الطباعة ثلاثية الأبعاد في عصر كوفيد-19
الثلاثاء / 28 / شعبان / 1441 هـ - 19:30 - الثلاثاء 21 أبريل 2020 19:30
على الرغم من استقرار الأسواق ومتانة سلاسل التوريد في المملكة العربية السعودية٬ إلا أن جائحة كورونا العالمية 'كوفيد-19' أوضحت مدى الاضطرابات التي تعاني منها سلاسل التوريد التقليدية في العالم. وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث بها أزمة توريد ويصبح فيها الطلب أكبر من إمكانات الإنتاج٬ خلال العقد الماضي أدت بعض الكوارث الطبيعية مثل تسونامي وفيضانات تايلند وزلزال اليابان في 2011، إضافة إلى إعصار 'هارفي' من الدرجة الرابعة عام 2017 إلى اضطرابات في سلاسل التوريد لعديد من الشركات، إلا أنها سرعان ما تشافت منها.
على الرغم من تعافي سلاسل التوريد العالمية ومعظم الشركات من تلك الاضطرابات التي نتجت بسبب الكوارث الطبيعية، إلا أن الإفراط في تركيز الشركات على تدابير خفض التكاليف من خلال إنشاء مجمعات في الخارج واستخدام أيد عاملة أقل تكلفة٬ تسببت في عديد من المشكلات الحالية، ومنها القصور الهائل في توريد كثير من المنتجات الطبية وغير الطبية اللازمة لمكافحة جائحة كورونا.
هذا الضعف في التوريد أدى إلى عدم توفر معدات حماية شخصية للعاملين في المجال الطبي في العديد من الدول، إضافة إلى ندرة صمامات وأجهزة التنفس الصناعي للمرضى، وعدم توفر المواد المطهرة بشكل كاف، ونقص في معدات فحص الفيروس للعامة. كل ذلك أدى إلى زيادة الطلب وتدهور التوريد مما نتج عنه الحظر الذي أصدرته بعض البلدان على تصدير معدات الوقاية الشخصية والمنتجات الضرورية لمكافحة الوباء٬ والتسبب في انهيار سلاسل التوريد العالمية.
في المقابل وفي ظل التقدم التقني نجد أن الطباعة ثلاثية الأبعاد وفرت طريقة تصنيع تمكننا من إنتاج كل ما يمكن تصوره باستخدام ملف رقمي، إذا توفرت مواد التصنيع المستخدمة في الطباعة٬ وفي هذا المقال ما يهمنا معرفته كيف ساهمت الطباعة الثلاثية الأبعاد في جائحة 'كوفيد-19'؟
الطباعة ثلاثية الأبعاد تختلف بشكل كبير عن طرق التصنيع التقليدية٬ بالطباعة الثلاثية الأبعاد، يمكن بدء الإنتاج محليا إذا توفرت الطابعة٬ فقط باستخدام ملف رقمي يوجد به تصميم تم تطويره في أي مكان في العالم ومشاركته على الانترنت. تستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد ملفات CAD الرقمية للإنتاج، مما يجعل التعديل عليها سهلا. من أهم ما يميز هذا النوع من التصنيع هو استقلاليته وإمكانية مشاركة الجميع فيه٬ أيضا سرعة الإنتاج مقارنة بطرق التصنيع التقليدية المستخدمة في إنتاج صمامات أجهزة التنفس الصناعي٬ ومستلزمات الحماية من الفيروسات مثل الكمامات والغطاء الواقي للوجه٬ وإرسالها للمستفيدين وهذه أهم نقطة في الوضع الراهن مع الانتشار السريع لفيروس كورونا وزيادة الطلب على مستلزمات الوقاية الصحية.
في إيطاليا على سبيل المثال قام معهد أبحاث 'ISINNOVA' المتخصص في النمذجة الرقمية والتصنيع باستخدام الطابعات الثلاثية الأبعاد بتطوير صمامات لأجهزة التنفس الصناعي، بسبب الشح في الصمامات وأجهزة التنفس٬ لأن الصمام يجب استبداله٬ حيث لا يمكن استخدام الصمام نفسه لأكثر من مريض. تمت طباعة أكثر من 95 صمام عن طريق معهد 'ISINNOVA' خلال يومين فقط وإرسالها لأحد المستشفيات. يتميز النموذج الذي تم تطويره بإمكانية مشاركة جهاز التنفس الصناعي لأكثر من مريض٬ لأن هذا الخيار الوحيد والأنسب لمساعده أكبر عدد من المصابين بالفيروس.
على الصعيد الآخر إن استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع البناء ليس جديدا ولديه العديد من المزايا التي يمكن الاستفادة منها في الأزمات. على سبيل المثال في الصين قامت شركة 'Winsun' المتخصصة في طباعة المباني بطباعة وحدات خرسانية٬ كانت مصممة لاستخدامها في مجال السياحة٬ تم إنتاجها لتستخدم كوحدات عزل إضافية للمرضى المصابين بفيروس كوفيد-19.
يذكر أنه استغرق بناء كل وحده ما يقارب الساعتين بمساحة تقدر بـ 10 أمتار مربعة للوحدة السكنية٬ وارتفاع 3 أمتار تقريبا.
الأمثلة السابقة توضح أن الطباعة ثلاثية الأبعاد لم تعد ترفا٬ فهي كجسر يستخدم لتصنيع وتلبية الحاجة الفورية للتخفيف من الأزمة٬ بينما تقف طرق التصنيع التقليدية عاجزة أمام طلبات السوق. أهم ما يميز الطباعة ثلاثية الأبعاد أيضا السرعة ومرونة التصنيع حسب الطلب، حيث يمكن تغيير المنتج في أي وقت. في اعتقادي أن جائحة كورونا ستقدم دفعة قوية للطباعة ثلاثية الأبعاد لتصبح أحد مجالات التصنيع السائدة عالميا.
على الرغم من تعافي سلاسل التوريد العالمية ومعظم الشركات من تلك الاضطرابات التي نتجت بسبب الكوارث الطبيعية، إلا أن الإفراط في تركيز الشركات على تدابير خفض التكاليف من خلال إنشاء مجمعات في الخارج واستخدام أيد عاملة أقل تكلفة٬ تسببت في عديد من المشكلات الحالية، ومنها القصور الهائل في توريد كثير من المنتجات الطبية وغير الطبية اللازمة لمكافحة جائحة كورونا.
هذا الضعف في التوريد أدى إلى عدم توفر معدات حماية شخصية للعاملين في المجال الطبي في العديد من الدول، إضافة إلى ندرة صمامات وأجهزة التنفس الصناعي للمرضى، وعدم توفر المواد المطهرة بشكل كاف، ونقص في معدات فحص الفيروس للعامة. كل ذلك أدى إلى زيادة الطلب وتدهور التوريد مما نتج عنه الحظر الذي أصدرته بعض البلدان على تصدير معدات الوقاية الشخصية والمنتجات الضرورية لمكافحة الوباء٬ والتسبب في انهيار سلاسل التوريد العالمية.
في المقابل وفي ظل التقدم التقني نجد أن الطباعة ثلاثية الأبعاد وفرت طريقة تصنيع تمكننا من إنتاج كل ما يمكن تصوره باستخدام ملف رقمي، إذا توفرت مواد التصنيع المستخدمة في الطباعة٬ وفي هذا المقال ما يهمنا معرفته كيف ساهمت الطباعة الثلاثية الأبعاد في جائحة 'كوفيد-19'؟
الطباعة ثلاثية الأبعاد تختلف بشكل كبير عن طرق التصنيع التقليدية٬ بالطباعة الثلاثية الأبعاد، يمكن بدء الإنتاج محليا إذا توفرت الطابعة٬ فقط باستخدام ملف رقمي يوجد به تصميم تم تطويره في أي مكان في العالم ومشاركته على الانترنت. تستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد ملفات CAD الرقمية للإنتاج، مما يجعل التعديل عليها سهلا. من أهم ما يميز هذا النوع من التصنيع هو استقلاليته وإمكانية مشاركة الجميع فيه٬ أيضا سرعة الإنتاج مقارنة بطرق التصنيع التقليدية المستخدمة في إنتاج صمامات أجهزة التنفس الصناعي٬ ومستلزمات الحماية من الفيروسات مثل الكمامات والغطاء الواقي للوجه٬ وإرسالها للمستفيدين وهذه أهم نقطة في الوضع الراهن مع الانتشار السريع لفيروس كورونا وزيادة الطلب على مستلزمات الوقاية الصحية.
في إيطاليا على سبيل المثال قام معهد أبحاث 'ISINNOVA' المتخصص في النمذجة الرقمية والتصنيع باستخدام الطابعات الثلاثية الأبعاد بتطوير صمامات لأجهزة التنفس الصناعي، بسبب الشح في الصمامات وأجهزة التنفس٬ لأن الصمام يجب استبداله٬ حيث لا يمكن استخدام الصمام نفسه لأكثر من مريض. تمت طباعة أكثر من 95 صمام عن طريق معهد 'ISINNOVA' خلال يومين فقط وإرسالها لأحد المستشفيات. يتميز النموذج الذي تم تطويره بإمكانية مشاركة جهاز التنفس الصناعي لأكثر من مريض٬ لأن هذا الخيار الوحيد والأنسب لمساعده أكبر عدد من المصابين بالفيروس.
على الصعيد الآخر إن استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في قطاع البناء ليس جديدا ولديه العديد من المزايا التي يمكن الاستفادة منها في الأزمات. على سبيل المثال في الصين قامت شركة 'Winsun' المتخصصة في طباعة المباني بطباعة وحدات خرسانية٬ كانت مصممة لاستخدامها في مجال السياحة٬ تم إنتاجها لتستخدم كوحدات عزل إضافية للمرضى المصابين بفيروس كوفيد-19.
يذكر أنه استغرق بناء كل وحده ما يقارب الساعتين بمساحة تقدر بـ 10 أمتار مربعة للوحدة السكنية٬ وارتفاع 3 أمتار تقريبا.
الأمثلة السابقة توضح أن الطباعة ثلاثية الأبعاد لم تعد ترفا٬ فهي كجسر يستخدم لتصنيع وتلبية الحاجة الفورية للتخفيف من الأزمة٬ بينما تقف طرق التصنيع التقليدية عاجزة أمام طلبات السوق. أهم ما يميز الطباعة ثلاثية الأبعاد أيضا السرعة ومرونة التصنيع حسب الطلب، حيث يمكن تغيير المنتج في أي وقت. في اعتقادي أن جائحة كورونا ستقدم دفعة قوية للطباعة ثلاثية الأبعاد لتصبح أحد مجالات التصنيع السائدة عالميا.