الرأي

التعليم «عن بعد».. عيوب الماضي وتحديات الحاضر

فواز عزيز
رغم أن الأزمات تكشف واقع الحال، إلا أنها أيضا ميدان لمواجهة التحديات وتحقيق النجاحات.

الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة انتشار فايروس كورونا، تضمنت «تعليق الدراسة» مؤقتا، وهذا الأمر يكشف لوزارة التعليم أمورا عدة عن واقع حال خدماتها «الالكترونية» لمراجعتها وتطويرها مستقبلا، ويضعها أمام تحديات الحاضر لتحقق نجاحات جديدة.

• أولا: تعليق الدراسة وإطلاق التعليم عن بعد.. ستكشف:

1. فوضى الخدمات الالكترونية في وزارة التعليم.

2. تعدد الخدمات الالكترونية لا يعني جودة الخدمات، في وزارة التعليم برامج الكترونية عدة منها: «نور، فارس، عين، المراسل الالكتروني، وأخرى تظهر وتختفي».

3. ما زال التعامل بين الوزارة وإدارات التعليم والمدارس على ظهر «الورق» و»الخطابات» و»التعاميم» التي تكتب وتطبع وتوقع ثم ترسل الكترونيا.

4. مسؤولو وزارة التعليم غير قادرين على التخلص من «الورق» مهما بلغت خدمات الوزارة الالكترونية.

5. لا يوجد تواصل الكتروني بين المدرسة والطالب أو الأسرة، إلا بجهود فريدة من بعض المعلمين أو المدارس.

6. لم تنجح الوزارة في تفعيل علاقة الطالب وأسرته بخدماتها الالكترونية، على سبيل المثال: الطالب لا يعرف الدخول على حسابه في برنامج نور المركزي.

7. مشروع قنوات «عين» فكرة جميلة وتضم محتوى تعليميا جيدا من المناهج، لكنها تقدم بطريقة غير احترافية وقوالب لا تختلف عن الفصول الدراسية، بدليل ضعف عدد المشاهدات على اليوتيوب.

8. مشروع «بوابة المستقبل» لا يزال يحبو، ولن ينجح قريبا إذا واصل بالمستوى نفسه.

9. التعليم الالكتروني في الجامعات مسمى بلا وجود، وأدوات بلا تفعيل.

• ثانيا: أما التحديات التي ستواجهها وزارة التعليم ولا بد أن تنجح فيها، لأن ذلك سيصحح المسار كثيرا في المستقبل، فمنها:

1. معالجة فوضى وكثرة الخدمات الالكترونية بتوحيدها، وتيسير التعامل معها للمعلم والطالب والأسر، بالاقتداء مثلا بالخدمات الالكترونية لوزارة الداخلية التي جمعت خدمات كل الإدارات التابعة لها في «أبشر».

2. التخلص من الورق والتحول إلى العمل الالكتروني بالكامل.

3. بناء قنوات تواصل الكترونية فعالة بين الطالب والمدرسة.

4. إحياء روح المنافسة بين المعلمين لإثراء محتوى قنوات «عين» على اليوتويب، بالتحفيز وتبني المبدعين منهم.

5. تجديد القوالب والأساليب التي يقدم بها المحتوى التعليمي على قنوات «عين».

6. مراجعة التعليمي الالكتروني بالجامعات وإعادته إلى المسار.

(بين قوسين)

• لو راجعت وزارة التعليم تاريخها «القريب» لوجدت أن: أول تحول تقني لها كان على يد معلمين هواة ببرنامج «معارف» الذي نقل إصدار الشهادات من الكتابة اليدوية إلى الحاسب الآلي.

• المعلمون هم القادرون على إحياء الميدان التعليمي وإثراء المحتوى التعليمي، إذا استفادت منهم الوزارة.

fwz14@