استشاري نفسي: القاتلان غير سويين
السبت / 20 / رمضان / 1437 هـ - 02:30 - السبت 25 يونيو 2016 02:30
حلل استشاري الطب النفسي رئيس اللجنة الطبية الشرعية بمجمع الأمل للطب النفسي بالدمام الدكتور وليد الملحم هاتفيا لـ»مكة» أمس الوضع النفسي لمن يقدم على قتل أقرب المقربين له، وبالأخص أحد والديه أو كليهما، ووصفه بالإنسان غير السوي.
أوامر الأصوات
وأوضح أن مرتكب هذا النوع من الجرائم وصل لمرحلة الجنون باللفظ الدارج، ولمرحلة المرض الذهاني بالتعبير العلمي في الطب النفسي، أما تشخيص المريض النفسي بالفصام أو بمعاناة ضلالات فكرية أو بمزيج من كليهما، وهي حالة مرضية تجعل الشخص يتخيل أمورا غير واقعية، وقد يصبح نتيجة لذلك تحت سيطرة هلوسات سمعية أو بصرية تصور له المحيطين به كأعداء يريدون الفتك به، وقد يتصور أن تلك الأصوات التي يسمعها هي لأوامر تطلب منه قتل المحيطين به، والوصول لهذه الحالة المرضية قد يكون ناتجا عن استعداد وراثي للإصابة بالمرض النفسي، وقد يكون ناتجا عن تعاطي المخدرات ولا سيما الامفيتامين الذي يجعل متعاطيه شديد العدوانية تجاه نفسه والآخرين، ويسبب له هلوسات سمعية وبصرية.
تقييم دقيق
وعن حادثة قتل التوأمين لوالدتهما في الرياض، أوضح الملحم أنه بحكم خبرته في الطب النفسي الجنائي وتعامله مع حالات مشابهة لنحو 15 عاما، وبغض النظر عن مسبب الوصول للحالة المرضية الذهانية فإن النتيجة واحدة، وهي أن تفكير الشخص غير سليم وبالتالي فعله أيضا غير سليم، غير أن هذه تظل صورة عامة، ولا يصح إطلاقها على جميع الحالات، والتشخيص الدقيق لحالة مرتكب هذا النوع من الجرائم يتطلب تقييما دقيقا للحالة عبر الجلوس مرات عدة معه، وسؤال المحيطين به في المنزل والعمل، حول عدد من النقاط المتعلقة بطريقة تصرفه وعلاقاته مع الناس في المنزل وخارجه، ومدى التزامه بالعمل أو الدراسة وغير ذلك، حتى نصل لتشخيص دقيق للحالة.
المسؤولية الجنائية
وأردف: قد يتطلب الأمر تشخيص أطباء عدة، أما تحديد المسؤولية الجنائية للمريض عما اقترف من فعل فيبقى القرار النهائي لقاضي المحكمة الذي ينظر القضية، فهو يستأنس برأي الطبيب النفسي حول مسؤولية مرتكب الجريمة الكلية أو الجزئية عنها، أو عدم مسؤوليته مطلقا، ولكنه ليس ملزما بالأخذ به، وقد يطلب عرض المريض على لجنة طبية أخرى لأخذ رأي آخر، قبل اتخاذ الحكم النهائي.