كورونا يدعونا إلى التفكير بمنطقية!
الأربعاء / 16 / رجب / 1441 هـ - 19:00 - الأربعاء 11 مارس 2020 19:00
حين ابتلى الله العالم بفيروس كورونا ومن قبله فيروسات أخرى متعددة، فإن له حكمته التي يريدها، ومن غير المنطقي أن يتألى بشري ـ أيا كان ـ على الله ويتأول أن الله أرسل هذا الوباء أو ذاك عقابا أو انتصارا لفئة على أخرى، فمن المفارقات أن نسمع همسا حول فايروس كورونا، مع أنه بدأ في بلادنا قبل سنوات، ثم تحور بشكل أشرس من السابق وظهر في الصين.
أستغرب كثيرا ربط بعضهم بين المعتقد والابتلاءات، وكأن أهل معتقد بعينه لا يصيبهم سوء ولا يمسهم مرض ولا ضر، وهذا في رأيي مما ابتليت به بعض العقول، نسأل الله لها الصلاح والفلاح، والتفكير بمنطقية لا تلوي أعناق الحكايات والأحداث إلى ما تظنه وتعتقده.
نرى اليوم ونحس بالرعب يلف العالم، وما تتخذه الدول من احتياطات لحماية مواطنيها من هذا التهديد الصحي، وأظن أن رعبنا في المنطقة العربية، وفي دول العالم الثالث مضاعف، ذلك أننا نتابع الأخبار والفواجع والأرقام تتصاعد من بلد إلى آخر، ولم يدر في حدسنا أن مركزا طبيا أو بحثيا من المنطقة العربية أو دول العالم الثالث سيعلن اكتشافه للقاح مضاد للفايروس، أو حتى التفكير والمحاولة في الأمر.
ما نزال في قائمة الانتظار، نترقب ما تعلنه الدول الكبرى عن مراكز أبحاثها، قاطعين الأمل في أن يكتشفه ولو عن طريق الصدفة فريق أو مركز بحثي عربي، وهذا الأمر يرعبنا ويجهد أعماق تفكيرنا، حين نرى أن صحتنا وصحة من نحب مربوطة بالآخر الذي ننظر إليه شزرا في حالات الأمن، ونجد أعناقنا ملوية إليه في حالات الرعب العاصف.
ربما يكون هذا الأمر باعثا للتفكير في جهتين مختلفتين، الأولى أهمية مراكز الأبحاث في شتى التخصصات، ودعم حركة البحث العلمي بكيفية تمكن العلماء والباحثين من أن يشاركوا الإنسانية همومها، وأن نسهم ولو لمرة واحدة في إنقاذ العالم من خطر كخطر كورونا المضارع، والجهة الأخرى أن نتفكر في الكيفية التي بات عليها كوكب الأرض، وكيف تتوحد كل البشرية لمواجهة الخطر المحدق بالبشر أجمعين، دون تمييز بين أعراقهم ولا معتقداتهم ولا مراكزهم الاقتصادية أو السياسية، وأن نعلم أن التعايش والسير في الركب الإنساني هما طوق النجاة، فلا التمايز ولا البغضاء ولا الأحقاد تجدي نفعا، وحساب المختلفين عقديا عند خالقهم وليس عند البشر.
ختاما: نشكر بلادنا وقيادتنا الرشيدة وكل الأجهزة الحكومية والخاصة التي تتصدى لحماية صحتنا وصحة أحبتنا، وتمد يد العون إلى منظمة الصحة العالمية والعالم، إسهاما في حل المعضلة، وإيمانا منها بدورها الإنساني، وهذا ما تعودناه من وطن الخير والإنسانية.
ahmad_helali@
أستغرب كثيرا ربط بعضهم بين المعتقد والابتلاءات، وكأن أهل معتقد بعينه لا يصيبهم سوء ولا يمسهم مرض ولا ضر، وهذا في رأيي مما ابتليت به بعض العقول، نسأل الله لها الصلاح والفلاح، والتفكير بمنطقية لا تلوي أعناق الحكايات والأحداث إلى ما تظنه وتعتقده.
نرى اليوم ونحس بالرعب يلف العالم، وما تتخذه الدول من احتياطات لحماية مواطنيها من هذا التهديد الصحي، وأظن أن رعبنا في المنطقة العربية، وفي دول العالم الثالث مضاعف، ذلك أننا نتابع الأخبار والفواجع والأرقام تتصاعد من بلد إلى آخر، ولم يدر في حدسنا أن مركزا طبيا أو بحثيا من المنطقة العربية أو دول العالم الثالث سيعلن اكتشافه للقاح مضاد للفايروس، أو حتى التفكير والمحاولة في الأمر.
ما نزال في قائمة الانتظار، نترقب ما تعلنه الدول الكبرى عن مراكز أبحاثها، قاطعين الأمل في أن يكتشفه ولو عن طريق الصدفة فريق أو مركز بحثي عربي، وهذا الأمر يرعبنا ويجهد أعماق تفكيرنا، حين نرى أن صحتنا وصحة من نحب مربوطة بالآخر الذي ننظر إليه شزرا في حالات الأمن، ونجد أعناقنا ملوية إليه في حالات الرعب العاصف.
ربما يكون هذا الأمر باعثا للتفكير في جهتين مختلفتين، الأولى أهمية مراكز الأبحاث في شتى التخصصات، ودعم حركة البحث العلمي بكيفية تمكن العلماء والباحثين من أن يشاركوا الإنسانية همومها، وأن نسهم ولو لمرة واحدة في إنقاذ العالم من خطر كخطر كورونا المضارع، والجهة الأخرى أن نتفكر في الكيفية التي بات عليها كوكب الأرض، وكيف تتوحد كل البشرية لمواجهة الخطر المحدق بالبشر أجمعين، دون تمييز بين أعراقهم ولا معتقداتهم ولا مراكزهم الاقتصادية أو السياسية، وأن نعلم أن التعايش والسير في الركب الإنساني هما طوق النجاة، فلا التمايز ولا البغضاء ولا الأحقاد تجدي نفعا، وحساب المختلفين عقديا عند خالقهم وليس عند البشر.
ختاما: نشكر بلادنا وقيادتنا الرشيدة وكل الأجهزة الحكومية والخاصة التي تتصدى لحماية صحتنا وصحة أحبتنا، وتمد يد العون إلى منظمة الصحة العالمية والعالم، إسهاما في حل المعضلة، وإيمانا منها بدورها الإنساني، وهذا ما تعودناه من وطن الخير والإنسانية.
ahmad_helali@