الرأي

مؤامرة الكورونا وتعامل الدول معها

جابر العصيمي
منذ ظهور وباء فيروس كورونا (كوفيدا-19) في الصين بداية ديسمبر عام 2019، والتكهنات التي أثيرت وقتها حوله، ثم انتشاره إلى كل أنحاء العالم وتصنيفه كجائحة، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض البرامج التلفزيونية بالنقاش، وطرح التفسيرات المتعددة حوله، انتهاء بوصفه 'فيروس مخلق'، حتى وصل الحال بالبعض أن يتعاملوا مع الحدث كخبراء سياسيين وصحيين. وكانت غالبية نقاشاتهم وتفسيراتهم حول الجائحة ومسبباتها تتمحور حول ثلاثة تفسيرات:

1. يعتقد أصحاب هذا التفسير أن كورونا مؤامرة غربية مفتعلة الغرض منها: تخفيض أعداد سكان العالم خاصة الصين، ولعدم مواءمة النمو السكاني مع الموارد الغذائية، وكان تخليق الفيروس حلا ناجعا للمشكلة حسب زعمهم.

2. يعتقد أصحاب هذا التفسير أن كورونا مؤامرة اقتصادية غربية ضد الصين الغرض، منها: ضرب الاقتصاد الصيني، شل نفوذه ونموه الاقتصادي، الذي بدأ يسحب البساط من الغرب، وكورونا الحل الأنسب حسب زعمهم.

3. يعتقد أصحاب هذا التفسير أن كورونا مؤامرة صينية الغرض منها: السيطرة وسحب كل أصول ورؤوس الأموال الأجنبية، وكورونا الحل للاستحواذ على الأموال، وإن تضررت الصين منها، لأن الغاية تبرر الوسيلة حسب زعمهم.

ومع الاستعداد والاستنفار لغالبية دول العالم، واتخاذها كل التدابير لمواجهة الجائحة، والخسارة الكبيرة التي ألمت بها ماديا وبشريا، يجعل التفسيرات المختلفة لنظريات المؤامرة ضعيفة، لا تصمد أكثر تجاه الحدث بشكل عام.

وفيما يخص تعامل الدول مع الجائحة ومواجهتها انقسم إلى:


  • - دول ذات التعامل الإسلامي الإنساني: وخير من يمثل هذا النوع من التعامل: المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان و ولي عهده الأمين الأمير محمد حفظهم الله، وما حققه هذا التعامل من تضامن وتكافل وتعاون بين القيادة والمجتمع، والنابعة من قيم إسلامية ترقى فوق أي اعتبار وفوق أي قيم اقتصادية 'قيم السوق'، لأن المرجعية النهائية الإسلام، ومنظومة القيم النابعة منه. (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).


  • - دول ذات التعامل الاقتصادي: فهي دول ترقى بقيم السوق، فوق أي قيم إنسانية أو أخلاقية، لأن مرجعتيهم النهائية في الحياة العامة اقتصاديات السوق، بما فيها من تقاتل وتنافس وصراع، وهنا نورد مصطلح الحوسلة الذي نحته المفكر والفيلسوف عبدالوهاب المسيري، ويعني به التعامل مع الإنسان ليس بصفته البشرية، لكن كمادة استعمالية بعيدة كل البعد عن الخصوصية، أو القداسة، أو أي اعتبارات أخلاقية، مجرد وسيلة لشيء معين فقط، دون مراعاة أبعاد أخرى.




وما صرح به رئيس الوزراء البريطاني بقوله 'استعدوا لفقد أحبابكم' لدليل على مرجعيتهم النهائية. وأورد هنا رسالة الرئيس الأمريكي ترمب في حسابه الالكتروني بقوله 'إنه لشرف عظيم لي أن أعلن يوم الأحد 15 مارس يوما وطنيا للصلاة، نحن بلد، طوال تاريخنا، نتطلع إلى الرب للحماية والقوة في مثل هذه الأوقات'. وهذا موضوع آخر لمناقضة الغرب لعلمانيته!