الرأي

الفرص والتحديات التعليمية في زمن كورونا

غدير مليباري
منذ بدء تحدي وباء كوفيد 19 للمملكة العربية السعودية، وازدياد خطره مع تفشيه وانتشاره سريعا بأعداد تتزايد يوميا، فُقدت السيطرة على اجتياحه للعالم، وأثر على مختلف مجالات الحياة حتى تعطلت عجلة التطوير الاقتصادي والتعليمي، وهذا التحدي فرض ظلاله على التعليم فأصبحت الحاجة التعليمية ملحة لإحداث بعض التغيير بالطريقة التعليمية للتكيف مع الظروف الجديدة، ودفع عجلة التعليم بعد تراجعها بسبب الوباء، فاتخذت حكومة المملكة تدابير مهمة تناسب هذا التوقيت الحرج، الذي فرض التباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كوفيد 19.

قررت الحكومة إغلاق جميع المدارس والجامعات لحين انحسار المرض، وأصبحت الفصول الافتراضية عبر الانترنت طوق نجاة لجميع المعنيين من معلمين وطلاب وأولياء أمور، لكي تستمر حركة التعليم عن بعد في جميع أنحاء المملكة لتظهر هذه التجربة الرائدة تطور وكفاءة نظام التعليم السعودي، هذه التجربة الرائدة أثبتت مواكبة المملكة للتحديث والتطوير العلمي، وأثبتت اﻷزمة الحالية نهجها التطوري للتكنولوجيا الحديثة، فهي سباقة بهذه التجربة التي أثبتت قدرة اﻹنسان على التكيف مع أي حدث أو تحد يقف بمسيرته، ويعود الفضل إلى هذا التطور إلى الإجراءات التي نفذتها الحكومة بتوجيه من ولي العهد محمد بن سلمان طبقا لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.

إن تجربة استخدام التكنولوجيا في فترة انتشار وباء كوفيد 19، فتحت آفاقا جديدة للاستفادة منها كطريقة تعليمية جديدة أثبتت جدارتها وقدرتها على إيصال المعلومة والرقي بالطريقة التعليمية حتى مع انحسار كوفيد 19، للاستفادة قدر اﻹمكان من مزايا الفصول الافتراضية وجعلها منهجا تعليميا كأحد تطبيقات التكنولوجيا في التعليم.

ومن تأثيراتها اﻹيجابية على الطلاب أن أصبحوا أكثر انفتاحا على فكرة التواصل والتفاعل من خلال تجربتي معهم بالفصول الافتراضية، وبرهنت قدرة اﻹنسان على مواكبة التطور، فالتعليم عبر هذه المنصات الالكترونية كان حافزا تشجيعيا للطلاب للتعلم، وفهم الأشياء من تلقاء أنفسهم، وأظهرت قدرة طلابنا على تحمل المسؤولية، وجعلهم أكثر حماسا لحضور حصصهم التعليمية، فخلقت هذه التجربة التعليمية بيئة جاذبة وممتعة للتعلم، فجمعت بين المعلومة ومتعة التعلم.

وهذا النوع من نظام التعليم الالكتروني يساهم بالتأكد في نجاح الرؤية المستقبلية 2030، ولعل أهم جوانبها اﻻرتقاء بطرق التدريس التي تخلق مبدعا من متعلم ذاتي يعتمد على بيئة جديدة خلاقة، يكون هو محورها تصل به للابتكار.

في النهاية اﻷزمات تصنع المعجزات والحاجة أم الاختراع، فأزمة هذا الوباء فرصة خلقت لتطبيق جميع هذه التغيرات الإيجابية للتعلم، التي هيأت طلابنا لمرحلة تعليمية فذة، تفجر طاقات الطالب ليكون هو محور العملية التعليمية، لتخلق منا عالما ومخترعا ومبدعا، لذلك علينا استغلال هذه الفرصة لنجعل التعلم عن بعد طريقة تعليمية مبتكرة وخطوات جديدة نحو آفاق واسعة من العلوم، تدفعنا لمواكبة التطور التكنولوجي، وكلما أثبتنا المهارة والقدرة على قطع المسافات بالتعامل التكنولوجي يمكننا صنع تغييرات جذرية طويلة وأصلية في نظام التعليم الحالي الذي بدورة سيفيد مؤسساتنا التعليمية لعقود قادمة، تجعلنا نسابق الزمن للوصول إلى غايات قصوى في التعليم.