الرأي

عين الكاميرا.. محور الحدث

محمد العطية
إن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) لبناء مدن أكثر ذكاء واستدامة (Smart City) سوف يحسن من جودة الحياة والخدمات الأمنية، الصحية، التعليمية، البيئية، النقل الذكي، الشبكات الذكية، إدارة الأصول الذكية، وسوف تدعم شبكة الجيل الخامس (5G) وتقنية انترنت كل شيء (Internet Everything) والذكاء الاصطناعي (AI) تطور المدن الذكية الرقمية المستمر.

ولعل عين الكاميرا سوف تصبح محور الحدث، فهنالك مدن عالمية مثل لندن وطوكيو بها مئات الآلاف من أنظمة المراقبة بالكاميرات (Surveillance System) تدار عن بعد من خلال مراكز تشغيل ذكية.

كما أن استخدام نظام المراقبة بواسطة الكاميرا من قبل أصحاب المنازل والأصول الخاصة في تنام مستمر، لما يوفر هذا النظام من حماية لهذه الأصول، بل إن القطاع الخاص المرخص قد يوفر مراكز تشغيل على مدار الساعة لتقديم خدمة مدفوعة لمن يرغب التدخل السريع لأي إنذار يصدر من أنظمة المراقبة، والتي يمكن تكاملها (Integration) مع أنظمة السلامة وإطفاء الحريق وإدارة المباني.

ولأن الحدث يحصل على مراحل عدة، فإن الكاميرا ترصد ما قبل الحدث (Proactive) وترافق حدوثه (Active) وترصد ردة الفعل (Reactive)، وبالتالي ترسم لنا عين الكاميرا سيناريو كاملا للحدث.

وبما أن الكاميرات نفسها أصبحت ذكية وذات دقة متناهية في التصوير (Giga pixel)، بحيث تستطيع قراءة بصمة الوجهة والتعرف على الشخصية (Face Recognition)والتعرف على أدق التفاصيل داخل الصورة وتخزن المعلومات على مدار الساعة وفي مختلف الظروف البيئية؛ فإن الذكاء الصناعي سوف يجعلنا نعالج ونحلل البيانات الضخمة (Big Data) التي ترصدها عين الكاميرا في المرافق والشوارع والأسواق والأماكن العامة والمنافذ، ونديرها بشكل ذكي يلبي متطلباتنا.

كما أن هذه الكاميرات سوف تتحرر من الثبات وتصبح متحركة وتركب على الطائرات المسيرة «الدرون» التي بها أجهزة استشعار لتجوب الشوارع والحارات والأماكن العامة، وتنقل الحدث التفاعلي (Interactive) صوتا وصورة إلى مراكز التشغيل الذكية. ولتقريب الصورة، تصور أن طائرة الدرون المجهزة سوف تعمل مثل عمل الدورية.

إن هذه المنظومة المترابطة من الكاميرات الثابتة والمتحركة وشبكات الجوال وتطبيقات التواصل الاجتماعي وأي تقنية رقمية أخرى، سوف تتكامل وتدار بذكاء اصطناعي، يجعلنا أكثر دقة في المعلومة في أي لحظة، وبالتالي أسرع في اتخاذ القرار الفوري المناسب.

وهنا يشار إلى أن جائحة كورونا جعلتنا نقيس درجة الحرارة بواسطة الكاميرا الحرارية المركبة على طائرة الدرون دون تدخل بشري، كذلك من الحلول التطبيقية للكاميرا الذكية المركبة على طائرة الدرون التي لا حصر لها (عند صدور التنظيم الرسمي) حلول الاستطلاع والمسح الميداني، ومباشرة الحوادث وإدارة الحشود (مثل الحج) والإسعاف وحماية البيئة، والزراعة وتفقد المشاريع التي تحت التنفيذ، وخدمات التوصيل والبريد، وهذا سيوفر موارد بشرية ومادية كبيرة مع فعالية وكفاءة عاليتين في الأداء في مختلف الظروف، وعلى مدار الساعة (24/7/365) وفي الوقت نفسه إضافة مستوى خدمة أعلى للمدن الرقمية الذكية، وسيختلف عالم الغد عن عالمنا اليوم.

@mattiah8