كلنا مدمنون
الأربعاء / 22 / شعبان / 1441 هـ - 19:45 - الأربعاء 15 أبريل 2020 19:45
من بداية التسعينات من القرن الماضي بدأ استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في تحول نوعي للتواصل الإنساني عبر التاريخ باستخدام التكنولوجيا الحديثة، حتى وصل ذروته في وقتنا المعاصر مع توفر عديد من وسائل التواصل الاجتماعي ذات الجاذبية العالية، ولتلك الوسائل دون شك فوائد ومضار على مختلف نواحي الحياة الإنسانية، فمن فوائدها سهولة التواصل الافتراضي بين الناس وتبادل المعارف والخبرات وتوفير مصادرها، والتواصل بين العلماء والباحثين، ومتابعة الأحداث والأخبار وتحليلاتها، وأداء الواجبات التي تفرضها طبيعة العلاقات في الأفراح والأتراح، والتعليم والتعلم والتدريب، والتوعية والتثقيف، والدعاية والتسويق والتسوق، وحشد وتشكيل الرأي العام نحو القضايا المحلية والعالمية، والبحث عن الوظائف، وغيرها كثير.
ومع كل تلك الفوائد العظيمة إلا أن مضارها على حياة الإنسان وصحته كبيرة جدا، كتأثيرها على العقائد والقيم والعادات والتقاليد، وعلى المنظومات الوطنية والسياسية والاقتصادية والتربوية، وعلى استخدام قواعد اللغة العربية، وعلى نمط وطبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية، وعلى سوء إدارة الوقت، والتأثيرات النفسية والجسدية نتيجة متابعة خصوصيات وحياة الآخرين ومتابعة المشاهير، واضطرابات النوم، ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة، وفقدان الخصوصية عند المشاركة بالبيانات والمعلومات الشخصية وجعلها عرضة للاستغلال أو الاحتيال، ويبقى ضررها الأكبر أن تتحول إلى نوع من الإدمان دون أن يشعر مستخدمها بذلك، حيث أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن بيئة وسائل التواصل الاجتماعي حاضنة للأمراض النفسية والعزلة الاجتماعية وسوء تقدير الذات.
وعليه فإذا وجدت نفسك تقضي ساعات طويلة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي دون هدف، وتلجأ إليها لتجنب مشاكلك الحياتية اليومية، ولديك رغبة في العزلة والبعد عن الأنشطة الاجتماعية، ولديك إفراط في استخدامها على حساب أعمالك وواجباتك الأساسية، وتشعر أن وسائل التواصل الاجتماعي تغنيك عن التواصل الحقيقي والمباشر مع الناس وتتصفحها قبل النوم وعند الاستيقاظ منه مباشرة، وعند الأرق وفي حالات الفزع من النوم، وتفعل الإشعارات في مواقع التواصل الاجتماعي دون إدراك لتأثيرات هرمون السعادة (الدوبامين) الذي يفرزه الدماغ، وتنتظر تلك الإشعارات وإطراء وإعجاب الآخرين على منشوراتك بسعادة بالغة؛ إذا وجدت نفسك كذلك فاعلم أنك من مدمني وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذه الظروف التي نعيشها مع أزمة كورونا والبقاء في المنازل، زاد تعلقنا بوسائل التواصل الاجتماعي على مدار الأربع والعشرين ساعة، وقد تكون هذه الفترة من أنسب الفترات لحماية أنفسنا من الوقوع في إدمان هذه الوسائل وإعادة تأهيل وعينا الذاتي بوضع معايير ومحكات جديدة عند استخدامنا لها، لتساعدنا في تقديرنا ذواتنا والمحافظة على توازننا واستقرارنا النفسي والاجتماعي.
وأول طرق حماية أنفسنا ومعالجتها من هذا الإدمان الاعتراف بإدمان هذه الوسائل مهما كان مستوى ذلك الإدمان (منخفض، متوسط، مرتفع) والنية الصادقة والإرادة والعمل الجاد على تغيير السلوكيات المصاحبة لهذا الإدمان، وفق خطة ذهنية شخصية علاجية واقعية ومنطقية وقابلة للتطبيق، وضع قواعد شخصية صارمة عند استخدامها، واختيار وسيلتين كحد أقصى من وسائل التواصل الاجتماعي، وتبديلهما مع أخرى من وقت إلى آخر وفق احتياجاتنا واهتماماتنا وميولنا الشخصية، وكتابة أولوياتنا اليومية واسترجاعها بشكل يومي فيما يخص أهدافنا وأعمالنا وعلاقاتنا الأسرية والاجتماعية، وتحديد الوقت المناسب لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأربع والعشرين ساعة، حتى لو تطلب الأمر معاملتها كمعاملة الدواء، ويفضل تجنبها قبل النوم وعند الاستيقاظ بوقت كاف.
وهناك خيارات عديدة يمكن أن تكون مناسبة كبدائل لاستثمار الوقت المتوفر من ترك وسائل التواصل الاجتماعي، كالتعود التدريجي على القراءة التقليدية وتحسين علاقتنا مع الكتاب، وأولهما القرآن الكريم، والتأمل والتدبر والاختلاء بالذات ومراجعة النفس بشكل دوري ومنتظم لتقييم نجاحاتنا وإنجازاتنا، وزيادة الوقت المخصص للأسرة وللعلاقات الاجتماعية، والتواصل مع الأصدقاء الإيجابيين والجلوس معهم بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي، وإعادة تقييم تقديرنا لذواتنا والثقة بها ومحبتها، وممارسة الرياضات الخفيفة والبسيطة داخل المنزل، وسماع الموسيقى الهادئة.
وقد يكون آخر العلاج في حال فشل كل محاولاتنا للتخلص أو الحد من إدماننا لوسائل التواصل الاجتماعي، البحث عن العلاج النفسي السلوكي لدى المتخصصين في ذلك.
@drAlshreefTalal
ومع كل تلك الفوائد العظيمة إلا أن مضارها على حياة الإنسان وصحته كبيرة جدا، كتأثيرها على العقائد والقيم والعادات والتقاليد، وعلى المنظومات الوطنية والسياسية والاقتصادية والتربوية، وعلى استخدام قواعد اللغة العربية، وعلى نمط وطبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية، وعلى سوء إدارة الوقت، والتأثيرات النفسية والجسدية نتيجة متابعة خصوصيات وحياة الآخرين ومتابعة المشاهير، واضطرابات النوم، ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة، وفقدان الخصوصية عند المشاركة بالبيانات والمعلومات الشخصية وجعلها عرضة للاستغلال أو الاحتيال، ويبقى ضررها الأكبر أن تتحول إلى نوع من الإدمان دون أن يشعر مستخدمها بذلك، حيث أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن بيئة وسائل التواصل الاجتماعي حاضنة للأمراض النفسية والعزلة الاجتماعية وسوء تقدير الذات.
وعليه فإذا وجدت نفسك تقضي ساعات طويلة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي دون هدف، وتلجأ إليها لتجنب مشاكلك الحياتية اليومية، ولديك رغبة في العزلة والبعد عن الأنشطة الاجتماعية، ولديك إفراط في استخدامها على حساب أعمالك وواجباتك الأساسية، وتشعر أن وسائل التواصل الاجتماعي تغنيك عن التواصل الحقيقي والمباشر مع الناس وتتصفحها قبل النوم وعند الاستيقاظ منه مباشرة، وعند الأرق وفي حالات الفزع من النوم، وتفعل الإشعارات في مواقع التواصل الاجتماعي دون إدراك لتأثيرات هرمون السعادة (الدوبامين) الذي يفرزه الدماغ، وتنتظر تلك الإشعارات وإطراء وإعجاب الآخرين على منشوراتك بسعادة بالغة؛ إذا وجدت نفسك كذلك فاعلم أنك من مدمني وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذه الظروف التي نعيشها مع أزمة كورونا والبقاء في المنازل، زاد تعلقنا بوسائل التواصل الاجتماعي على مدار الأربع والعشرين ساعة، وقد تكون هذه الفترة من أنسب الفترات لحماية أنفسنا من الوقوع في إدمان هذه الوسائل وإعادة تأهيل وعينا الذاتي بوضع معايير ومحكات جديدة عند استخدامنا لها، لتساعدنا في تقديرنا ذواتنا والمحافظة على توازننا واستقرارنا النفسي والاجتماعي.
وأول طرق حماية أنفسنا ومعالجتها من هذا الإدمان الاعتراف بإدمان هذه الوسائل مهما كان مستوى ذلك الإدمان (منخفض، متوسط، مرتفع) والنية الصادقة والإرادة والعمل الجاد على تغيير السلوكيات المصاحبة لهذا الإدمان، وفق خطة ذهنية شخصية علاجية واقعية ومنطقية وقابلة للتطبيق، وضع قواعد شخصية صارمة عند استخدامها، واختيار وسيلتين كحد أقصى من وسائل التواصل الاجتماعي، وتبديلهما مع أخرى من وقت إلى آخر وفق احتياجاتنا واهتماماتنا وميولنا الشخصية، وكتابة أولوياتنا اليومية واسترجاعها بشكل يومي فيما يخص أهدافنا وأعمالنا وعلاقاتنا الأسرية والاجتماعية، وتحديد الوقت المناسب لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأربع والعشرين ساعة، حتى لو تطلب الأمر معاملتها كمعاملة الدواء، ويفضل تجنبها قبل النوم وعند الاستيقاظ بوقت كاف.
وهناك خيارات عديدة يمكن أن تكون مناسبة كبدائل لاستثمار الوقت المتوفر من ترك وسائل التواصل الاجتماعي، كالتعود التدريجي على القراءة التقليدية وتحسين علاقتنا مع الكتاب، وأولهما القرآن الكريم، والتأمل والتدبر والاختلاء بالذات ومراجعة النفس بشكل دوري ومنتظم لتقييم نجاحاتنا وإنجازاتنا، وزيادة الوقت المخصص للأسرة وللعلاقات الاجتماعية، والتواصل مع الأصدقاء الإيجابيين والجلوس معهم بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي، وإعادة تقييم تقديرنا لذواتنا والثقة بها ومحبتها، وممارسة الرياضات الخفيفة والبسيطة داخل المنزل، وسماع الموسيقى الهادئة.
وقد يكون آخر العلاج في حال فشل كل محاولاتنا للتخلص أو الحد من إدماننا لوسائل التواصل الاجتماعي، البحث عن العلاج النفسي السلوكي لدى المتخصصين في ذلك.
@drAlshreefTalal