الرأي

ما كتب حول الرؤية والتحول

مفلح زابن القحطاني
جاء إعلان رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ليحدث حراكا جيدا على مختلف المستويات، وجاء تفاعل مؤسسات الدولة المختلفة في نفس الاتجاه، مع أن هناك جهات كثيرة لم توضح ما يمكن أن يتم في هذا السياق، ولعل في هذا مؤشرا على قدر جيد من التعقل والتأني ودراسة الأمر والنظر إليه من جميع الجهات والأبعاد، حتى تأتي الإجراءات والتنفيذ على مستوى من النضج. وبعد الإعلان عن الرؤية جاء الإعلان عن برنامج التحول الوطني 2020 الذي هو أحد مكونات هذه الرؤية، وقد حظي هذا الأمر بقدر جيد من التفاعل والاهتمام، وخصوصا أننا أصبحنا ذهنيا وفكريا وإجرائيا مهيئين لنمط جديد من التغييرات على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتنموي بالنظر إلى الاتجاه العام الذي أخذته السياسة السعودية خلال الفترة الماضية. وقد تفاعلت الوسائل الإعلامية على اختلافها مع رؤية 2030، ومع برنامج التحول الوطني على نحو متعدد المستويات، وتفاعل الخبراء والمختصون مع طرح الإعلام، حيث شكلت الرؤية والتحول مادة إعلامية دسمة لوسائل الإعلام المختلفة. الكتاب والصحفيون وضيوف الحلقات الحوارية والمختصون والمحللون الذين ظهروا عبر التلفزيون والإذاعة والصحف وغيرها تحدثوا كثيرا في هذا الجانب، وهم في ذلك مستويات متعددة، ما بين من يدفعه حب وطنه والولاء لأرضه وقيادته أن يعبر عن سعادته بهذه الرؤية وهذا التحول منطلقا من هذا الحب والولاء، ومما سمعه أو قرأه عن آثار هذه الإجراءات التاريخية في المستقبل المنظور بإذن الله دون أن يكون لدى هذا الصنف اختصاص أو رؤية حقيقية يمكن أن تسهم في التحليل أو الإضافة، وما بين صنف متخصص وصاحب رؤية يستطيع أن يقدم ما يمكن أن يضيف ويفيد في هذا السياق، ويستطيع أن يقرأ الواقع ويستشرف المستقبل جيدا. وقد طرح هذا الصنف الذي ينطلق من خبرة واختصاص ودراية بشؤون الاقتصاد والتنمية والإدارة وهيكلة المؤسسات عبر العديد من وسائل الإعلام من الأفكار والآراء والخطوات والإجراءات ما يمكن أن يشكل إضافة حقيقية، ويسهم في إنجاح مشاريع التحول والرؤية، وما يعزز منها، ويحقق أهدافها على النحو المأمول. الجهات العليا والمعنية بالأمر جديرة بأن تقوم بجمع ما تم طرحه حول رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني من أفكار ورؤى ونقاشات جادة ومتخصصة ومنبثقة عن خبرة ودراية ورؤية، وأن تتم بلورة هذه المقترحات والأفكار والرؤى التي جاءت تفاعلا مع الرؤية وبرنامج التحول الوطني، وتتم دراستها والإفادة مما تضمنته من خطط وإجراءات سيكون جز منها بالطبع غائبا عن الفريق الذي أسهم في صياغة هذه الرؤية وهذا التحول بصورة نظرية. إن ما قرأناه واستمعنا إليه من عدد من الكتاب والمحللين والخبراء في مجالات الاقتصاد والتنمية والإدارة والاستثمار ونحوها من الاختصاصات والاهتمامات التي تتعلق بهذا الجانب في تحليلهم لأبعاد الرؤية والتحول وتقديمهم العديد من الإجراءات والأفكار الموضوعية كان على درجة عالية من النضج والوعي، وهو جدير بأن يكون ركيزة أساسية في تنفيذ هذه المشاريع الوطنية الطموحة. mofleh.z@makkahnp.com