الرأي

الرؤية الثقافية في السعودية منارة أمل خلال الأوقات الصعبة

الأمير بدر بن فرحان آل سعود - وزير الثقافة
بعد عام من إطلاق المملكة برنامجها للارتقاء كمركز ثقافي عالمي، أصبح استمرار المملكة في جمع الشعوب معا عبر التبادل الثقافي أمرا أساسيا.

يصادف اليوم الجمعة الذكرى السنوية الأولى لإطلاق رؤيتنا الثقافية، والمبادئ التوجيهية التي تحدد كيفية تحقيق وزارة الثقافة مهمتها في قيادة التحول الثقافي في السعودية.

ومع ذلك وبينما نصل إلى هذا المعلم، نجد أنفسنا وسط أحداث غير مسبوقة في الآونة الأخيرة، جالبة معها أسبابا للتوقف والتأمل.

من المهم خلال هذه الأوقات وأكثر من أي وقت مضى أن نقدر جميع ما يربطنا، إذ لطالما كانت الثقافة قوة ربط قادرة على توفير الحس بالراحة والانتماء، وجسرا بين الشعوب والثقافات.

وبينما أتأمل في إنجازاتنا العديدة خلال العام الماضي، يبدو جليا أنها كانت نجاحا باهرا. ومن الضروري أن نمضي قدما بإحساس واضح بالهدف، وهو جمع الشعوب معا عبر التبادل الثقافي، على سبيل المثال، رأينا العام الماضي استضافة مدينة جدة لأول مزاد فني خيري في السعودية، في شراكة بين دار المزاد الشهير (كريستي) ووزارة الثقافة.

ورأينا استضافة مدينة الرياض افتتاحية مستقبل الأزياء التي جمعت أفضل ما في المملكة والمواهب العالمية، ورأينا المعارض الجميلة حول المملكة والعالم مرحبة بالفنانين السعوديين بجانب المجتمع العالمي المبدع. يساعد كل ذلك على الارتقاء بالسعودية كمركز ثقافي عالمي، ويعزز تبادل المعرفة مع أصدقائنا حول العالم، وبينما نتقدم في هذه الرحلة التاريخية، من المهم أن نتذكر أهمية الثقافة، تبني الثقافة التفاهم بين الشعوب وتثري حياة من تلمسهم كما تمثل محركا قويا للنمو الاقتصادي.

أظهرت دراساتنا تمكن القطاع الثقافي من توفير مئة ألف وظيفة، والمساهمة بأكثر من 23 مليار دولار في اقتصاد الدولة بحلول 2030.

تعرف قيادة دولتنا الأثر التحولي الذي تحمله الفنون والثقافة على المجتمع، وترسم رؤية 2030 مخططات طموحة بينما نطور صناعاتنا الثقافية، لكن الأمر يماثل بناء منزل، حيث تعتمد المخططات على أسس قوية، وبالنسبة للسعودية، شعبنا هو ما يشكل هذه الأسس.

ولذلك فإن الجزء الأكثر إلحاحا من مهمتنا هو إنشاء نظام بيئي ثقافي يمكن شعبنا الشاب والديناميكي، ويفتح إمكاناته الكاملة. نمتلك ثروة من المواهب المحلية التي ستقود التحول الثقافي في المملكة، ويعد تسخيرها جزءا من الدور الذي أقوم به. نحن في وزارة الثقافة نمضي قدما في استراتيجيتنا لهذا القطاع، والتي تتضمن مجموعة من المبادرات السياسية التي تظهر التزامنا برعاية الموهبة وتنميتها.

أعلنا أخيرا عن برنامج جديد للمنح الثقافية، يوفر البرنامج فرصا تعليمية وتدريبية متخصصة للطلاب السعوديين المبتعثين بالخارج،

وأعلنا عن شراكة مع مؤسسة أمير ويلز للفنون التقليدية في بريطانيا، لإطلاق مركز فنون البناء الذي يوفر سلسلة من برامج التدريب المهنية لمحترفي تجديد التراث.

كما أطلقنا برنامج منح جديدا لمصممات الأزياء السعوديات بالشراكة مع مدرسة بارسونز الجديدة للتصميم، إحدى أرقى مدارس تصميم الأزياء في العالم، سيوفر البرنامج الذي أعلنا عنه خلال فعالية مستقبل الأزياء في الوزارة لمصممات الأزياء السعوديات الشابات والطموحات فرصة ارتياد إحدى المؤسسات المرموقة التي علمت مصممين عالميين.

كما أشعر بالفخر لرؤية التخطيط الجاري لمبادرة الإقامة الفنية، وهي سلسلة من أماكن الإقامة الممولة بالكامل للفنانين والكتاب والأمناء، والتي ستوفر للفنانين السعوديين والدوليين البنى التحتية المادية والتكنولوجية لتنمية مواهبهم. نحن ملتزمون بتقديم هذه البرامج مهما كانت الظروف.

سوف نتكيف ونتغلب ونقدم، لأن جميع هذه البرامج هي خطوات تدريجية في رحلتنا نحو التحول الثقافي، رحلة تعد بإثراء الحيوات، وتمكين الأجيال الحالية والمستقبلية من المبدعين الثقافيين. أظهرت لنا السنين القليلة الماضية أن لا حد لما يستطيع المبدعون السعوديون تحقيقه حين تتوفر لهم فرص وأدوات النجاح.

رأينا صانعي الأفلام السعوديين يحصلون على جوائز عالمية في مهرجانات مرموقة، مثل مهرجان ساندانس ومهرجان البندقية، ورأينا فنانين سعوديين يقودون عودة المملكة إلى بينالي البندقية.

كما رأينا تقديم خمسة فنانين سعوديين أعمالهم الفنية المذهلة في (ديزرت اكس العلا)، أول معرض فني من نوعه يستجيب للموقع في السعودية. كما قدم ثلاثة فنانين سعوديين أعمالهم في بينالسور، أول بينالي فن معاصر مسافر في العالم، وتستمر القائمة.

إن المواهب التي نمتلكها في جميع أنحاء الدولة، سواء كانت راسخة أو ناشئة، شابة أو كبيرة السن، حضرية أو ريفية، تشكل جزءا أساسيا من رؤيتنا للقطاع. إنهم سفراء ثقافيون سيلقون الضوء على هويتنا الوطنية الفريدة ويعرضون ثقافتنا الغنية للعالم، ومن مسؤوليتنا أن نوفر لهم الدعم الذي يحتاجونه للازدهار، وبفعل ذلك نقوم بإرساء الأسس القوية لمستقبل الثقافة السعودية.

____________

عام على إطلاق رؤيتنا الثقافية.. ماذا أنجزنا؟

1- أول مزاد فني خيري في السعودية مدينة جدة، بشراكة بين دار المزاد (كريستي) ووزارة الثقافة.

2- افتتاحية مستقبل الأزياء بمدينة الرياض التي جمعت مواهب المملكة والمواهب العالمية.

3- سيوفر القطاع الثقافي مئة ألف وظيفة، سيسهم بأكثر من 23 مليار دولار بحلول 2030.

4- العمل على إنشاء نظام بيئي ثقافي يمكن شعبنا الشاب ويفتح إمكاناته الكاملة.

5- برنامج جديد للمنح الثقافية للمبتعثين.

6 - شراكة مع مؤسسة أمير ويلز للفنون التقليدية في بريطانيا لإطلاق مركز فنون البناء.

7- برنامج منح جديد لمصممات الأزياء السعوديات بالشراكة مع مدرسة بارسونز الجديدة للتصميم.

8- التخطيط لمبادرة الإقامة الفنية للفنانين السعوديين والدوليين لتنمية مواهبهم.

9- جوائز عالمية في مهرجانات مرموقة مثل مهرجان ساندانس ومهرجان البندقية.

10- تقديم خمسة فنانين سعوديين أعمالهم الفنية المذهلة في (ديزرت اكس العلا).

11- قدم ثلاثة فنانين سعوديين أعمالهم في بينالسور.

وتستمر القائمة.