مؤسساتنا الإنسانية
السبت / 14 / جمادى الآخرة / 1441 هـ - 20:15 - السبت 8 فبراير 2020 20:15
من يشاهد حال بعض مؤسساتنا الإنسانية اليوم، يراها تزهو بتصاميم جميلة، وبمبادراتها اللا متناهية وأفكار منسوبيها الإبداعية، تهتم بالإبداع والخيال وبالأفكار المتجددة، طبعا من خارج الصندوق، وكأننا في شركة تكنولوجية تسعى لاكتشاف تقنية جديدة أو تطوير نظام اتصال عبقري، وموظفوها غالبا ما يحرصون على صفاء ذهنهم وعذوبة لسانهم، خاصة بعد وجبة إفطار دسمة يتخللها كأس من القهوة الأمريكية، المقدمة من قسم حديث يهتم بمزاج الموظف لكي يقدم خدمة ذات جودة تحظى برضا العميل، ويا له من عميل محظوظ!
لكن عملها أشبه بلوحة رسم كبيرة شارك في رسمها كل موظف ومسؤول، وأضاف لها لونا جميلا، إلا أن كثرة الألوان غير المتناسقة الباعثة على الحزن والقبح معا، تظهر أمام العميل لوحة قبيحة، ويرونها هم لوحة جميلة، ويخدعون بها رئيسهم بأنها كلوحات أفضل الرسامين العالميين، لكنها لوحة وطنية لا يمكن لأي مؤسسة أن ترسم مثلها، ويصدق رئيسهم المنخدع ادعاءهم، ويصدر أمرا لمنظومة إعلامه بالتصوير والإخراج وإظهار كل الزوايا للصورة، خاصة بحضوره لأنه كلما برز بالإعلام أكثر ارتفع تقديره من رؤسائه.
يخدعه إعلامه المضلل الذي يعتمد على إعلاميين بالاسم والاسم فقط، فمن يدقق في هذه الأمور؟ المهم أن الصورة تكتمل وتنشر على كل وسائل التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، ليبدو رئيسهم ومؤسستهم في أبهى صورة يكافحون من أجل خدمة عملائهم!
وإذا نظرت إلى جانبها الآخر لا ترى إلا لوحة رسم من الحديد! نعم من الحديد، تغير شكله عبر الزمن وبحرارة الشمس وهطول الأمطار وأصابها الصدأ وامتزجت به الأمطار مشكلة خطوطا برتقالية عشوائية، إلا أنه صبغ بطلاء أسود يميل إلى الأحمر والأزرق، وهذا من جودة الطلاء الذي يشبه جوده خدمات المؤسسة، ثم تكتشف أن الشركة المشغلة وجدت اللوحة في أحد مستودعاتها، وبإلحاح مديرها المأمور لينفذ طلبات رئيس المؤسسة، لتقدم لعملائها خدماتها على أكمل وجه، إلا أن وضع هذه اللوحة هو حقيقة يصف حالة عملائها المتعبين المنتظرين لموظف غائب أو معاملة متأخرة أو تحتاج توقيعا وغيره من الخدمات المتردية.
لا أبالغ في وصف واقع بعض هذه المؤسسات الإنسانية، التي تناست تحسين خدماتها الأساسية والحرص على جودتها بعيدا عن الشكليات من قبيل (مبادرات إبداعية، أفكار خارج الصندوق، الإبداع، التميز..إلخ)، اهتموا بالتحسين واتركوا التجميل، فالمبنى المتهالك ما فائدة طلائه بلون جديد، سيسقط ويسقط معه لونه.
في النهاية نرى إحصاءات ومؤشرات خدماتها تزهو بأعمدة ورسومات بيانية دقيقة تراعي دقة عمل اللوحة. فيا لها من لوحة ويا له من واقع مرير!
لكن عملها أشبه بلوحة رسم كبيرة شارك في رسمها كل موظف ومسؤول، وأضاف لها لونا جميلا، إلا أن كثرة الألوان غير المتناسقة الباعثة على الحزن والقبح معا، تظهر أمام العميل لوحة قبيحة، ويرونها هم لوحة جميلة، ويخدعون بها رئيسهم بأنها كلوحات أفضل الرسامين العالميين، لكنها لوحة وطنية لا يمكن لأي مؤسسة أن ترسم مثلها، ويصدق رئيسهم المنخدع ادعاءهم، ويصدر أمرا لمنظومة إعلامه بالتصوير والإخراج وإظهار كل الزوايا للصورة، خاصة بحضوره لأنه كلما برز بالإعلام أكثر ارتفع تقديره من رؤسائه.
يخدعه إعلامه المضلل الذي يعتمد على إعلاميين بالاسم والاسم فقط، فمن يدقق في هذه الأمور؟ المهم أن الصورة تكتمل وتنشر على كل وسائل التواصل الاجتماعي وغير الاجتماعي، ليبدو رئيسهم ومؤسستهم في أبهى صورة يكافحون من أجل خدمة عملائهم!
وإذا نظرت إلى جانبها الآخر لا ترى إلا لوحة رسم من الحديد! نعم من الحديد، تغير شكله عبر الزمن وبحرارة الشمس وهطول الأمطار وأصابها الصدأ وامتزجت به الأمطار مشكلة خطوطا برتقالية عشوائية، إلا أنه صبغ بطلاء أسود يميل إلى الأحمر والأزرق، وهذا من جودة الطلاء الذي يشبه جوده خدمات المؤسسة، ثم تكتشف أن الشركة المشغلة وجدت اللوحة في أحد مستودعاتها، وبإلحاح مديرها المأمور لينفذ طلبات رئيس المؤسسة، لتقدم لعملائها خدماتها على أكمل وجه، إلا أن وضع هذه اللوحة هو حقيقة يصف حالة عملائها المتعبين المنتظرين لموظف غائب أو معاملة متأخرة أو تحتاج توقيعا وغيره من الخدمات المتردية.
لا أبالغ في وصف واقع بعض هذه المؤسسات الإنسانية، التي تناست تحسين خدماتها الأساسية والحرص على جودتها بعيدا عن الشكليات من قبيل (مبادرات إبداعية، أفكار خارج الصندوق، الإبداع، التميز..إلخ)، اهتموا بالتحسين واتركوا التجميل، فالمبنى المتهالك ما فائدة طلائه بلون جديد، سيسقط ويسقط معه لونه.
في النهاية نرى إحصاءات ومؤشرات خدماتها تزهو بأعمدة ورسومات بيانية دقيقة تراعي دقة عمل اللوحة. فيا لها من لوحة ويا له من واقع مرير!