توأم الدم.. حي الحمراء!
الأربعاء / 24 / رمضان / 1437 هـ - 02:00 - الأربعاء 29 يونيو 2016 02:00
مساء أليم شهده حي الحمراء بالرياض، لم تقف الفاجعة عند تلك العائلة المكلومة والمفجوعة والموجوعة بما حدث، عمل إجرامي نفدت منه كل معاني الرحمة، وكل قيم الإنسانية، وخلت منه تعاليم الدين الإسلامي السمح.
امتدت الفاجعة إلى كل إنسان سوي، حيث وقف مذهولا من هول ما حدث، وهو لا يكاد يصدق ما يسمع، إنها الأم، وفي أخريات حياتها، وفي شهر رمضان، تتلقى الطعن غيلة وغدرا في ليلة سوداء مليئة بالدم، من فعلها؟ توأمها النفيس، ذو الثمانية عشر عاما!. لم فعلاها؟ تقربا إلى الله! أي هراء هذا الذي نسمعه؟
من يعرف أبسط تعاليم الدين الإسلامي يعلم أن كلمة (أف) لا تقال للوالدين، ومحرمة بنص القرآن الكريم، من يمتلك الفطرة السوية لن يطاوعه قلبه ليرفع يده عليها، فضلا أن يحمل ساطورا، فما بال من أزهق روحها بكل جسارة!
يا من عبثتم بأفكار هؤلاء الصغار! أين أنتم من حديث أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك؟! أواه؛ وكأن الأب الطاعن بالسن سلم من فكرهم الملوث؟ بل امتدت أيديهم الظالمة لتطعن صدر الأب الرحيم، كل هذا من أجل مَنْ؟ بالتأكيد ليس من أجل الخير ولا من أجل صلاح الأمة، ففكر ينتهج هذا النهج لن يقود إلى خير، فتلك هي خطوات الشيطان التي حذرنا الله منها في كتابه: «ولا تتبعوا خطوات الشيطان ...».
كيف استطاع هذا الفكر التغلغل إلى أن اقتنص هذين الشاردين، ثم وظفهما لخدمة أجندته الشيطانية؟ هذا الفكر شاذ، وسيبقى شاذا على الدين الإسلامي عامة وعلى مجتمعنا خاصة، وحتما سينقطع دابره قريبا.
تلويحة أولى ينبغي أن نفكر بها جيدا! لا بد من الحل الأمني الصارم، ولا بد أن يحاسب كل من يساهم بالتعزيز لهذا الفكر المنحرف ولو بطرف خفي.
تلويحة ثانية! ينبغي أن تتضافر الجهود المجتمعية الرسمية وغير الرسمية للتحذير من هذا الفكر الضال وفضحه ونشر الصورة الحقيقية للإسلام السمح البعيد عن كل هذه الغوغائية المتطرفة التي يثيرها أرباب هذا الفكر ومن يروج له.
وأخيرا.. باقة شكر لوزارة الداخلية لجهودها العظيمة في التصدي لهذا الفكر وأعماله الإرهابية.