الرأي

الغش في زمن كوفيد 19

مانع اليامي
كلما حاولت البعد عن التطرق إلى العمالة الوافدة وعمليات الغش «جد علم جديد» مستفز، وسحبني لتأمل ما يحدث والتفكير فيه من زوايا مختلفة. الحاصل أن من يتابع ما يقوم به البعض من العمالة عربا وغير عرب، يدرك أن هناك ثقافة سائدة تحركهم نحو ارتكاب المخالفات وتحديدا الغش، النظام بما فيه من عقوبات لم يأت بحل فعلي، ولم يلفت نظر هذه الشريحة كما يظهر.

نعم الدلائل تقول إن خطر العمالة يتزايد خاصة في مجال الغش وأبوابه كثيرة وحوادثه تتكرر، والسؤال في المقابل: هل نحن بحاجة إلى خطاب جديد يكسر جمود الصبر على ما يحدث؟ الأكيد أننا بحاجة إلى مصارحة أنفسنا، كم من المقاطع المصورة التي نتداولها حول الغش التجاري مثلا؟ وهل وظفنا محتواها توعويا للمساعدة في فحص ما نريد اقتناءه أو استعماله - مواد استهلاكية أو غيرها؟ الثقافة المضادة خطوة أولى للسيطرة، هذا رأيي لمحاصرة ما يدور في ذهنية بعض العمالة التي تستغل في وضح النهار إنسانية بلدنا وطيبة مجتمعنا وسذاجة وجشع البعض منا وهم قليلون جدا ويعيشون حالة موت ضمير.

المهم أن فطنة المجتمع المحلي كفيلة بتبريد تسويق البضاعة المغشوشة في أقل التقديرات، صحيح أن عمليات الغش تتطور والمعلومات الدقيقة التي يمكن أن تساعد في فحص المواد على بصيرة شحيحة، إلا أن تنشيط عادة فحص الأشياء والتعود على مراجعة التفاصيل إلى جانب التكاتف المجتمعي؛ عوامل تفرضها الضرورة ومواجهه الغش، والتعاون مع الجهات المختصة لا شك ضرورة ملحة، وهنا تذكر جهود المنظومة الأمنية والجهات الأخرى فتشكر.

لا خلاف على أن السوق السعودي يتميز عن غيره بالقوة الشرائية وسعة مجال الاستهلاك، لكن الخلاف على التسلل عبر هذه الخصائص لممارسة عمليات الغش التي تهدد حياة الناس بشكل مباشر.

وفي الختام، تبقى عملية الغش التي مُنع شرها الأيام الفائتة والمتمثلة في ضبط مجموعة من العمالة في وقت منع التجول يغشون ويزورون تواريخ صلاحية صابون الأيدي والمعقمات منتهية الصلاحية، نعم تبقى هذه العملية مقلقة للغاية، ليس لحدوثها في ظرف دقيق فحسب، بل لتجرد من قاموا بها من الإنسانية. إنهم يغشوننا في زمن كورونا! ماذا بقي؟! وبكم يتجدد اللقاء.

alyamimanae@gmail.com