو وتصفح عمن أساء إليك.

أريد أن أسألك عن الزهد، وكيف لم تغرك أموال الدنيا وجاهها وسلطانها، وكيف غادرت الدنيا ولم تترك فيها إلا البغلة البيضاء، وسلاحك، وأرض خيبر! تلك التي جعلتها صدقة جارية لابن السبيل.

أريد أن تعلمني الإيثار، بمعناه الحقيقي، والصدقة، والحب في الله دون قيود ولا شروط ولا مقابل.

أريد أن أربط على بطني، وأن أحافظ على موارد الدنيا التي أرهقناها بإسرافنا وترفنا وتسلطنا.

أريد أن أعيش عطفك ولطفك بالصغار والكبار والمرضى والمساكين والمستضعفين.

أريد أن توبخني وترشدني وتهذبني في تعاملي مع النساء. أريد أن يسمع العالم أجمع قولك "رفقا بالقوارير".

أريد أن أصلي خلفك وأستمع وأستمتع بتلاوتك.. فما زال قلبي يحزنني كلما استذكرت قصة ليلتك الأخيرة عندما كشفت ستار حجرة عائشة ونظرت إلى المصلين خلف أبوبكر وابتسمت لهم.. استبشروا واستبشرت أنا معهم بأنك ستصلي بهم، لكنك أشرت إليهم بأن يتموا صلاتهم ودخلت الحجرة وأرخيت الستار. ولم تُصلِّ بالمسلمين بعدها.

أعود الآن إلى الواقع إلى بيتي وتاريخ اليوم، وأوصي نفسي والمسلمين بأن نستقبل رمضان كما لو كنت بيننا يا حبيبي يا محمد بن عبدالله.