اختبارات الفحص المبكر كيف؟ لمن؟ لماذا؟
الخميس / 10 / رجب / 1441 هـ - 20:00 - الخميس 5 مارس 2020 20:00
كانت الفكرة أن نشرع في موضوع الفحص المبكر عن أورام الثدي، ثم نتبعه بموضوع للرجال عن الفحص المبكر لسرطان البروستات. وكلها مواضيع مهمة، لكن من المفيد أن نتطرق في البداية إلى فكرة اختبارات الكشف المبكر للأمراض السرطانية لكي نفهم كيف تعمل هذه البرامج وكيف يستفيد الناس منها.
هناك أسباب مختلفة لإجراء المسوحات الطبية، بعضها يهدف لاكتشاف وجود مرض معين أو الخلل أو المورثات التي تسبب حدوثه، مما يتيح تجنب العوامل التي تؤثر سلبا على حالة المريض، والبدء مبكرا في علاج أو برنامج متابعة خاص.
ومن أشهر أمثلة هذا المسح إجراء اختبار وجود مرض تكسر الدم الفولي G6PD عند حديثي الولادة في بعض الدول، لاكتشاف المواليد الحاملين للمورث المسبب لهذا الخلل، وتوعية الأهل لتجنب المأكولات التي قد تتسبب في حدوث تكسر الدم مثل الفول وغيره.
ومنها ما يعنينا هنا، كاختبارات الكشف المبكر عن بعض الأمراض السرطانية، للتمكن من اكتشافها مبكرا وإعطاء أفضل الفرص للتغلب عليها. ولكي نضع برنامجا من هذا النوع يجب توفر شروط عدة، منها أن يكون للمرض بوادر تسبق ظهوره بحيث يؤدي اكتشافها إلى قطع الطريق أمام حدوثه، وأفضل مثال على هذا هو سرطان القولون الذي يسبق تكونه بسنوات نشوء نتوءات ولحميات في القولون إذا ما اكتشفت مبكرا واستؤصلت يمكن تفادي حدوث الورم بإذن الله، وكذلك الوضع في بعض أنواع سرطان الثدي وعنق الرحم وغيرهما، أو أن يمنحنا اكتشاف المرض في بداياته قبل ظهور الأعراض فرصة جيدة للشفاء التام لو تم العلاج كما هو الحال في سرطان البروستات.
تعتمد هذه البرامج على وسائل عدة، منها الفحص السريري أو الإشعاعي أو التنظير، وقد تعتمد على تحليل الدم أو العينات أو دراسة الحمض النووي، وذلك بحسب نوع الورم.
ومن شروط هذه الفحوصات أن تكون حساسيتها على اكتشاف المصابين عالية حتى لو شخصت خطأ بعض الأصحاء، حيث يجري بعدها التحقق من الإصابة باختبارات إضافية، مع مراعاة أن تكون نسبة الدقة مقبولة، ولكن من جهة أخرى فإن الاختبارات المفرطة الحساسية قد لا تكون ملائمة هنا، لأنها ستسبب كثيرا من الإنذارات الخاطئة.
ولأن هذه الاختبارات تجرى على أعداد كبيرة من الناس يجب أن تكون التكلفة مقبولة، وألا تتسبب بأذى للمريض، كأخذ عينات دون مبرر أو تعريض المرضى لجرعات عالية من الإشعاع. ويراعى أن تكون هناك فائدة مرجوة من التشخيص المبكر تنعكس على نسبة الشفاء، وهذا الأمر مع الأسف ليس متاحا في بعض الأورام، مما يجعل وضع برامج للكشف عنها غير مفيد.
وهذه البرامج إما أن تكون عامة للأورام الدارجة، مثل أورام الثدي والقولون ويخضع لها كل الناس، أو تكون محدودة في مجموعات أو مناطق تنتشر بها أورام معينة، مثل برامج الكشف عن سرطان المعدة في اليابان، حيث نسبة الإصابة مرتفعة جدا، مما أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات من هذا الورم عندهم. وقد يكون الفحص خاصا بشريحة محددة من المجتمع أكثر عرضة للإصابة بأورام معينة. وفي المقالات المقبلة سنستعرض بعض هذه البرامج إن شاء الله.
drtjteam@
هناك أسباب مختلفة لإجراء المسوحات الطبية، بعضها يهدف لاكتشاف وجود مرض معين أو الخلل أو المورثات التي تسبب حدوثه، مما يتيح تجنب العوامل التي تؤثر سلبا على حالة المريض، والبدء مبكرا في علاج أو برنامج متابعة خاص.
ومن أشهر أمثلة هذا المسح إجراء اختبار وجود مرض تكسر الدم الفولي G6PD عند حديثي الولادة في بعض الدول، لاكتشاف المواليد الحاملين للمورث المسبب لهذا الخلل، وتوعية الأهل لتجنب المأكولات التي قد تتسبب في حدوث تكسر الدم مثل الفول وغيره.
ومنها ما يعنينا هنا، كاختبارات الكشف المبكر عن بعض الأمراض السرطانية، للتمكن من اكتشافها مبكرا وإعطاء أفضل الفرص للتغلب عليها. ولكي نضع برنامجا من هذا النوع يجب توفر شروط عدة، منها أن يكون للمرض بوادر تسبق ظهوره بحيث يؤدي اكتشافها إلى قطع الطريق أمام حدوثه، وأفضل مثال على هذا هو سرطان القولون الذي يسبق تكونه بسنوات نشوء نتوءات ولحميات في القولون إذا ما اكتشفت مبكرا واستؤصلت يمكن تفادي حدوث الورم بإذن الله، وكذلك الوضع في بعض أنواع سرطان الثدي وعنق الرحم وغيرهما، أو أن يمنحنا اكتشاف المرض في بداياته قبل ظهور الأعراض فرصة جيدة للشفاء التام لو تم العلاج كما هو الحال في سرطان البروستات.
تعتمد هذه البرامج على وسائل عدة، منها الفحص السريري أو الإشعاعي أو التنظير، وقد تعتمد على تحليل الدم أو العينات أو دراسة الحمض النووي، وذلك بحسب نوع الورم.
ومن شروط هذه الفحوصات أن تكون حساسيتها على اكتشاف المصابين عالية حتى لو شخصت خطأ بعض الأصحاء، حيث يجري بعدها التحقق من الإصابة باختبارات إضافية، مع مراعاة أن تكون نسبة الدقة مقبولة، ولكن من جهة أخرى فإن الاختبارات المفرطة الحساسية قد لا تكون ملائمة هنا، لأنها ستسبب كثيرا من الإنذارات الخاطئة.
ولأن هذه الاختبارات تجرى على أعداد كبيرة من الناس يجب أن تكون التكلفة مقبولة، وألا تتسبب بأذى للمريض، كأخذ عينات دون مبرر أو تعريض المرضى لجرعات عالية من الإشعاع. ويراعى أن تكون هناك فائدة مرجوة من التشخيص المبكر تنعكس على نسبة الشفاء، وهذا الأمر مع الأسف ليس متاحا في بعض الأورام، مما يجعل وضع برامج للكشف عنها غير مفيد.
وهذه البرامج إما أن تكون عامة للأورام الدارجة، مثل أورام الثدي والقولون ويخضع لها كل الناس، أو تكون محدودة في مجموعات أو مناطق تنتشر بها أورام معينة، مثل برامج الكشف عن سرطان المعدة في اليابان، حيث نسبة الإصابة مرتفعة جدا، مما أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات من هذا الورم عندهم. وقد يكون الفحص خاصا بشريحة محددة من المجتمع أكثر عرضة للإصابة بأورام معينة. وفي المقالات المقبلة سنستعرض بعض هذه البرامج إن شاء الله.
drtjteam@