معماريات يكشفن تماس عمارة جدة التاريخية بحضارات قديمة
أظهر تحليل هندسي قامت به مجموعة من المهندسات المعماريات من ثلاث جامعات بجدة تأثر المنطقة التاريخية في جدة، بحضارتين تاريخيتين تتضمنان الامبراطورية الفارسية والأخرى العثمانية، وذلك وفق الطرق المتبعة في إنشائها
الأربعاء / 23 / ربيع الأول / 1436 هـ - 22:30 - الأربعاء 14 يناير 2015 22:30
أظهر تحليل هندسي قامت به مجموعة من المهندسات المعماريات من ثلاث جامعات بجدة تأثر المنطقة التاريخية في جدة، بحضارتين تاريخيتين تتضمنان الامبراطورية الفارسية والأخرى العثمانية، وذلك وفق الطرق المتبعة في إنشائها. وجاء هذا التحليل للتعرف على مدى كفاءة المنطقة وتمكنها من البقاء قرابة ألف عام، إلى جانب الحضارات التي عاصرتها بحسب طرز البناء المستخدمة فيها. وتشارك المهندسات ضمن فعاليات مهرجان «شمسك أشرقت» من خلال ورش عمل مكثفة عن أسرار المباني التاريخية الحجازية وأهميتها وقوة بنائها. فقد اعتبرت المهندسة إيمان بدر قصة العمارة في المنطقة ملحمة جمالية كونها تتميز بعناصر ودلالات تعكس مدى عراقة تاريخها.في حين أوضحت المهندسة المعمارية إيمان باعبدالله، أن التراث المعماري لجدة القديمة تأثر بحضارتين مجاورتين تتمثلان في امبراطورية الفرس الساسانيين المخططة للمنطقة ونظم تخزين المياه، إضافة إلى امبراطورية العثمانيين، وتوضح «تتميز البيوت داخل السور إلى السبعينات من الـ14 الهجري بأنها متراصة في أغلبها، إذ يرتكز بعضها على بعض ضمن تصميم يصنع الظلال للتخفيف من حرارة الشمس.بينما تؤكد المهندسة تسنيم سمرقندي، أن واجهات المباني تحدد حجم وعدد الرواشين في كل منزل، ولكنها استدركت بالقول «يغلب على البيوت القديمة واجهة واحدة أو واجهتان».أمام ذلك، بيّنت المهندسة غفران محبوب، أن أحجار البناء تضمنت الكاشور المسمى بـ»الحجر المنقبي» الذي كان يستخرج من الرصيف الصخري المرجاني الضحل لساحل البحر الأحمر في كل من شمال بحر الأربعين «النقبة» وشاطئ الرويس. وتضيف «كان الطين الأسود اللزج المستخرج من قاع بحر الأربعين، يعد بديلا للمواد الاسمنتية».وأفادت محبوب بأن الأخشاب المستخدمة في البناء، تضمنت أخشاب شجر الدّوم التي كانت ترد من الطائف وعرعر وعسير، فضلا عن النخيل والزان والجاوي والمستخدمة في أعمال الشبابيك والأبواب، أو شجر القندل، التي ترد مع البضائع القادمة من جنوب شرق آسيا.من جهتها ذكرت المهندسة لينا كردي، أن البيت القديم بجدة يقوم على أساس إنشائي سليم يشبه المباني العصرية رغم فارق الإمكانات، وتقول «يتم إنشاؤه في أوله من المركز ببناء حائطين متقابلين يعرفان بـ»فحل الدرج»، ويترك بينهما فراغ يملأ بالأحجار والطين، بينما تبنى بقية الجدران على الفحل وزادت «ذلك الأسلوب يتفق مع الأساس النظري للمباني العصرية التي تبنى فيها نواة من الخرسانة المسلحة، وأرجعت سبب ترك واجهات المباني القديمة مفتوحة دون بناء، إلى تخفيف الأحمال على «فحل الدرج»، حيث يتم استبدال البناء فيها بتغطيتها بالنوافذ الخشبية أو الرواشين.