الرأي

قبول الجامعات وهذه التساؤلات

فهد القرشي
في قرار تاريخي وخطوة جريئة، قررت وزارة التعليم نقل جميع الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام إلى الصفوف الدراسية التي تلي صفوفهم الحالية، وذلك ضمن الإجراءات التي اتخذتها الدولة رعاها الله لمواجهة تداعيات جائحة كورونا.

يأتي هذا القرار قبل نحو أسبوعين من الموعد المقرر للاختبارات النهائية، وبعد نحو شهرين من إيقاف الدراسة والاعتماد على وسائل التعليم عن بعد. الشيء اللافت في هذا القرار هو الحرص على سلامة أبنائنا وبناتنا الطلاب، وتجنيبهم أي أخطار محتملة قد تنتج من إجراء الاختبارات في المدارس، مما قد يعيدنا لاحتمالات انتقال العدوى في قاعات الاختبار. وكذلك فقد راعى القرار مصلحة الطلبة في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية السائدة حاليا، مع تحقيق مبدأ العدل في قياس مستوی التحصيل الدراسي من خلال منظومة التعليم عن بعد.

ولا يزال طلاب وطالبات الثانوية العامة بانتظار توضيحات جديدة من وزارة التعليم بشأن معايير القبول للمرحلة الجامعية للعام الدراسي المقبل، حيث إنه من المتعارف عليه أن معايير القبول الأساسية في التخصصات النظرية هي نسبة الثانوية العامة، ودرجة اختبار القدرات العامة، مع زيادة معيار ثالث للقبول في التخصصات العلمية ألا وهو درجة الاختبار التحصيلي، حيث يتساءل طلاب وطالبات الثانوية العامة عن مدى التمسك بهذه المعايير في ظل الظروف الحالية أو إمكانية إظهار بعض المرونة في تخفيف معايير القبول للمرحلة الجامعية، خاصة أن بعض الطلبة لم يسعفه الوقت لأداء الاختبارات المطلوبة، بسبب إلغاء عدد منها عندما أعلن عن إيقاف الدراسة، بل ويساور هذه الشريحة الكبيرة من أبنائنا وبناتنا القلق في أن تفوتهم فرصة الالتحاق بالجامعات للعام الدراسي المقبل، وما يتبع ذلك من مشاكل متعددة.

وعلى افتراض التمسك بمعايير القبول الأساسية للمرحلة الجامعية فإن كثيرا من خريجي الثانوية العامة سيضطرون للانتظار عاما كاملا، ليتمكنوا من أداء الاختبارات المطلوبة واستيفاء متطلبات القبول في الجامعات للعام الدراسي ما بعد المقبل، مما يعني ضياع سنة من أعمارهم بلا جدوى، دون أن يكون لهم ذنب فيما حدث.

وتبرز في هذه الأثناء سيناريوهات عدة للتعامل مع هذه المعضلة، منها إتاحة الفرصة للطلاب لأداء الاختبارات المطلوبة عن بعد، أو الاعتماد على نسبة الثانوية العامة كمعيار أساسي للقبول في المرحلة الجامعية، دون اشتراط أداء الطلبة اختبارات القبول المختلفة.

ولا شك أن هناك بعض السلبيات المرتبطة بهذه السيناريوهات، لكن ثقة الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم في وزارة التعليم كبيرة، وسقف التوقعات عال جدا، وهذا ما اعتاد عليه المواطن السعودي عبر الأجيال، حيث يجد الرعاية والاهتمام والخدمة المطلوبة من الجهات الرسمية، وفق توجيهات القيادة العليا.

نسأل الله عز وجل التوفيق والسداد لأبنائنا وبناتنا، ونتضرع إليه تعالى أن يكشف الغمة ويجنبنا الوباء ويحفظ وطننا من كل مكروه.

fahad765@yahoo.com