إيران تثير أزمة بين فرنسا وأمريكا
علامات استفهام كبيرة بعد إفراج باريس عن «نجاد» خبير الصواريخ الباليستية لطهران
الخميس / 23 / شعبان / 1441 هـ - 19:45 - الخميس 16 أبريل 2020 19:45
وصلت العلاقات السياسية بين أمريكا وفرنسا إلى أسوأ حالاتها، بعدما زرعت طهران الفتنة بين البلدين، ونجحت في تصدير نوع جديد من الإرهاب إلى باريس، انتهى بالإفراج عن خبير برنامج الطائرات بدون طيار جلال روح الله نجاد، المطلوب أمام القضاء الأمريكي.
الصفقة المشبوهة بين طهران وباريس أعادت نجاد إلى طهران في مقابل الإفراج عن الباحث الفرنسي رولان مارشال، وتسببت في غضب عالمي واسع وأثارت جدلا واسعا، حيث ضيعت باريس على العالم فرصة محاكمة خبير الصواريخ الباليستية وأحد المخططين الرئيسيين لبرنامج الطائرات بدون طيار الإيراني، وأحد أذرعة الشر في الحرس الثوري.
المثير للدهشة أن الصفقة جاءت بعد 11 يوما فقط من قرار محكمة التمييز بجنوب فرنسا تسليم المهندس جلال روح الله نجاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تلاحقه قضائيا منذ وصوله مطار نيس في شهر فبراير الماضي.
وثائق سرية
كشفت الوثائق السرية التي أفصح عنها خلال المحاكمة، ارتباط نجاد بصلات قوية مع الصين، حيث عاش فيها 10 سنوات تقريبا، وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة البصرية عام 2017 من جامعة هيزهونج للعلوم والتكنولوجيا في مدينة ووهان. وتشمل مجالات بحثه مستشعرات الألياف البصرية، البصريات التكيفية، أشعة الليزر عالية الطاقة، القياس فائق السرعة، والتصوير الزمني، ونشر عددا من المقالات الصحفية العلمية حول هذه المواضيع منذ عام 2009، مشيرا إلى انتسابه إلى جامعة هيزهونج الصينية.
وبحسب موقع «إيران ووتش» فإن مشروع ويسكونسن للسيطرة على الأسلحة النووية مرتبط أيضا بالصين، حيث إن للشركة فرعا في بكين، وساعد هذا الفرع في الحصول على عناصر ذات طلبات عسكرية من الصين.
وتعرضت شركة ريان رشد والشركات ذات الصلة لعقوبات حازمة من وزارة الخزانة الأمريكية في يوليو 2017، بعد اتهامها بدعم برنامج الطائرات بدون طيار التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث تورطت الشركة في إنتاج برنامجها فضائيا للحرس الثوري، ودعمت جهوده في وضع قيود على وسائل التواصل الاجتماعي وقطاع الاتصالات في إيران.
من هو نجاد؟
اتهمت أمريكا المهندس الإيراني جلال روح الله نجاد بالمسؤولية عن تصدير أنظمة صناعية تعمل بالأشعة الميكروية ومنظومة مضادة للطائرات المسيرة إلى إيران، وهي معدات ترى السلطات الأمريكية أن بالإمكان استخدامها بسهولة لأهداف عسكرية، إذ إنه بإجراء تعديلات عليها يمكن لهذه الأنظمة الصناعية، حسب الطلب الأمريكي، أن تتحول إلى أسلحة دمار شامل دقيقة للغاية.
وحسب القضاء الأمريكي، فإن المهندس «تحرك على ما يبدو لحساب شركة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ». ويعمل جلال روح الله نجاد، لصالح جمعية «رايان رشد أفزار »، وهي مؤسسة على صلة بـ »الحرس الثوري » الذي يلعب دورا مركزيا في النظام الإيراني، وصنفته الولايات المتحدة أخيرا على قائمة التنظيمات الإرهابية.
السجن 60 عاما
تصل عقوبة المخالفات التي ارتكبها المهندس الإيراني بين يونيو 2016 وأبريل 2018 إلى السجن 60 عاما، حيث اعتقل أثناء وصوله إلى مدينة نيس الفرنسية (جنوب شرق فرنسا) في الثاني من فبراير وكان قادما من طهران عبر موسكو، واحتجز بانتظار تسليمه بموجب طلب توقيف صادر عن السلطات القضائية الأمريكية.
وأكد روح الله نجاد أنه كان «يقوم بأبحاث علمية بحتة لعشرات السنين لصالح منظمة الصناعات الفضائية الجوية الإيرانية ».
وتتحدث الولايات المتحدة من جهتها عن «أبحاث مرتبطة بتطوير صواريخ باليستية .» وحصل الإيراني على تأشيرة دخول إلى فرنسا لأسباب مهنية، إذ تابع المهندس نجاد دروسه في جامعة طهران وتخصص في الألياف الضوئية.
وقال النائب العام في فرنسا سيرج بوكوفيتز «التجسس والعلم المتطور مفهومان يمكن أن يلتقيا »، موضحا أنه «لا يوجد أي عائق قانوني أمام ترحيله، نظرا إلى أن المخالفات التي يلاحق بها لها ما يعادلها في القانون الفرنسي .
الخيار المر
طلبت أمريكا من فرنسا تسليمها نجاد باعتباره أحد المتهمين الخطرين، وأجازت محكمة التمييز الفرنسية ذلك في مارس الماضي، لكن في الوقت نفسه عرضت إيران على فرنسا صفقة تبادلية تحصل بمقتضاها على مهندس الصواريخ
الباليستية في مقابل الإفراج عن الباحث الفرنسي رولان مارشال المسجون في طهران.
كانت فرنسا أمام خيارين، كلاهما مر، فإذا استجابت لطلب أمريكا فستضيع فرصة إعادة مواطنها رولان مارشال والمواطنة فربيا فريبا عادلخواه، وهما أكاديميان معروفان بشكل كبير في باريس.
وإذا وافقت على العرض الإيراني فسوف تثير غضب وحفيظة أمريكا التي تتهم الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بممالأة إيران والتهاون معها في الملف النووي.
فضلت باريس مبادلة نجاد بمارشال على أمل أن تفرج طهران لاحقا على عادلخواه، وسارع قصر الإليزيه إلى إصدار بيان مقتضب يعرب فيه الرئيس ماكرون عن سعادته بالإفراج عن مارشال دون التطرق للصفقة، في المقابل احتفلت طهران بعودة نجاد وبث التلفزيون خبر وصوله واستقبال أسرته له.
غضب أمريكي
أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن أسفها الشديد إزاء القرار الفرنسي بالإفراج عن الإيراني المحتجز في فرنسا بتهمة التحايل على العقوبات الأمريكية، جلال روح الله نجاد، وأصدرت وزارة الخارجية بيانا أعربت فيه عن أسفها إزاء «القرار الفرنسي الأحادي الجانب » بإطلاق سراح نجاد من السجن.
وأشارت في بيانها إلى أن واشنطن كانت تطالب باريس بتسليمه، كما أعلنت أن هناك اتهامات متعددة ضد روح الله نجاد بخصوص التصدير غير القانوني لأجهزة تتعلق ببرنامج إيران العسكري، وهو ما يعد انتهاكا للعقوبات الأمريكية.
وفي معرض إشارتها إلى «المصالح المشتركة » بين واشنطن وباريس بخصوص محاكمة المتهمين ب »ارتكاب جرائم خطيرة، خاصة القضايا المتعلقة بالأمن القومي »، أضافت الخارجية الأمريكية أنه من المؤسف أن فرنسا لم تف بالتزاماتها
وحالت دون تطبيق العدالة.
أزمة عالمية
تسبب قرار فرنسا في إثارة غضب الكثير من دول العالم التي تسعى لردع الإرهاب الإيراني. وأدى الإفراج عن نجاد إلى قطيعة سياسية بين باريس وواشنطن، حيث تسعى طهران وفقا لتقارير صحفية، إلى دفع البلدان الأوروبية الثلاثة الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 للتوسط لدى واشنطن من أجل تخفيف العقوبات الأمريكية.
تسبب قرار فرنسا في إثارة غضب الكثير من دول العالم التي تسعى لردع الإرهاب الإيراني. وأدى الإفراج عن نجاد إلى قطيعة سياسية بين باريس وواشنطن، حيث تسعى طهران وفقا لتقارير صحفية، إلى دفع البلدان الأوروبية الثلاثة الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 للتوسط لدى واشنطن من أجل تخفيف العقوبات الأمريكية.
الصفقة المشبوهة بين طهران وباريس أعادت نجاد إلى طهران في مقابل الإفراج عن الباحث الفرنسي رولان مارشال، وتسببت في غضب عالمي واسع وأثارت جدلا واسعا، حيث ضيعت باريس على العالم فرصة محاكمة خبير الصواريخ الباليستية وأحد المخططين الرئيسيين لبرنامج الطائرات بدون طيار الإيراني، وأحد أذرعة الشر في الحرس الثوري.
المثير للدهشة أن الصفقة جاءت بعد 11 يوما فقط من قرار محكمة التمييز بجنوب فرنسا تسليم المهندس جلال روح الله نجاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تلاحقه قضائيا منذ وصوله مطار نيس في شهر فبراير الماضي.
وثائق سرية
كشفت الوثائق السرية التي أفصح عنها خلال المحاكمة، ارتباط نجاد بصلات قوية مع الصين، حيث عاش فيها 10 سنوات تقريبا، وحصل على درجة الدكتوراه في الهندسة البصرية عام 2017 من جامعة هيزهونج للعلوم والتكنولوجيا في مدينة ووهان. وتشمل مجالات بحثه مستشعرات الألياف البصرية، البصريات التكيفية، أشعة الليزر عالية الطاقة، القياس فائق السرعة، والتصوير الزمني، ونشر عددا من المقالات الصحفية العلمية حول هذه المواضيع منذ عام 2009، مشيرا إلى انتسابه إلى جامعة هيزهونج الصينية.
وبحسب موقع «إيران ووتش» فإن مشروع ويسكونسن للسيطرة على الأسلحة النووية مرتبط أيضا بالصين، حيث إن للشركة فرعا في بكين، وساعد هذا الفرع في الحصول على عناصر ذات طلبات عسكرية من الصين.
وتعرضت شركة ريان رشد والشركات ذات الصلة لعقوبات حازمة من وزارة الخزانة الأمريكية في يوليو 2017، بعد اتهامها بدعم برنامج الطائرات بدون طيار التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث تورطت الشركة في إنتاج برنامجها فضائيا للحرس الثوري، ودعمت جهوده في وضع قيود على وسائل التواصل الاجتماعي وقطاع الاتصالات في إيران.
من هو نجاد؟
اتهمت أمريكا المهندس الإيراني جلال روح الله نجاد بالمسؤولية عن تصدير أنظمة صناعية تعمل بالأشعة الميكروية ومنظومة مضادة للطائرات المسيرة إلى إيران، وهي معدات ترى السلطات الأمريكية أن بالإمكان استخدامها بسهولة لأهداف عسكرية، إذ إنه بإجراء تعديلات عليها يمكن لهذه الأنظمة الصناعية، حسب الطلب الأمريكي، أن تتحول إلى أسلحة دمار شامل دقيقة للغاية.
وحسب القضاء الأمريكي، فإن المهندس «تحرك على ما يبدو لحساب شركة إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ». ويعمل جلال روح الله نجاد، لصالح جمعية «رايان رشد أفزار »، وهي مؤسسة على صلة بـ »الحرس الثوري » الذي يلعب دورا مركزيا في النظام الإيراني، وصنفته الولايات المتحدة أخيرا على قائمة التنظيمات الإرهابية.
السجن 60 عاما
تصل عقوبة المخالفات التي ارتكبها المهندس الإيراني بين يونيو 2016 وأبريل 2018 إلى السجن 60 عاما، حيث اعتقل أثناء وصوله إلى مدينة نيس الفرنسية (جنوب شرق فرنسا) في الثاني من فبراير وكان قادما من طهران عبر موسكو، واحتجز بانتظار تسليمه بموجب طلب توقيف صادر عن السلطات القضائية الأمريكية.
وأكد روح الله نجاد أنه كان «يقوم بأبحاث علمية بحتة لعشرات السنين لصالح منظمة الصناعات الفضائية الجوية الإيرانية ».
وتتحدث الولايات المتحدة من جهتها عن «أبحاث مرتبطة بتطوير صواريخ باليستية .» وحصل الإيراني على تأشيرة دخول إلى فرنسا لأسباب مهنية، إذ تابع المهندس نجاد دروسه في جامعة طهران وتخصص في الألياف الضوئية.
وقال النائب العام في فرنسا سيرج بوكوفيتز «التجسس والعلم المتطور مفهومان يمكن أن يلتقيا »، موضحا أنه «لا يوجد أي عائق قانوني أمام ترحيله، نظرا إلى أن المخالفات التي يلاحق بها لها ما يعادلها في القانون الفرنسي .
الخيار المر
طلبت أمريكا من فرنسا تسليمها نجاد باعتباره أحد المتهمين الخطرين، وأجازت محكمة التمييز الفرنسية ذلك في مارس الماضي، لكن في الوقت نفسه عرضت إيران على فرنسا صفقة تبادلية تحصل بمقتضاها على مهندس الصواريخ
الباليستية في مقابل الإفراج عن الباحث الفرنسي رولان مارشال المسجون في طهران.
كانت فرنسا أمام خيارين، كلاهما مر، فإذا استجابت لطلب أمريكا فستضيع فرصة إعادة مواطنها رولان مارشال والمواطنة فربيا فريبا عادلخواه، وهما أكاديميان معروفان بشكل كبير في باريس.
وإذا وافقت على العرض الإيراني فسوف تثير غضب وحفيظة أمريكا التي تتهم الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بممالأة إيران والتهاون معها في الملف النووي.
فضلت باريس مبادلة نجاد بمارشال على أمل أن تفرج طهران لاحقا على عادلخواه، وسارع قصر الإليزيه إلى إصدار بيان مقتضب يعرب فيه الرئيس ماكرون عن سعادته بالإفراج عن مارشال دون التطرق للصفقة، في المقابل احتفلت طهران بعودة نجاد وبث التلفزيون خبر وصوله واستقبال أسرته له.
غضب أمريكي
أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن أسفها الشديد إزاء القرار الفرنسي بالإفراج عن الإيراني المحتجز في فرنسا بتهمة التحايل على العقوبات الأمريكية، جلال روح الله نجاد، وأصدرت وزارة الخارجية بيانا أعربت فيه عن أسفها إزاء «القرار الفرنسي الأحادي الجانب » بإطلاق سراح نجاد من السجن.
وأشارت في بيانها إلى أن واشنطن كانت تطالب باريس بتسليمه، كما أعلنت أن هناك اتهامات متعددة ضد روح الله نجاد بخصوص التصدير غير القانوني لأجهزة تتعلق ببرنامج إيران العسكري، وهو ما يعد انتهاكا للعقوبات الأمريكية.
وفي معرض إشارتها إلى «المصالح المشتركة » بين واشنطن وباريس بخصوص محاكمة المتهمين ب »ارتكاب جرائم خطيرة، خاصة القضايا المتعلقة بالأمن القومي »، أضافت الخارجية الأمريكية أنه من المؤسف أن فرنسا لم تف بالتزاماتها
وحالت دون تطبيق العدالة.
أزمة عالمية
تسبب قرار فرنسا في إثارة غضب الكثير من دول العالم التي تسعى لردع الإرهاب الإيراني. وأدى الإفراج عن نجاد إلى قطيعة سياسية بين باريس وواشنطن، حيث تسعى طهران وفقا لتقارير صحفية، إلى دفع البلدان الأوروبية الثلاثة الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 للتوسط لدى واشنطن من أجل تخفيف العقوبات الأمريكية.
تسبب قرار فرنسا في إثارة غضب الكثير من دول العالم التي تسعى لردع الإرهاب الإيراني. وأدى الإفراج عن نجاد إلى قطيعة سياسية بين باريس وواشنطن، حيث تسعى طهران وفقا لتقارير صحفية، إلى دفع البلدان الأوروبية الثلاثة الموقعة على الاتفاق النووي لعام 2015 للتوسط لدى واشنطن من أجل تخفيف العقوبات الأمريكية.