الرأي

مختصر الأسبوع (24.4.20)

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
... ثم أهل علينا هذا الشهر الكريم علينا ونحن صائمون عن ممارسة الحياة التي اعتدناها، سيكون شهرا مختلفا عن كل رمضان سابق، ولعلها فرصة سانحة لنضيف شيئا على الأشياء التي سنمتنع عنها في هذا الشهر، أتمنى أن نجرب الصيام عن خلق وترويج الشائعات على سبيل التجربة، ومن يدري، ربما تكون أفضل تجاربنا على الإطلاق ونكتشف أن الحياة ممكنة دون الحاجة إلى تصديق كل شيء.

ثم إن هذا ملخص ما كتبته في أسبوع مضى :

• ما يهمني كمتابع يبحث عن المتعة أن « أم القلايد» ببساطة العمل السعودي الوحيد الذي أشاهد حلقة منه وأنتظر الأخرى، وأشارك الممثلين تساؤلاتهم وأخمن الحلول وأتوقع المشاكل. أن أنسى أثناء مشاهدة العمل أن الذين أشاهدهم ممثلون يؤدون أدورا مكتوبة، أن تضحكني المواقف المضحكة وليس أداء الممثل المبالغ فيه. أن أضحك منه وليس عليه، هذا ببساطة ما أريده من أي عمل حتى لو تم تصويره بكاميرا جوال غبي. وهذا ما قدمه لي هذا العمل.

• حين اكتشف الإنسان السرقة للمرة الأولى ـ لا أعلم من هو صاحب براءة الاختراع ـ كان يجد فيها حلا صعبا ومحتقرا لمقاومة الموت، سرق في المرة الأولى ليعيش، ثم تخلى المعدمون عن هذه العادة تدريجيا حين أصبحت السرقة ترتكب من أجل الثراء. وأصحبت عادة للأثرياء والمتنفذين والذين لا يخشون الموت جوعا. أي أنه يمكن القول إن لصوص اليوم سرقوا حتى المهنة من أصحابها الأصليين. الذين كانوا يسرقون ليأكلوا ويعيشوا، وأصبحت المهنة في يد من يسرق حتى لا يأكل ولا يعيش أحد سواه.

• من يتلاعب في مناقصة أو يحتكر سلعة في وقت الأزمات، أو يستغل منصبه في التكسب منه أكثر إجراما ووضاعة ممن يقتحم منزلا أو يسرق محفظة في مكان عام، لأنه سرق من غير حاجة أولا، وثانيا لأن أداته في ممارسة لصوصيته كانت «الثقة» لأنه بالإضافة إلى أنه لص فهو خائن لثقة من اعتقد أنه مأمون على ما تستطيع يداه أن تصله من «أموال الناس».

• ربما لا أفهم كثيرا ـ ولا قليلا ـ في أمور الاقتصاد والمال والأعمال، لكن لدي حد أدنى من فهم عقلية المصابين بفيروس الحقد الدفين وفيروس الحسد المستجد، وأعرف الخريطة الوراثية لهذين الفيروسين العريقين وأستطيع مشاركتها مع بقية المعامل التي تبحث عن لقاح لهما.

• ولذلك فإني لم أستغرب حفلة الشماتة التي أبداها بعض «الأشقاء العرب» بعد هبوط أسعار النفط، مع أن كثيرا من الشامتين استفادوا من هذا النفط أكثر مما استفاد منه أهله الأصليون، ولكن بحكم معرفتي بالخريطة الوراثية لم يفاجئني الأمر، لأن من أعراض الإصابة بهذين الفيروسين أو أحدهما أن المصاب يتمنى زوال النعمة عن غيره أكثر مما يتمنى الخير لنفسه.

• أتمنى السلامة للجميع، وأن تمر هذه الأزمة بسلام، والأهم من كل هذا أن تتغير طريقة تفكيرنا في منازلنا لتكون أكثر راحة وسلامة وأمنا، وأن لا تكون هذه الأفكار موقتة ثم ننساها بعد أن نعبر إلى الضفة الأخرى، ونعود كما كنا، نعتبر المنازل مخصصة للضيوف فقط، وننظر إلى وسائل السلامة كترف لا مبرر له.

agrni@