مشاهد قرآنية إيمانية من داخل الحرم
مكيون
الاحد / 21 / رمضان / 1437 هـ - 02:30 - الاحد 26 يونيو 2016 02:30
قبل عدة عقود تقريبا كان الحفاظ يتنقلون من مكان إلى آخر ومن باب إلى باب، من أجياد وإبراهيم والسلام والعمرة والندوة إلى باب الملك والصفا، لكي يصححوا تلاواتهم القرآنية ويتقنوا حفظهم وتجويدهم على أساتذتهم الفضلاء.. محمد ذاكر، خليل الرحمن، محمد أكبر، عبدالحفيظ الجنيدي، محمد عيسى، محمد زكي داغستاني.. وبعض هؤلاء كان يخرج من حلقات التحفيظ إلى حلقات الحديث والفقه والنحو والفرائض والتفسير لدى أصحاب الفضيلة: عبدالله بن حميد، عبدالعزيز السبيل، علوي مالكي، محمد المالكي، محمد السبيل، محمد العربي، حسن مشاط، محمد خير، عبدالحق الهاشمي..«فرحين بما آتاهم الله من فضله» في أقدس بقعة مباركة على وجه الأرض، إضافة إلى فرحة الصوم والتراويح وختم القرآن في شهر القرآن.
ولا ننسى كذلك تلك المجموعات التي كانت تتدارس القرآن في أغلب أبواب الحرم المكي الشريف، وكانت تشمل الصغار والكبار معا، وكانوا يقرؤون حزبا حزبا إلى آخر كتاب الله عز وجل، وأيضا الأئمة الشباب الذين كانوا يتدربون في النوافل لتقوية حفظهم.
وتمضي الأيام والشهور والسنون فيحل هذا الجيل مكان الجيل الأول بكل ثقة وثبات، فنأخذ على سبيل المثال بعضا من الأساتذة الكرام: عبدالله نذير، حسنين سليمان، فؤاد ومراد وسجاد الحسن، وغيرهم من الأسماء التي غابت عن الذاكرة.. فكانت حلقاتهم تتلألأ بنور القرآن والزمان والمكان، ثم جاء الجيل الثالث والرابع، وفيهم البركة إن شاء الله تعالى.
وقفات قصيرة
كنت أشاهد الشيخ صالح بن حميد وهو يهرول نحو شيخه محمد أكبر لكي يسمع عليه ورده اليومي من التنزيل الحكيم، وكذلك الدكتور فؤاد سندي، رحمه الله، كان يجلس بجوار شيخه الأفغاني بوقار وأدب ليقرأ عليه كتاب النحو. كانت حلقتي أكثر حظا بالطلبة المتفوقين بتوفيق الله عزو جل، أمثال عمر السبيل، محمد مكي هداية الله، عبدالودود حنيف، عبدالله شفيع، الذين أصبحوا فيما بعد من أعضاء هيئة التدريس بجامعتي أم القرى والملك عبدالعزيز، والبعض الآخر أئمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، والبعض الآخر كذلك أئمة وخطباء في مساجد مكة المكرمة. اللهم افتح علينا وعليهم فتوح العارفين.
قال الإمام الشاطبي، رحمه الله:
وإن كتاب الله أوثق جامع
وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل حديثه
وترداده يزداد فيه تجملا
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته
من القبر يلقاه سنا متهللا
هنالك يهنيه مقيلا وروضة
ومن أجله في ذروة العز يتجلى