فيروس كورونا.. أي عبرة للإنسان؟
الخميس / 2 / شعبان / 1441 هـ - 20:00 - الخميس 26 مارس 2020 20:00
قبل ظهور فيروس الكورونا كان هناك توجه عالمي لبناء جدران عازلة وغلق الحدود بين عديد من البلدان المتنازعة كالولايات المتحدة والمكسيك، بين إسرائيل وفلسطين، بين المجر وصربيا أو كرواتيا، فضلا عن كل التهديدات التي أطلقها دونالد ترمب منذ توليه السلطة في الولايات المتحدة من تنكر للاتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع إيران في 14 يوليو من سنة 2015، والذي انتهى بخروج الولايات المتحدة منه في 8 مايو 2018 مع الإعلان عن عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، وقد انسحب ترمب كذلك من اتفاقية باريس للمناخ التي وقعتها 195 دولة سنة 2015، والتي كان هدفها السعي إلى التوصل إلى اتفاق عالمي جديد بشأن التغير المناخي، وانسحب من عدة اتفاقيات ومنظمات دولية بحجة أنه لا يعترف إلا بمصلحة أمريكا مع رفع شعار « أمريكا أولا» .
إن المتأمل اليوم في الإجراءات الوقائية التي اتخذتها جميع الدول لحماية مواطنيها من الفيروس، كمنع التنقل والسفر وغلق الحدود وضرورة الحظر الصحي، تعبر كلها من الناحية الرمزية عما ذهبت إليه السياسات العازلة من قبل. وتتمثل النقطة المشتركة بين التوجهين هي طمأنة المواطنين وإعطاؤهم شعورا وهميا بالأمان.
بهذه الطريقة، فإننا لا يمكن أن نعي بالمشكل الحقيقي، وهو الغياب الكلي لقرارات هامة دولية عابرة للحدود من أجل مقاومة الانحباس الحراري وتسوية أوضاع المهاجرين في العالم والأوبئة والأمراض، التي تعصف بالآلاف من البشر في العالم، وكذلك الجرائم الاقتصادية كالتهرب الضريبي، أي كل المشاكل التي لا تهدد الأمن السياسي العالمي فحسب، وإنما كذلك الأمن البيئي والغذائي أي الصحي أساسا.
لذلك فإن الدرس الحقيقي الذي على السياسيين في العالم أن يستخلصوه من تفشي هذا الوباء، هو أننا نعيش في عالم مرتبط ومترابط، وأن الحدود في العالم لم تعد تعني شيئا، وأن كل اصطفاف على أساس القوة أو الدين أو العرق أو المصالح لا معنى له ومآله الانهيار، بل إن كل مشاكل العالم هي قنابل موقوتة ما لم يقع حلها عالميا دون انغلاق الدول العظمى على نفسها أو تفكيرها في مصالحها الضيقة، وأن الصحة العالمية هي مسؤولية مشتركة لا بد أن تتحمل مسؤوليتها الدول المنتجة للعلم وللأدوية في مقام أول، وأن تعمل على نشر مبادئ الصحة في البلدان الفقيرة وأن تعينها على تجاوز كل العوائق التي تحول بينها وبين الاضطلاع بالبحث العلمي، إذ يبدو أن فيروس الكورونا هو فيروس حيواني المصدر ينتقل إلى الإنسان، وهو سريع العدوى عابر للقارات لا يعترف بالحدود ولا بالفروق العسكرية واللوجستية بين الدول، لا يميز بين مسلم وكافر أو بين مسيحي وبوذي، بين فقير أو غني، قد لا ينجو منه تقي أو ملياردير وينجو منه طفل مشرد.
لا شيء أكثر إلحاحا من أن تتفطن هذه الدول إلى أن كل ما يقع في العالم يهدد أمنها واستقرارها، وهو يعنيها بصفة مباشرة، إذ إن هذا الفيروس يبين لنا أن العالم لا يخضع فقط لمنطق السوق والمال والربح الاقتصادي بل إن الهواء الذي نتنفسه والتغذية التي نتناولها والبيئة التي نعيش فيها هي أولوية الأولويات.
ولنعتبر من الطبيعة التي تقول لنا بأن أصغر الأجسام يمكن أن يؤثر على أكبر الكواكب.
إن المتأمل اليوم في الإجراءات الوقائية التي اتخذتها جميع الدول لحماية مواطنيها من الفيروس، كمنع التنقل والسفر وغلق الحدود وضرورة الحظر الصحي، تعبر كلها من الناحية الرمزية عما ذهبت إليه السياسات العازلة من قبل. وتتمثل النقطة المشتركة بين التوجهين هي طمأنة المواطنين وإعطاؤهم شعورا وهميا بالأمان.
بهذه الطريقة، فإننا لا يمكن أن نعي بالمشكل الحقيقي، وهو الغياب الكلي لقرارات هامة دولية عابرة للحدود من أجل مقاومة الانحباس الحراري وتسوية أوضاع المهاجرين في العالم والأوبئة والأمراض، التي تعصف بالآلاف من البشر في العالم، وكذلك الجرائم الاقتصادية كالتهرب الضريبي، أي كل المشاكل التي لا تهدد الأمن السياسي العالمي فحسب، وإنما كذلك الأمن البيئي والغذائي أي الصحي أساسا.
لذلك فإن الدرس الحقيقي الذي على السياسيين في العالم أن يستخلصوه من تفشي هذا الوباء، هو أننا نعيش في عالم مرتبط ومترابط، وأن الحدود في العالم لم تعد تعني شيئا، وأن كل اصطفاف على أساس القوة أو الدين أو العرق أو المصالح لا معنى له ومآله الانهيار، بل إن كل مشاكل العالم هي قنابل موقوتة ما لم يقع حلها عالميا دون انغلاق الدول العظمى على نفسها أو تفكيرها في مصالحها الضيقة، وأن الصحة العالمية هي مسؤولية مشتركة لا بد أن تتحمل مسؤوليتها الدول المنتجة للعلم وللأدوية في مقام أول، وأن تعمل على نشر مبادئ الصحة في البلدان الفقيرة وأن تعينها على تجاوز كل العوائق التي تحول بينها وبين الاضطلاع بالبحث العلمي، إذ يبدو أن فيروس الكورونا هو فيروس حيواني المصدر ينتقل إلى الإنسان، وهو سريع العدوى عابر للقارات لا يعترف بالحدود ولا بالفروق العسكرية واللوجستية بين الدول، لا يميز بين مسلم وكافر أو بين مسيحي وبوذي، بين فقير أو غني، قد لا ينجو منه تقي أو ملياردير وينجو منه طفل مشرد.
لا شيء أكثر إلحاحا من أن تتفطن هذه الدول إلى أن كل ما يقع في العالم يهدد أمنها واستقرارها، وهو يعنيها بصفة مباشرة، إذ إن هذا الفيروس يبين لنا أن العالم لا يخضع فقط لمنطق السوق والمال والربح الاقتصادي بل إن الهواء الذي نتنفسه والتغذية التي نتناولها والبيئة التي نعيش فيها هي أولوية الأولويات.
ولنعتبر من الطبيعة التي تقول لنا بأن أصغر الأجسام يمكن أن يؤثر على أكبر الكواكب.