العالم

ضربة تحبط مشروع إيران الفضائي

تخوف أمريكي من أن تكون التجارب تمويها على مشروع تطوير الصواريخ الباليستية

تلقت إيران ضربة موجعة جديدة، وأقرت بفشلها الرابع في تحقيق طموحاتها الفضائية، حيث لم يتمكن القمر الصناعي «ظفر النصر» من الوصول إلى السرعة المطلوبة لوضعه في مداره الصحيح.

وأكد موقع راديو فرادا أن الفشل الأخير مشابه لحالتين سابقتين لم تنجح فيهما طهران في إطلاق قمر صناعي أو احتراقه قبل أن يصل إلى مداره، وأدى انفجار كبير على منصة الإطلاق إلى الفشل الأخير الذي يبرهن على سوء التخطيط والفكر في هذا المجال.

وبدأت المراحل الأولية للإطلاق منذ أسابيع عدة، وبالتواكب شن وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني محمد جواد جهرومي حملة نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للإطلاق، ودعا العشرات من الناشطين في مجال التواصل الاجتماعي بهم إلى موقع الإطلاق بالقرب من مدينة سمنان بوسط إيران.

ووفقا للمسؤولين الإيرانيين، سقط القمر الصناعي في نهاية المطاف في المحيط الهندي، على الرغم من تحطم أجزاء منه في مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية حيث ذكر أن القرويين شعروا بالرعب من الانفجارات التي رأوها.

تكرار الاخفاقات

وعلق جهرومي على الفشل الذي يتكرر للمرة الرابعة قائلا: «لم يتم وضع القمر الصناعي في المدار، لكنه وسع من معرفتنا بالفضاء، أحيانا لا تسير الأمور كما هو مخطط لها».

ويتفق بعض خبراء الفضاء، بما فيهم فابيان هينز من مركز جيمس مارتن لأبحاث دراسات عدم الانتشار في كاليفورنيا، مع جهرومي في أن الفشل ربما يفيدهم في التجارب المقبلة، وعلق لراديو فاردا «من الناحية التكنولوجية، كان نجاحا جزئيا لأنه من الصعب جدا القيام بالتجميع أو التجميع للمحرك، ولكن بعد ذلك لم يتمكنوا من القيام بإطلاق كامل للأقمار الصناعية».

ويقارن هنز بين برنامج الفضاء الإيراني وبرنامج الصواريخ الباليستية، فيقول: «عندما تنظر إلى برنامج الصواريخ والفضاء، يبدو أن هناك سرعات مختلفة تتقدم بها، إن الهجوم على القوات الأمريكية في عين الأسد كان عملية معقدة للغاية، كان استخدام الصواريخ جيدا ودقيقا بدرجة لا تصدق، ومن ناحية أخرى، هناك هذه الإخفاقات التي تصيب برنامج الفضاء خلال السنوات القليلة الماضية».

نشاط متهور

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية برنامج الفضاء الإيراني جزءا من برنامج الصواريخ، حيث اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طهران بشحذ مهاراتها في مجال الصواريخ الباليستية من خلال إطلاق الأقمار الصناعية وتعهد بممارسة مزيد من الضغط.

وقال بومبيو في بيان: «ستواصل الولايات المتحدة بناء الدعم في جميع أنحاء العالم لمواجهة نشاط الصواريخ الباليستية المتهور للنظام الإيراني، وسنواصل فرض ضغوط هائلة على النظام لتغيير سلوكه».

وانتقدت دول غربية أخرى برنامج الفضاء الإيراني واتهمته بأنه يمكن أن يكون تمويها لتطوير الصواريخ الباليستية، حيث إن الأقمار الصناعية قد تتحول إلى صاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس حربية نووية.

وبعد مرور تسع سنوات على وفاة طهراني مقدم في انفجار بمصنعه الصاروخي بالقرب من طهران، يبدو أن البرنامج الذي أطلقه بدأ العمل، مما أدى إلى إمكانية وجود صلة مباشرة بين برنامج الفضاء الايراني وبرنامج تطوير الصواريخ الباليستية، وهو ما قد يدعو لمزيد من الضغوط الدولية على إيران.