الرياض وواشنطن.. الأولوية للشراكة الاقتصادية
الاثنين / 22 / رمضان / 1437 هـ - 01:30 - الاثنين 27 يونيو 2016 01:30
هناك تغيير في السياسة الأمريكية، فقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلي عن حلفائها المعتدلين في الشرق الأوسط، ولم تقف عند هذا الحد، بل اتضح موقفها من ثورة الثلاثين من يونيو في مصر التي أطاحت بالنظام الإخواني، وحظيت مصر ما بعد هذه الثورة بدعم سياسي واقتصادي خليجي، فقد جاء موقف الإدارة الأمريكية الغامض لكي يثبت أيضا أن السياسة الأمريكية أصبحت أكثر ميلا لدعم جماعات وحركات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، حيث تمتلك هذه الجماعات والحركات تاريخا مليئا بالعنف وتهديد الأمن والاستقرار.
ولم يهدأ التوتر بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية حتى جاء الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية، وسبق هذا الاتفاق اجتماعات سرية بين واشنطن وطهران حول ملفات المنطقة في العاصمة العمانية مسقط، وبالنظر للسلوك الإيراني ما بعد هذا الاتفاق النووي نجد أن هذا الاتفاق الذي هو سياسي بالدرجة الأولى ما بين واشنطن وطهران أكثر منه اتفاق نووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمجموعة السداسية، جاء لكي يطلق الذراع الإيرانية التخريبية في المنطقة ويمهد الطريق لها لإعادة إحياء مشروعها تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، ما يعني أن هذا الاتفاق النووي جاء على حساب مصالح وأمن واستقرار المنطقة.
على الرغم من أن التوتر بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بدأ يخف تدريجيا إلا أن العلاقة بين الرياض وواشنطن لن تعود كما كانت عليه في السابق، وهذا ما بدا واضحا خاصة وأن المواقف السياسية والأمنية بين البلدين أصبحت اليوم أكثر تباعدا مما كانت عليه في السابق، فلو نظرنا إلى الملف السوري نجد أن مواقف البلدين متباعدة، ففي حين تجدد الرياض دعوتها لواشنطن بالتدخل العسكري في سوريا جددت واشنطن رفضها لأي تدخل عسكري في سوريا لإسقاط النظام السوري.
وأما عند الحديث عن الملف اليمني نجد أن واشنطن ليس لديها اهتمام كبير بأمن واستقرار المنطقة من خلال بعض الممارسات التي تؤكد على ذلك، من خلال تأكيدها على عدم تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية على الرغم من أعمالهم الإرهابية بالشعب اليمني وعلى الحدود مع السعودية، وكذلك تأكيدها لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بعد وضع التحالف العربي على القائمة السوداء، وما تحدث عنه من وجود ضغوط سعودية على الأمم المتحدة ما يعني أن الخطوة التي أقدمت عليها الأمم المتحدة قد تكون مسيسة تقف خلفها دول تسعى لعرقلة عمل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن.
أما فيما يخص الملف العراقي نجد أن صمت واشنطن الذي ليس له مبرر حول وجود مستشارين إيرانيين بقيادة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والذي لم يكن وجودا سريا بل كان علنيا بإعلان من الحكومة العراقية والإيرانية في عملية تحرير الفلوجة من تنظيم داعش الإرهابي، نجد أن هذا الصمت الأمريكي ربما يؤكد أن واشنطن لم تعد كما كانت عليه في السابق، حيث أصبحت أكثر تساهلا تجاه تحركات إيران في المنطقة وخصوصا عندما طالب أوباما السعودية بما أسماه السلام البارد مع إيران، ودعوته الرياض وطهران إلى التعايش وتقاسم النفوذ في المنطقة.
بالنظر إلى زيارة ولي ولي العهد إلى واشنطن وما عقده من اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين نجد أن الزيارة لم تأخذ طابعا سياسيا وأمنيا، بل كانت ذات طابع اقتصادي أكثر، حيث كانت الرؤية السعودية 2030 حاضرة وبقوة على طاولة الاجتماعات السعودية الأمريكية.