الحقد المستحب!
سنابل موقوتة
الاثنين / 21 / رجب / 1441 هـ - 23:15 - الاثنين 16 مارس 2020 23:15
ندرك جميعنا - أو أكثرنا - بأن الظرف الذي نعيشه اليوم ظرف استثنائي صادم، لم يكن مخططا له ولا متوقعا، ولذلك فإننا كلنا - أو بعضنا - نتقبل فيه التضحية ببعض ما نعتقد أنه الحياة، نتقبل خسائر مالية، وعلاقاتنا الاجتماعية تصبح في أدنى حدودها، تتغير فيه حتى بعض طباعنا وعاداتنا التي ظننا أنها أقوى من أن يطالها التغيير.
هذا أمر منطقي في «الظروف الاستثنائية»، لكن المشكلة أنه يوجد فئام من الخلق لا يريدون أن يتغير شيء مما اعتادوا عليه، وهم خلق من خلق ربي قدر لهم أن تكون التجارة مصدر دخلهم، فكثير من هؤلاء - أو بعضهم - لا يكتفي بأنه لا يريد أن يتغير عليه شيء، بل إنه بلغ من الأنانية مبلغا يجعل البشر في موقف محرج ومخجل أمام بقية مخلوقات الأرض، ولو قدر للدواب وهوام الأرض أن تتكلم مع البشر لأشبعتهم تشنيعا وسخرية من أنانية بعض المنتمين للجنس البشري.
هؤلاء يعتبرون كل كارثة ومصيبة ووباء فرصة سانحة لجني كثير من الأرباح، مفهوم التضحية لديهم لا يعني سوى التضحية بالآخرين، ليس من أجل البقاء ولكن من أجل أن يكون بقاء أكثر ربحا.
يرتفع دخل المواطن لأي سبب كان فيرون أنهم أولى بهذه الزيادة منه، فيرفعون أسعار سلعهم، يجتاح وباء العالم فيرون أنه الوقت المناسب لرفع سعر كل ما يحتاج إليه الإنسان في أزمته، لا يفكرون سوى في أنفسهم في كل الأوقات، وإن كانت أنانيتهم في أوقات السعة مجرد خلق ذميم، فإنها في أوقات الضيق جريمة بشعة في حق المجتمع الذي يعيشون فيه.
في هذه الأيام تضحي الحكومة والناس والشجر والحجر، ويجتهد الجميع ويبذلون أكثر مما يستطيعون من أن أجل العبور بسلام، إلا تلك الفئة المارقة التي تريد أن تطول الأزمة قليلا من أجل مصلحة مادية.
وعلى أي حال..
احفظوا وجوههم، وأسماء شركاتهم ودكاكينهم ومنتجاتهم، فهذه الأزمة ستمر إن شاء الله، وسنلتقي بحوله وقدرته في الضفة الأخرى بعد أن نعبر نهر هذا الوباء سالمين، ولعلي أحلم وأدعو وأحرض على ألا ننسى حين نصل إلى الضفة الأخرى كل من استغل حاجتنا، أن ننبذهم في أوقات السعة. أن يكونوا محل احتقار كل الناجين من كارثة هذا الكوكب المنكوب، أشعر برغبة مبكرة في التشفي من كل أولئك الأنانيين الأوباش. وإني لأجد «الحقد» تجاههم من فضائل الأمور.
agrni@
هذا أمر منطقي في «الظروف الاستثنائية»، لكن المشكلة أنه يوجد فئام من الخلق لا يريدون أن يتغير شيء مما اعتادوا عليه، وهم خلق من خلق ربي قدر لهم أن تكون التجارة مصدر دخلهم، فكثير من هؤلاء - أو بعضهم - لا يكتفي بأنه لا يريد أن يتغير عليه شيء، بل إنه بلغ من الأنانية مبلغا يجعل البشر في موقف محرج ومخجل أمام بقية مخلوقات الأرض، ولو قدر للدواب وهوام الأرض أن تتكلم مع البشر لأشبعتهم تشنيعا وسخرية من أنانية بعض المنتمين للجنس البشري.
هؤلاء يعتبرون كل كارثة ومصيبة ووباء فرصة سانحة لجني كثير من الأرباح، مفهوم التضحية لديهم لا يعني سوى التضحية بالآخرين، ليس من أجل البقاء ولكن من أجل أن يكون بقاء أكثر ربحا.
يرتفع دخل المواطن لأي سبب كان فيرون أنهم أولى بهذه الزيادة منه، فيرفعون أسعار سلعهم، يجتاح وباء العالم فيرون أنه الوقت المناسب لرفع سعر كل ما يحتاج إليه الإنسان في أزمته، لا يفكرون سوى في أنفسهم في كل الأوقات، وإن كانت أنانيتهم في أوقات السعة مجرد خلق ذميم، فإنها في أوقات الضيق جريمة بشعة في حق المجتمع الذي يعيشون فيه.
في هذه الأيام تضحي الحكومة والناس والشجر والحجر، ويجتهد الجميع ويبذلون أكثر مما يستطيعون من أن أجل العبور بسلام، إلا تلك الفئة المارقة التي تريد أن تطول الأزمة قليلا من أجل مصلحة مادية.
وعلى أي حال..
احفظوا وجوههم، وأسماء شركاتهم ودكاكينهم ومنتجاتهم، فهذه الأزمة ستمر إن شاء الله، وسنلتقي بحوله وقدرته في الضفة الأخرى بعد أن نعبر نهر هذا الوباء سالمين، ولعلي أحلم وأدعو وأحرض على ألا ننسى حين نصل إلى الضفة الأخرى كل من استغل حاجتنا، أن ننبذهم في أوقات السعة. أن يكونوا محل احتقار كل الناجين من كارثة هذا الكوكب المنكوب، أشعر برغبة مبكرة في التشفي من كل أولئك الأنانيين الأوباش. وإني لأجد «الحقد» تجاههم من فضائل الأمور.
agrni@