تفاعل

التواصل الافتراضي ظاهرة حيوية!

سارة جابر
ماذا لو أننا لا نعيش في عصر ازدهار التقنية؟ وفرصة أن نتواصل توشك أن تضيق كلما أحكمت إجراءات التباعد الاجتماعي قبضتها على حياتنا الاتصالية؟ حتما سيحمل الجواب سيناريو مختلفا عما نعيشه من رفاهية في التواصل، استوحتها الظروف الراهنة من قيود التباعد الاجتماعي لتؤدي أدوارا إيجابية في فضاء افتراضي مترع بالحياة!

ولأن الاتصال ظاهرة اجتماعية حتمية، وإذ إنه لا يمكن أن تتلاشى وقد تأخذ أنماطا مختلفة، ظهرت ثقافة الاتصال الافتراضي كسياسة اتصالية من مجموعة خطوات احترازية تقي من تفشي الوباء المستجد (كوفيد19)، والتي تتبنى التحكم في العملية الاتصالية وتفرض بطبيعة الحال التباعد الاجتماعي، بالتحول من الاتصالات المباشرة إلى الاعتماد على التواصل الافتراضي في الحياة العملية، وفي مناح عديدة.

بهذا الأسلوب الاتصالي ينظم أكثر من 2000 متحف حول العالم جولات لزيارة المعارض والمتاحف افتراضيا عبر الانترنت، وعديد من المنصات التي تساهم في إثراء التجربة الثقافية، كما خاضت المؤسسات التعليمية غمار هذه التجربة ليس في استكمال سير العملية التعليمية فحسب، وإنما في تفعيل دورها الاجتماعي بأنشطة تسهم في زيادة الإدراك والوعي العام.

وما يشهده الميدان الاتصالي في ظل هذه الظروف من ازدهار حيوي تقارب به «البعيدون جدا» في البيئة الافتراضية بشكل غير مسبوق! يقود إلى الاستنتاج الذي يدعو بإلحاح إلى الاستفادة من تطورات التكنولوجيا الهائلة في عملية الاتصال ومميزاتها في توسيع نطاق دائرة الأنشطة الاتصالية للمؤسسات، وتعزيز حضور الأنشطة الاتصالية في الفضاء الافتراضي والتحول إلى فضاء أكثر اتساعا، يتماهى مع طبيعة مجتمعاتنا الاتصالية، فقد أصبحت المجتمعات الافتراضية سمة من سمات البنية الاتصالية الجديدة.

تجلى تناغم هذه الطبيعة فيما أفرزته من حراك عام وسلاسة في القدرة على تخطي القيود إلى عالم افتراضي أكثر رحابة!

وهنا تكمن حيوية التواصل الافتراضي التي تتخطى حواجز المكان بروابط عابرة للحدود، وبخطط عمل مرنة منخفضة التكلفة تضم قطاعات عريضة من الجماهير بشرائح مختلفة من المجتمع، والتي بدورها تجعل عملية الاتصال أكثر نشاطا.

ولعل ثقافة الاتصال الافتراضي براهنها وما عكسته في ظل هذه المرحلة، تستشرف مستقبلا اتصاليا على نحو افتراضي يدون في سيرة التحولات التي أحدثتها أزمات الأوبئة.