الرأي

كان الله في عون وزير الإعلام

جبريل العريشي
كان الله في عون وزير الإعلام المكلف ماجد القصبي، فقد تولى حقيبة ثقيلة بالفعل، واكتشف منذ اليوم الأول لتحملها أن الأداء فيها «لا يواكب تطلعات المواطن ونهضة الوطن ومكتسباته»، وهو ما يدفعنا لتساؤل يدور دوما في أذهاننا: كيف سيغير الوزير من الآليات المتبعة داخل الوزارة بحيث يحقق ما يتطلع إليه المواطن بصفة خاصة والدولة على وجه العموم؟

ولعل هذا الأمر لا شك في أن الوزير قد وضع له من الخطط والإجراءات التنفيذية بما يضمن - بعد توفيق الله - تحقيقه، خاصة أن الوطن يمر بمرحلة تاريخية عظيمة من النهضة والتطوير من خلال السعي لتحقيق طموحات الوطن التي تحملها رؤية 2030، وهو ما يتطلب وجود إعلام داخلي وخارجي، فاعل ومؤثر، يدعم قضايا الوطن ومسيرته التنموية الشاملة.

إننا نتطلع إلى أن تكون وزارة الإعلام قادرة على رسم الصورة الإيجابية المُنصفة للمملكة في الخارج، والأهم من ذلك أن تكون قادرة على حث الآخرين على مشاهدة هذه الصورة، وإقناعهم بما تحمله من رسائل. فالفوز بقلوب وعقول المتشككين هو الإنجاز الأكبر للإعلام في هذا الشأن، ونتطلع إلى أن يكون الإعلام قادرا على إرسال وابل مستمر من المعلومات السمعية والبصرية المختارة بعناية لتشكيل وجدان المتلقي، بما يحقق مصلحة الوطن، فتلك هي المسؤولية الدائمة التي تقع على عاتق الإعلاميين. وأن يكون الإعلام قادرا على تشكيل المواقف العامة تجاه القضايا الوطنية أو - على الأقل - التأثير عليها إيجابيا.

ولا تتوقف تطلعاتنا عند هذا الحد فحسب، بل نحن نتطلع لأن يكون هناك تخطيط غير تقليدي لاستخدام التقنيات النفسية لكسب القلوب والعقول، ولتعزيز أو تشجيع السلوك المتعاطف مع القضايا الوطنية، ونتطلع لأن يكون الإعلام سفيرنا المفضل لدى دول العالم، وهو ما يتطلب التغلب على حواجز اللغة والقيود الثقافية في هذه الدول. وحبذا لو كان ذلك من خلال شراكة مع مواطنين حكوميين فيها، الأمر الذي يضفي الشرعية على الرسائل التي توجه من خلالهم والتي تستهدف مواطنيهم.

نتطلع لأن يدعم الإعلام جهود المجتمع في الرقابة على مؤسسات الدولة والمساهمة في مكافحة الفساد، وهو الدور الذي يختلف عن دور الأجهزة الرقابية التي تقوم بدور الدولة في الرقابة على مؤسساتها، كما نتطلع لأن تكون مفردات اللغة السائدة في الإعلام هي الكلمات والصور والأشكال والأصوات، التي تتوحد كلها في شكل متكامل لكي توصل الرسالة المقصودة، وهي ما يطلق عليه بلغة التقنية «الوسائط المتعددة». فقد أصبحت هي الأداة الرئيسة لتشكيل الفكر والإحساس في الوقت الراهن، خاصة إذا كانت المواد التي تصاغ بمفردات تلك اللغة مقرونة بثقافة موجهة تهدف إلى صياغة مفاهيم محددة.

نتطلع لأن تكون مواقع التواصل الاجتماعي ميدانا رئيسيا للحضور الإعلامي الجاد والمسؤول، فمن يرتادون هذه المواقع يزيدون آلاف المرات على من يقرؤون الصحف أو يشاهدون التلفاز، ونتطلع لأن تكون اللغة المرئية هي أساس ما يبث من رسائل إعلامية لهم، حيث يمكن من خلالها عرض ما يشق فهمه بصورة جذابة ومحببة.

تطلعاتنا كثيرة يا وزير الإعلام. وأحلامنا بشأن الإعلام عظيمة، وثقتنا كبيرة في قدرتكم على تحقيقها.

jarishee@yahoo.com