العالم

صفقة تعيد علاقات إردوغان وإسرائيل الدافئة

الرئيس التركي يتاجر بالقضية الفلسطينية علنا ويفتح أحضانه لتل أبيب سرا

أعادت شحنة كمامات ومعدات طبية أرسلتها تركيا إلى إسرائيل للمساعدة في مواجهة جائحة كورونا العلاقات الدافئة بين البلدين، والتي رسمها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وحرص على تنميتها رغم متاجرته الطويلة بالقضية الفلسطينية، وحديثه بين الفينة والأخرى عن العدوان الإسرائيلي.

ونقلت «العربية نت» عن صحيفة سوزجو التركية وجود تطورات غير متوقعة في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، بعدما قررت تركيا إرسال معدات وكمامات طبية إلى إسرائيل، رغبة من الاستفادة من الجائحة العالمية لإحداث التقارب بين البلدين.

وأكدت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن الحكومة التركية قررت إرسال معدات طبية لإسرائيل، تشمل الكمامات والقفازات المعقمة. وقال مسؤول تركي إنه بالفعل «جاءت ثلاث طائرات وأخذت الشحنات»، فيما لم يعلق المسؤولون الإسرائيليون بشأن هذا الموضوع. ولا يزال الغموض يسود حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستعيد العلاقات بين البلدين، وهما شريكان استراتيجيان في السابق.

متاجرة بالقضية

ورغم متاجرته بالقضية الفلسطينية علنا فتح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أحضانه لتل أبيب سرا، وعمل على توثيق العلاقات. وذكرت صحيفة زمان التابعة للمعارضة التركية أن حركة السياحية الإسرائيلية إلى تركيا سجلت رقما قياسيا في 2019 ، حيث بلغ عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا تركيا نحو 560 ألفا، مما يشكل ارتفاعا بنسبة أكثر من 25 % مقارنة بعام 2018.

وقالت «إن الدراما التركية تحظى باهتمام كبير في عدد من الدول حول العالم، أبرزها دولة إسرائيل، ففي السابق أذيعت مسلسلات مثل القرن العظيم، وحريم السلطان، وإيزل والقبضاي في إسرائيل وتابعها الكثير من المشاهدين».

وأكدت «أن بعض السياح الإسرائيليين يقصدون مدينة بورصة لزيارة المنزل الذي يشهد أعمال تصوير المسلسل، ويقوم الإسرائيليون بالتقاط صور تذكارية في كل أرجاء المنزل ومعالم مدينة بورصة، ونشرها على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي. وأشار وكلاء السياحة إلى أن معظم السياح الإسرائيليين الذين يزورون تركيا هم من المجتمع العربي».

زراعة الشعر

وبجانب السياحة تجذب عمليات زراعة الشعر في تركيا عددا من الإسرائيليين، حيث أصبحت تركيا دولة مهمة في عملية زراعة الشعر. ويستغل الإسرائيليون الفرصة لاستعادة الشعر الكامل الذي كان لديهم ذات مرة، مقابل دفع آلاف اليوروهات وقضاء عدد من أيام العطلة في تركيا.

ولفت التقرير إلى أن آلاف الإسرائيليين سافروا إلى تركيا لاستعادة مظهرهم الشاب الذي خسروه بسبب الصلع، قاصدين عشرات العيادات التي تهتم بهذا الموضوع. ويستغل الكثير من الإسرائيليين الذين يجرون عمليات زراعة الشعر الفرصة ويتجولون بعد العمليات الجراحية في شوارع إسطنبول لتناول الأكل وقضاء وقت في السياحة.

وفي فبراير 2017 تراجعت إيرادات قطاع السياحة التركي بواقع 27.2% ، وهو ما دفع الحكومة التركية إلى إعلان المشاركة في معرض السياحة المتوسطي الدولي الذي كان مقررا انعقاده في 7 فبراير الجاري في تل أبيب بعد قرابة شهرين من عودة العلاقات الدبلوماسية والتطبيع الكامل بين نظام إردوغان وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال السفير التركي لدى تل أبيب، كمال أوكم، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام تركية حينها إن المعرض الإسرائيلي يشارك فيه 1500 جهة سياحية تمثل 46 دولة، مؤكدا أن بلاده تسعى لتعويض خسائرها في قطاع السياحة.

الغاز الإسرائيلي

وفي منتصف ديسمبر الماضي تلقت إسرائيل طلبا من أنقرة للتفاوض حول مد خطوط أنابيب الغاز الإسرائيلي عبر المياه الإقليمية التركية إلى أوروبا، بعد رفضها السابق، حيث أبلغ مسؤول حكومي تركي تل أبيب أن أنقرة في انتظار تعيين وزير طاقة جديد لبحث الموضوع، في حين أن تركيا كانت أعلنت أنها لن تسمح بمد أنابيب غاز إسرائيلية إلى أوروبا عبر المياه البحرية الإقليمية والأراضي التركية.

وفي يناير الماضي كشفت صحيفة «زي ماركر» الاقتصادية الإسرائيلية النقاب عن ترحيب حكومة العدالة والتنمية في تركيا بالسياح الإسرائيليين رغم الانتقادات الحادة الظاهرية للرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضد دولة إسرائيل.

وذكرت الصحيفة أن السنوات الثلاث الماضية شهدت زيادة كبيرة في عدد السياح الإسرائيليين إلى تركيا، فوفق المعطيات الرسمية سافر إلى تركيا خلال عام 2018 أكثر من 440 ألف إسرائيلي، بزيادة نسبتها 16% في أعداد السياح الإسرائيليين.

وقالت الصحيفة إن تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار شجع الإسرائيليين على السفر إلى أنقرة، فهذا التغيير في سعر الصرف أدى إلى انخفاض أسعار السفر إليها، بما في ذلك التسوق والمطاعم.

إردوغان وإسرائيل.. علاقات حميمة


  • قدم إردوغان الكثير من التسهيلات والمساعدات لليهود، وسمح لهم بالهجرة إلى فلسطين


  • سلمته منظمة المؤتمر اليهودي الأمريكي وسام الشجاعة في 25 يناير 2004


  • التقى إردوغان قيادات اللوبي اليهودي في واشنطن، بينهم بول فولفويتز وريتشارد بيرل في 2003


  • زار إسرائيل في مايو 2005 واستقبله شارون وقال له »أهلا بك في القدس عاصمة إسرائيل الأبدية«، ولم يعترض


  • اتهم بالتواطؤ مع الصهيونية العالمية ومنظمات اللوبي اليهودي إثر زيارته متحف ضحايا النازية


  • منحت رابطة مكافحة التشهير »ADL« اليهودية الأمريكية إردوغان وسام الشجاعة السياسية في 10 يونيو 2005


  • عاد للقاء قيادات اللوبي اليهودي في أمريكا وتركيا في سبتمبر 2019


  • بعد إعلان صفقة القرن.. تهرب الرئيس التركي مع استهداف دونالد ترمب رغم أنه صاحب الصفقة