خروج بريطانيا يهدد وحدة أوروبا
السبت / 20 / رمضان / 1437 هـ - 01:15 - السبت 25 يونيو 2016 01:15
اختار البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في قفزة إلى المجهول توجه ضربة قوية للمشروع الأوروبي ولرئيس وزرائهم ديفيد كاميرون ما أحدث اضطرابا قويا فوريا في أسواق المال العالمية.
وبموجب النتيجة الرسمية لنتائج الاستفتاء التاريخي الذي جرى الخميس وأعلنت نتائجه صباح أمس، فإن 52% من الناخبين صوتوا لمصلحة الخروج من الاتحاد. وشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كبرى بلغت 72,2%.
والضحية الأولى للاستفتاء هو ديفيد كاميرون الذي أعلن أمس أنه سيستقيل من منصبه بحلول أكتوبر المقبل. وقال «الشعب البريطاني اتخذ القرار الواضح جدا بالتحرك في مسار مختلف ومن ثم أعتقد أن البلاد تحتاج قيادة جديدة تأخذها في هذا الاتجاه». وتابع «لا أعتقد أنه سيكون من المناسب لي أن أكون القبطان الذي يقود بلادنا إلى وجهتها المقبلة».
وفيما أكد الاتحاد الأوروبي تصميمه على الحفاظ على وحدة أعضائه الـ27، اعتبرت ألمانيا أن هذا القرار يشكل «يوما حزينا» لأوروبا.
وأظهرت النتائج دولة منقسمة، حيث صوتت لندن وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية لمصلحة البقاء، فيما صوت شمال إنجلترا وويلز للخروج.
ورغم التهديدات بكارثة اقتصادية كان تحدث عنها المعسكر المؤيد للبقاء بالاتحاد والمؤسسات الدولية، فضل البريطانيون تصديق الوعود باستعادة استقلاليتهم إزاء بروكسل ووقف الهجرة من دول الاتحاد والتي كانت المواضيع الرئيسة في الحملة المضادة.
وقرروا الانسحاب من مشروع انضموا إليه في 1973 بعد أن رأوا فيه بشكل أساسي سوقا موحدة كبرى، لكن بدون الخوض في المشروع السياسي.
وقال زعيم حزب «يوكيب» المناهض لأوروبا نايجل فاراج إنه بدأ يحلم ببريطانيا مستقلة، مؤكدا أن النتيجة تشكل «انتصارا للأشخاص الحقيقيين والناس العاديين».
ويجري التداول باسم بوريس جونسون زعيم التيار المحافظ بمعسكر مؤيدي الخروج من الاتحاد لخلافة كاميرون، إلا في حال فضلت قيادات الحزب شخصية أكثر اعتدالا من رئيس بلدية لندن السابق الذي يتهمه البعض بالانتهازية.
ويشكل القرار نكسة كبرى للاتحاد الأوروبي الذي يعاني من أزمة المهاجرين واستمرار الأزمة الاقتصادية.
وفيما تشهد الحركات الشعبوية تقدما في أوروبا ويجمعها انتقادها لبروكسل، يمكن أن يؤدي قرار البريطانيين لخطوات مماثلة لاحقة في دول أخرى.
ودعت زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن على الفور إلى استفتاء في فرنسا، كما طالب النائب الهولندي عن اليمين المتطرف جيرت ويلدرز بالأمر نفسه لهولندا.
وبدوره اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير «إنه يوم حزين لأوروبا وبريطانيا». ثم أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي (فرنسا، وهولندا، وإيطاليا، وبلجيكا، ولوكسمبورج)، سيعقدون اجتماعا اليوم في برلين للتباحث في تبعات الاستفتاء البريطاني.
وأحدث تصويت البريطانيين هزة كبيرة في أسواق المال، إذ تراجعت البورصات الآسيوية كثيرا، وانخفض سعر الجنيه الاسترليني لأدنى مستوى له منذ 1985 وارتفع سعر الين الياباني. وأعلن البنك المركزي البريطاني أنه مستعد للتحرك لضمان الاستقرار النقدي والمالي ويراقب عن كثب تطور الوضع.